| العالم اليوم
صنعاء الجزيرة
في سياق تداعيات قضية مذبحة كلية طب جامعة صنعاء التي مضى على اكتشافها نحو خمسة أشهر ذكرت مصادر مطلعة بان تطورات جديدة ومثيرة برزت مؤخراً من خلال عمليات التحري والتحقيقات المستمرة من جانب السلطات اليمنية.
واشارت المصادر الى ان التطورات التي تكشفت تتعلق بجوانب مهمة في القضية سواء من حيث الجهات والاطراف المتورطة فيها او من حيث عدد الضحايا والاماكن التي ترتكب فيها الجرائم وطرق واساليب وكذا دوافع ارتكابها.
إن هناك تحريات تجري حاليا حول المعطيات الجديدة لغرض التأكد من بعض الاشياء وبالذات مايتصل بالأطراف التي تقف وراء القضية,, حيث فضلت تلك المصادر من خلال تصريحات خاصة لالجزيرة عدم الافصاح عن ما تم التوصل إليه في هذا الجانب في الوقت الراهن، لأن من شأن ذلك ان يؤثر كثيراً على سير التحقيقات في القضية في ظل الظروف والتعقيدات الكبيرة المحيطة بها,, منوهة إلى ماحدث في اعقاب اكتشافها او اخر شهر ابريل الماضي، حيث ادى نشر المعلومات وتناقلها على نطاق واسع من قبل وسائل الاعلام المحلية والخارجية الى الاضرار بالقضية وصعب من مهمة اجهزة التحقيق.
أمور خطيرة
لكنها اوضحت بان ثمة أشياء خطيرة لوثبتت فعلاً فسوف تقلب القضية رأساً على عقب.
إلى ذلك تفيد آخر المعلومات المتداولة إضافة الى ماذكرته مصادر خاصة مستقلة بان الاطراف الخارجية هي صاحبة الدور الرئيسي في القضية، التي بات من المرجح ان الاشخاص الكبيرة المتورطين والخطيرة في الشبكة التي تقف وراء هذه القضية تتألف في الاساس من عدد غير قليل من الاشخاص الذين ينتمون إلى بعض الدول العربية والاجنبية بعضهم يقيم في اليمن منذ سنوات ويعملون لدى جهات مختلفة رسمية وغير رسمية وذلك في مجالي التعليم والصحة بدرجة رئيسية، حيث تقول مصادر مطلعة أن معظم هؤلاء استطاعوا الحصول على مثل هذه الوظائف بشهادات جامعية واكاديمية مزورة، ليتخذوا من هذا الجانب غطاءً يتسترون به على مايقومون به من عمليات وجرائم تتصل كما قيل بتجارة الاعضاء البشرية بما تشتمل من اساليب وممارسات الخطف والقتل وكذلك الاستدراج الذي يتم لذات الأمر بالنسبة للضحايا، بالاضافة إلى مايتعلق بتجارة المخدرات والاعمال المحرمة الاخرى,, وذلك في اطار القضية التي جاء اكتشافها من مشرحة كلية طب جامعة صنعاء,, وبالنسبة لمن يشار إلى تورطهم من الاشخاص الوافدين المقيمين في اليمن واكثرهم كما تفيد مصادر غير رسمية من العراقيين بعضهم وردت أسماؤهم في ملف القضية إلى جانب بعض السودانيين يعملون مع مجموعة اخرى يعتقد أن افرادها عادة يكونوا موجودين في دول اوروبية، وذلك لصالح جهات ومؤسسات اجنبية معينة، سواء فيما يخص تجارة الاعضاء البشرية او الاشياء الاخرى.
