| العالم اليوم
لا يزال الموقف الذي تعرض له السفير الامريكي في اسرائيل مارتن انديك يثير العديد من التساؤلات لأسباب عديدة منها:
1 ان السفير انديك اليهودي الديانة، الاسترالي الاصل، نائب وزيرة الخارجية السابق، الاستاذ والباحث في اهم الجامعات الامريكية والذي حصل على الجنسية الامريكية لتميُّزه في الابحاث السياسية كما يؤكد الامريكيون تعد حالته من الحالات النادرة، اذ يندر ان يوقف السفير عن العمل ويمنع من الاطلاع على المعلومات السرية، بناءً على طلب الكونغرس الامريكي، الذي اجبر وزارة الخارجية على اتخاذ هذا الاجراء، ولم يصدر من الوزارة كإجراء ذاتي.
2 اتخاذ قرار وقف السفير انديك، جاء بعد اتصال هاتفي من مجهول بأحد أعضاء الكونغرس الامريكي، وخوفاً من فتح نقاش علني في الكونغرس استجابت وزارة الخارجية لطلب أعضاء الكونغرس وأوقف السفير وأحيل للتحقيق.
3 توقيت الكشف عن تسريب معلومات سرية من السفير انديك، واستعمالها في غير ماهي مخصصة له في هذا الوقت، والولايات المتحدة الامريكية مشغولة بالانتخابات الرئاسية، يضر بالجانب الذي ينتمي إليه السفير انديك الذي لا يعد احد رجال الادارة الامريكية فحسب بل هو واحد من منظري الحزب الديمقراطي وخصوصاً في القضايا السياسية ذات العلاقة بالشرق الاوسط وافريقيا.
4 يربط بعض المتابعين بين الكشف عن حادثة السفير انديك وتصريحاته الاخيرة التي أثارت غضب الاسرائيليين، حينما طالب جماعته في الديانة اليهودية الاسرائيليين بالتنازل عن القدس الشرقية، مؤكداً أنه لا يوجد حل آخر سوى المشاركة العربية في المدينة المقدسة، حيث وجه رسالة بهذا المعنى الى رئيس الوزراء الاسرائيلي، وجاء فيها ان القدس ليست ولا يمكن ان تكون حكراً على دين واحد وان الحل لا يكمن في تحدي طرف أو إنكاره لحقوق الطرف الآخر.
وكون هذا الرأي يصدر عن مسئول امريكي يهودي الديانة، يصنف كأحد أبرز رجال الادارة الامريكية المختصين بالشئون العربية الاسرائيلية، فإن تأثيره يكون قوياً إن لم يكن يمثل توجهاً امريكياً على اعتبار ان الادارة الامريكية تتبنى دائماً أفكار المستشارين اليهود.
ولهذا و - حسب رأي بعض المحللين - فإن اسرائيل متهمة بأنها هي التي سربت المعلومات لرجالها في الكونغرس لاثارة المشاكل للسفير انديك وإبعاده عن المحادثات التي تجري حالياً لمعالجة قضية القدس, ويستشهد هؤلاء المحللون بأن الاسرار او المعلومات التي كشف عنها رجال الكونغرس لوزارة الخارجية لا يعرفها سوى دائرة ضيقة من الاسرائيليين عرفت بها من انديك، ثم إن المشتكين من الكونغرس اعضاء لهم علاقات قوية بالاسرائيليين، وهم وإن كانوا محسوبين على الحزب الجمهوري، الا أنهم من المتعاطفين مع اسرائيل، ولا يمكن لأي واحد من رجال الكونغرس متعاطف مع اسرائيل أن يسيء إلى يهودي، إلا إذا كان ذلك يخدم مصلحة إسرائيل,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|