تجارة الأعضاء
ووفقاً لما ذكرته مصادر صحفية محلية فإن هذه العناصر الاجنبية استطاعت ان تخلق نفوذا لها في اليمن وأن تمد وتعزز سطوتها بان دخلت من خلال بعض مراكز الابحاث والدراسات والمنظمات غير الحكومية وبالذات تلك التي هي على صلة بالمرأة,, إضافة إلى أن هذه العناصر تمكنت من بناء علاقات وطيدة مع جهات كثيرة في اليمن وكذلك مع العديد من الشخصيات التي يقال ان بعضها يتمتع بمراكز نفوذ في اتجاهات مختلفة سواء اجتماعياً او على صعيد بعض المؤسسات والهيئات المهمة في البلاد,, ومن ثم كان هناك نوع من الاختراق والذي يطرح البعض بان العبور كان من بوابات الهوى بحيث انه وفي اطار شبكة دعارة متعددة الجنسيات امكن توفير الأجواء المناسبة للعمل في اكثر من اتجاه، وبدرجة اساسية تجارة الاعضاء البشرية والمخدرات,, فقد استقطبت تلك العناصر الوافدة على مايبدو عددا من العناصر اليمنية المنضوية معها في هذه الشبكة ليكون هناك جناح خاص إن صح التعبير داخل الشبكة يعمل تحت مظلتها في الاتجاهات المشار إليها، وذلك بالطبع تحت إشراف وإدارة اشخاص من جنسيات غير عربية حسب المصادر,, ومن هنا كان استقدام محمد أدم عمر إسحاق إلى اليمن بترتيب مسبق من قبل بعض الأساتذة في كلية طب جامعة صنعاء الذين وردت أسماؤهم في ملف القضية، وذلك لغرض القيام بدوره الذي أعد له، وهو التخلص من جثث الضحايا، إضافة إلى استقطاب ما أمكن من طالبات الكلية المذكورة والايقاع بهن وكذا التخطيط مع الاخرين لعمليات اختطاف بعض الطالبات, وهناك من يعتقد، وهذا ليس مؤكدا بعد، أن بعض العناصر اليمنية الاخرى في الشبكة لم تكن تعلم بما يدور بالنسبة لتجارة الاعضاء البشرية، وان تصورها للامر كان فقط على انه مقتصر على الجنس وما إلى ذلك,, وربما أنها كانت على علم بما يجري لكنها تغض الطرف في مقابل ماتحصل عليه من متعة جنسية من خلال وجودها ضمن شبكة الدعارة,
سهرات وحفلات
ومن المعلومات الجديدة التي حصلت عليها الجزيرة ان دبلوماسيين في بعض السفارات العربية والاجنبية كانوا على علم واطلاع بكثير من هذه الامور، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان لهم دور مباشر أوصلة بذلك.
فبينما تقول المصادر إن احدى السفارات الاوروبية كانت تشهد بعض السهرات والحفلات الفاضحة التي يتخللها احياناً عرض للأزياء وللمفاتن وأشياء أخرى وذلك بالتنسيق مع أحد مراكز الدراسات الخاصة بالمرأة وعدد من اساتذة بعض كليات جامعة صنعاء وجامعات أخرى,, تشير المعلومات إلى أن بعض العاملين في إحدى السفارات العربية بصنعاء، حاولوا إبعاد محمد آدم إلى خارج اليمن عندما اخذت الامور تتكشف في اعقاب اختفاء الطالبة العراقية زينب سعود عزيز التي عثر على بقايا جثتها داخل مشرحة كلية الطب بجامعة صنعاء.
معلومات جديدة
وعلى صعيد ذكر الطالبة العراقية الضحية تفيد المعلومات التي تؤكدها مصادر ذات صلة بالقضية بان بعض العاملين في سفارة عربية اخرى اومرتبطين بها كانوا على علم بموضوع هذه الطالبة وماحدث لها بعد اختطافها من كلية طب جامعة صنعاء وذلك قبل ان يتم الكشف عن القضية من قبل السلطات المعنية في اليمن، كما انهم كانوا على اطلاع على مايجري داخل مشرحة الكلية.
وفي ذات السياق ذكرت مصادر طلابية في الكلية المشار إليها أن ابنة سفير الدولة العربية التي تتبعها السفارة المذكورة والذي انتهت فترة عمله في اليمن وغادر البلاد منذ شهور، كانت طالبة في كلية الطب، واثناء الدروس العملية في المشرحة تكون تلك الطالبة آخر من يدخل من دفعتها إلى المشرحة واول الخارجين منها وذلك على مدى سنوات الدراسة وكانت الطالبة المذكورة تعلل لبعض زملائها هذا التصرف الملفت من جانبها بان المشرحة بها اشياء مخيفة وان ثمة خطر يجعلها حريصة على عدم وجودها في ذلك المكان بمفردها.
عصابات منظمة
وتضيف المصادر بان أشخاصا كانوا يعملون في السفارة العربية إياها وقد غادرو اليمن هم على صلة بكثير من عمليات تزوير في جوانب مختلفة ومنها تزوير شهادات ومؤهلات تعليمية لكثير من الاشخاص الذين حصلوا بموجب تلك الشهادات على وظائف في مؤسسات تعليمية وصحية وغيرها، وبعض هؤلاء ممن لهم صلة بقضية مذبحة كلية الطب ومايندرج في اطارها.
وهذه النقطة تقودنا الى ما كان قد اثير خلال الفترة الماضية حول عصابات منظمة للتزوير ألقي القبض على العديد من اعضائها في اليمن,, وهذه العصابات التي سنأتي للحديث عنها فيما بعد في سياق هذا الموضوع يتزعمها عراقيون ونشاطها يمتد إلى عدد من دول العالم ولها ارتباطات بجهات وعناصر إرهابية عالمية.
ومن الحقائق التي اخذت تتكشف مؤخراً في اطار تداعيات قضية مذبحة كلية الطب اوضحت مصادر مطلعة بان دكتورا عراقيا يدعى عدنان ه,ج، حصل على شهادته من جامعة البصرة لقي مصرعه في ظروف غامضة قبل عامين في صنعاء,, وقالت المصادر بان هذا الدكتور العراقي كان قد تعرض لعملية نصب من قبل شخص يمني يدعى م,م,م حسبما جاء في شكوى تقدم بها حينذاك إلى الجهات المعنية في اليمن، حيث كانت هذه المسألة منظورة لدى احدى المحاكم التي اصدرت قراراً أكد حدوث عملية النصب,, لكن ماحصل في غضون ذلك انه تم العثور على جثة العراقي وهو مقتول في داخل غرفته باحد فنادق صنعاء، حيث تبين من خلال ملف القضية ان شخصا ثالثا يمني واسمه ع,م,ن كان على صلة بالقضية هذه,, وانه كان يتردد بصورة مستمرة على الدكتور العراقي في الفندق الذي يقيم فيه,, وهذا الشخص من ضمن الذين وردت أسماؤهم في القضية الأخيرة المكتشفة بمشرحة كلية الطب، ويرتبط بعلاقة وطيدة كما يقال مع محمد ادم,, لكن ما يتعلق بحادثة مقتل الدكتور العراقي عدنان في عام 1998م فإن القضية لم تأخذ مجراها الطبيعي وحفظ ملفها في أرشيف المحكمة, ومن جهة اخرى اشارت المصادر إلى ان طبيبة عراقية كانت تعمل في اليمن ومقيمة مع زوجها تعرضت للاختطاف قبل عامين تقريباً من قبل شخصية نافذة حسب المصادر وظلت محتجزة لمدة خمسة اشهر حيث افرج عنها بعد ان كان زوجها قد غادر اليمن كما طلب منه كشرط لإطلاقها لتلحق به مباشرة عقب الافراج عنها,, وهنا يبرز دور تلك العناصر العراقية المتهمة بضلوعها فيما يرتكب من جرائم في اطار شبكة الدعارة وتجارة الاعضاء البشرية والمخدرات وغيرها.
ضحايا ومقابر جديدة
إلى ذلك يرجح الكثيرون وجود طالبات من كليات أخرى غير كلية الطب ضمن الضحايا، وذلك في اعقاب الكشف عن وجود اشخاص من ضمنهم اساتذة في عدد من الكليات متورطين في عمليات على صلة بالقضية ومن بينهم عراقيون بعضهم غادر اليمن قبل اكتشاف هذه القضية.
وفيما ذكرت المصادر ان مقابر جديدة تم العثور عليها في اماكن مختلفة داخل اسوار بعض الكليات التابعة لجامعة صنعاء,, اكدت معلومات حصلت عليها الجزيرة ان بعض اسر الضحايا تتلقى تهديدات من قبل من يعتقد ضلوعهم في القضية وذلك لثنيها عن الابلاغ او البحث عن المفقودين من افرادها,.
ومن تلك الأسر التي قيل انها تلقت تهديدات بهذا الشأن اسرة المدرسة اليمنية نبيلة عبدالصمد ثابت العبسي، والتي كانت تعمل في مدرسة سمية للبنات بامانة العاصمة صنعاء واختفت في العاشر من يناير من العام الجاري,, وهو التاريخ الذي اكد تقرير خبراء الطب الشرعي الألماني أن إحدى الجثث التي جرى فحصها ضمن محتويات مشرحة كلية طب جامعة صنعاء حدثت وفاة صاحبتها خلاله اي في هذا التاريخ .
ولعل الهدف من مثل هذه التهديدات هو منع اسر الضحايا من المطالبة حتى لايتم التعرف والكشف عن هويات الجثث والاشلاء البشرية التي تعود لمئات الضحايا، نظراً لما يمكن ان يؤدي اليه ذلك من إثارة وضغط من شأنه إظهار الحقائق وفضح المتورطين في تلك الجرائم,, ذلك أن مايدور حالياً بالنسبة للمحاكمة يركز بدرجة اساسية على ضحيتين هما الطالبة العراقية زينب سعود عزيز واليمنية حُسن احمد عطية، في حين ثمة نوع من التجاهل لباقي الضحايا لأسباب عدة ابرزها ان الاسر لم تتقدم الى المحكمة ببلاغات او ما شابه ذلك، إضافة إلى وجود محاولات مستميتة لحصر القضية على ضحيتين فقط.
ترويج للشائعات
وفي اطار المحاولات الرامية الى تمييع القضية وتتويه إجراءاتها عمدت بعض الاطراف الضالعة فيها إلى الترويج بشائعات عن وجود مرافق سياحية في صنعاء تحتجز اعدادا من النساء والفتيات وان تلك المرافق وما يدور فيها على صلة بما اكتشف في كلية طب جامعة صنعاء وما إلى ذلك من محاولات صرف الانظار عن القضية الاساسية التي شغلت الرأي العام المحلي والخارجي منذ اكتشافها اواخر شهر يوليو الماضي,, لكن سرعان ماتبين ان تلك الشائعات لم تستند إلى اية حقائق، وبالتالي لم يكن لها اثر من اي جانب,, ولعل ماهو ثابت حسبما اوضحته مصادر مطلعة ان ثلاثة فنادق في وسط العاصمة صنعاء واحد من فئة 5 نجوم واثنان من فئة 4 نجوم هي التي كانت تستخدم من قبل الشبكة التي تقف وراء قضية المذبحة المكتشفة في مشرحة كلية الطب,, ففي هذه الفنادق كانت تعقد اللقاءات والاجتماعات ويجري الاعداد والتخطيط للعمليات التي تقوم بها الشبكة,, اما بالنسبة للمرافق السياحية التي أثيرت حولها الشائعات فلم يكن القصد من وراء ذلك بحسب المصادر سوى الزوبعة الهادفة الى صرف الانظار عن القضية وذلك للتستر على الفنادق المذكورة بعد الكشف عن الادوار التي كانت تقوم بها وما تقدمه من تسهيلات للشبكة.
اختفاء طالبة
وفي تطور آخر ذكرت بعض المصادر ان امرأة قدمت من دولة الامارات العربية المتحدة الى صنعاء في شهر مايو الماضي عندما ابلغت ان شقيقتها من ضمن الضحايا اختفت بعد ايام من وصولها ولم يعرف طريقها حتى الآن.
وهذه المرأة وتدعى عائشة ياسين محمد سعيد وتقيم مع اسرتها في ابو ظبي منذ عام 1975م وهي من اصول صومالية، وصلت إلى صنعاء على اساس ان شقيقتها ندى التي كانت تدرس في كلية طب جامعة صنعاء وقيل انها اختفت وبأنها من بين الضحايا,, حيث تبين فيما بعد انها لم تقتل وإنما جرى تسريب اسمها الى محاضر التحقيقات حينها ضمن المخططات الهادفة الى تمييع القضية,, حيث كان قد تم تسريب مجموعة من الاسماء ومن ضمنها ندى على اساس انهن ضحايا ثم يظهرن بعد ذلك للايحاء بان ما قاله محمد آدم ليس صحيحاً وفقاً لماتم لتخطيط له, وبالفعل وصلت ندى إلى قاعة المحكمة ومعها عائشة ومنذ ذلك الحين لم يعرف مصير الاختين وإلى ما قبل ثلاثة اسابيع تقول المصادر نقلاً عن بعض افراد اسرتهما ان عائشة لم تتصل بالاسرة منذ اتت الى صنعاء قبل خمسة اشهر تقريباً,, كما شكك افراد الاسرة بان تكون الفتاة التي ظهرت امام المحكمة هي ندى الحقيقية التي تركت الدراسة في جامعة صنعاء قبل نحو عامين ولم تتواصل مع اسرتها لأسباب غير معروفة,,وحسب المصادر فان ندى هذه كانت قد درست في المانيا الاتحادية لمدة عام قبل ان تحول دراستها الى كلية طب جامعة صنعاء,, وقد اثار اختفاء عائشة و ندى التي كشفت النيابة العامة حينها انه لاعلاقة لها بالقضية ولم يرد اسمها في اعترافات محمد آدم لكن اختفاءها سبب اكثر من تساؤل اضافة الى ما اثير حول ماتردد من ان هناك اكثر من فتاة ظهرت وتقدمت للجهات المعنية وكل منهن ادعت انها ندى ياسين محمد سعيد!!
عصابة أبو جابر !!
وعودة إلى ماسبق الاشارة إليه بشأن عصابات التزوير التي القي القبض عليها في اليمن، فان من بين تلك العصابات واحدة عرفت بعصابة ابو جابر تم ضبطها من قبل اجهزة الامن بصنعاء بداية العام الجاري,, وكان يتزعمها عراقيان احدهما يدعى ابو جابر والآخر ابو عادل وهو الرجل الثاني في هذه العصابة التي وصل عدد اعضائها الذين القي القبض عليهم الى عشرة اشخاص من العراقيين وخمسة من جنسيات يمنية وافريقية اضافة الى عدد اخر قيل انهم عراقيون كانوا قد غادروا اليمن حينها.
وابوجابر زعيم العصابة كما جاء في محاضر التحقيقات وصل الى اليمن عام 1995م بعد ان حصل على عقد عمل من جامعة الايمان بصنعاء، وذلك للعمل في مركز البحوث التابع للجامعة ولم يستمر طويلاً في هذا العمل واتجه لاعمال اخرى حرة، وبعدها القي القبض عليه ورحل الى خارج اليمن ثم عاد ثانية بطريقة غير شرعية وتم ضبطة من قبل اجهزة الامن في قضايا عدة ومنها تزوير جوازات السفر وقدم للمحاكمة وحكم عليه بالسجن، وبعد خروجه في عام 1999م عاد ليواصل عمليات التزوير، حيث اكتشف هذه المرة بانه يقود عصابة واسعة تشكل شبكة منظمة للتزوير لها جذور في عدة دول ولها ارتباطات مشبوهة مع جهات ارهابية وعناصر مطلوبة عالمياً,, وكشفت التحقيقات ان مايقوم به ابو جابر هو امتداد لعمليات مماثلة كان يديرها اشخاص عراقيون غادروا اليمن في فترات سابقة ابرزهم شخص يدعى ع,ا وكنيته ابو مهند وآخر اسمه عبد الامير .
وهذه العصابة التي يتزعمها ابو جابر الذي قدم للمحاكمة وقبله أبو مهند مقيمة حالياً خارج اليمن وتقوم بعمليات تزوير واسعة على نطاق عالمي، مثل الشهادات العلمية والدراسية لمختلف المراحل والدرجات، من التعليم الاساسي حتى الدكتوراه ومن جامعات في دول عدة بما يشتمل على ذلك من تصديقات مزورة وغيرها لهذه الشهادات، إضافة الى تزوير جوازات السفر وتأشيرات الدخول والخروج والاقامات في كثير من الدول العربية والاجنبية، الى جانب ترحيل مجاميع من الاشخاص من والى دول مختلفة حسب الطلب والرغبة وبموجب هذه الوثائق المزورة.
أبو جابر يعترف
ومن ضمن ما اعترف به زعيم عصابة التزوير العراقي ابو جابر انه يقوم بتزوير كل شيء يطلب منه مستخدماً اجهزة ومعدات متطورة وحديثة من بينها الكمبيوتر والتي ضبطت في منزله بصنعاء اثناء القبض عليه إلى جانب اكثر من 150 ختم مزور لجهات رسمية يمنية وعراقية واخرى، وتتعلق هذه الأختام المزورة بمؤسسات علمية وجامعات و مكاتب قنصليات ومطارات ومصالح الهجرة ومرافق عدة في دول عربية واجنبية.
واعترف انه زور كثيرا من الشهادات العلمية العليا في تخصصات مختلفة للعديد من الاشخاص في اليمن لاستخدامها في الحصول على وظائف، كما زور العديد من جوازات السفر اليمنية والعراقية والسورية والامريكية إضافة إلى جوازات بعض الدول الاوروبية، وكان يتعامل بهذه الاشياء عبر اشخاص آخرين بعضهم القي القبض عليهم,, وجاء في اعترافات ابو جابر انه على ارتباط مع ابو عمار المصري ياسر السري مسئول المرصد الاسلامي في لندن ومن المقربين لأبي حمزة المصري صاحب مكتب انصار الشريعة، وانه تسلم جوازات سفر من ياسر السري، منها جواز سفر امريكي وذلك لتزويرها لبعض الاشخاص، كما كان يتلقى الحوالات المالية منه,, إضافة الى ارتباطه بأبي عمار السوري ياسر حسين وأبي بصير مصطفى عبد المنعم وكلاهما مطلوب للعدالة في اليمن بتهم تتعلق باعمال إرهابية وآخرون قيل انهم ينتمون إلى جماعات متطرفة او إرهابية ارتبط بهم ابو جابر الذي اقر كذلك انه رحل حوالي 20 شخصاً من اليمن الى دول اخرى بجوازات مزورة من بينها 14 جوازاً صادرا من البرتغال و 4 جوازات يمنية من النوع الذي الغي العمل به مؤخراً بعد اعتماد جواز آلي جديد,,, وهناك العراقي الآخر الذي القي القبض عليه مع أبو جابر ، وهو ابو عادل والذي الى جانب كونه الرجل الثاني في عصابة ابو جابر فإنه كذلك كان يقوم بعمليات مع اشخاص آخرين على غرار عمليات عصابة ابو جابر ,, ومما اعترف به انه قام بتزوير الكثير من جوازات السفر المختلفة والشهادات العلمية والتأشيرات وغيرها، وقد عثرت اجهزة الامن على نماذج من هذه الاشياء في شقته بصنعاء وثبت ان ابو عادل قام بتزوير عدد كبير من جوازات السفر الصادرة من ايطاليا والدنمرك والبرتغال وهولندا والسويد وبولونيا ومن دول عربية واجنبية اخرى,, هذا الى جانب قيامه بترحيل وتسفير عشرات الاشخاص من وإلى دول عديدة وذلك بوسائل وطرق غير مشروعة,, وبالنسبة لجوازات السفر التي يقوم بتزويرها فقد كان يحصل عليها من اصدقاء له في عدد من الدول وبالذات من اصدقائه المقيمين في هولندا والاردن كما جاء في ملف القضية.
شهادات مزورة للمتورطين
وكما ذكرت المصادر بان عددا من المتورطين في الشبكة التي تقف وراء قضية المذبحة المكتشفة في جامعة صنعاء من جنسيات مختلفة بمن فيهم عراقيون يحملون شهادات مزورة,, فإن ذلك يعني ان هؤلاء حصلوا على شهاداتهم من خلال عصابة ابو جابر وابو عادل والجهات الاخرى التي سبق الحديث عنها,, وهناك حالياً مئات الاشخاص من بعض الدول العربية تشير المعلومات إلى انهم يعملون حالياً في مؤسسات طبية وتعليمية بما فيها جامعات في اليمن,, وان عددا منهم اعضاء في هيئة التدريس بكلية طب جامعة صنعاء,,وكان محمد آدم قد ذكر اربعة من هؤلاء وقال انهم شركاء له في القضية وهم رديف+جواد عراقيان ومازالا يعملان في الكلية المذكورة الى جانب حيدر+سعد عراقيان ايضاً لكنهما غادرا اليمن منذ سنوات، هذا بالاضافة الى عدد اخر من اليمنيين والسودانيين من اساتذة الكلية,, والغريب ان عمليات التزوير انتقلت الى داخل كلية الطب نفسها، حيث تؤكد وثائق رسمية تحتفظ الجزيرة بنسخ منها ان عشرات الطلاب من جنسيات مختلفة حصلوا على شهادات من دون اكمال دراساتهم وذلك مقابل مبالغ مالية كبيرة بالعملة الصعبة.
|
|
|
|
|