| العالم اليوم
القدس جان لوك رينودي اف ب
بدأت ملامح احتمال التوصل الى اتفاق جزئي، لا بل انتقالي، جديد مع الفلسطينيين بالظهور في اسرائيل امس الاول وذلك نظرا لاستمرار الخلافات العميقة التي يحتمل ان تكون منعت الولايات المتحدة من اقتراح مشروع للتسوية.
وفي غياب التسوية الشاملة، ذكرت الاذاعة العسكرية ان الفلسطينيين والاسرائيليين باشروا اتصالات غير رسمية من اجل استكشاف افاق التوصل الى اتفاق انتقالي جديد يتضمن اعتراف اسرائيل بدولة فلسطينية.
واوضحت ان الاتفاق يتضمن ايضا انسحابا اسرائيليا من 10 في المئة من الضفة الغربية بما يسمح للفلسطينيين ان يسيطروا على نصف مساحة الضفة مع تحديد موعد جديد لابرام اتفاق نهائي.
ولم يستبعد وزير السياحة امنون ليبكين شاحاك الذي شارك في اعمال قمة كامب ديفيد في تموز/يوليو الماضي هذه الفرضية.
وقال شاحاك الرئيس السابق لهيئة الاركان للاذاعة ان الاتفاق الانتقالي يعتبر الخيار الاقل سوءا اذا لم يتم التوصل الى حل نهائي .
واضاف ان مثل هذا الاتفاق من شأنه ان يقلص فرص انفجار العنف اذا فشلت المفاوضات وان يبقي على فرص الحوار وهو لذلك قد يكون حلا .
الا ان رئيس الوزراء ايهود باراك اكد عدم رغبته في انجاز اتفاق انتقالي, ونقل بيان صادر عن الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء عنه معارضته لاي اتفاق انتقالي يمدد مرة اخرى، من دون المس بجذور الصراع، اتفاقات اوسلو للحكم الذاتي الموقعة عام 1993 والتي كان يفترض ان ينتهي تطبيقها عام1998.
واعتبر باراك ان الامر سيكون خطأ لان اتفاقا كهذا سيسمح للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بتجنب اتخاذ قرارات مهمة .
لكن باراك في المقابل ينوي التوصل الى اتفاق جزئي يترك جانبا المسائل التي يبدو من الصعب الاتفاق حولها.
واوضح في هذا الصدد يجب عدم استبعاد احتمال التوصل الى اتفاق نهائي حول غالبية المسائل العالقة مع وضع آلية وجدول اعمال من اجل تسوية الباقي .
الا ان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء الذي شارك في جميع المفاوضات مع اسرائيل رفض اي حل يؤجل تسوية المشاكل الحساسة وخصوصا وضع القدس الشرقية.
وقال قريع في مقابلة مع صوت فلسطين انها ليست فكرة جديدة, لقد تم اقتراحها في كامب ديفيد وحتى قبل ذلك, وقد اكدنا في حينها انه لن يكون هناك اي تأجيل لاي ملف, فاما ان يكون هناك اتفاق على كافة المسائل او لا يكون هناك اي اتفاق, ولن يتم تأجيل مشكلة القدس .
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون تخلى في الوقت الراهن عن تقديم وثيقة مكتوبة للتسوية تتضمن افكارا نوقشت في قمة كامب ديفيد.
واضافت الاذاعة ان كلينتون اتخذ هذا القرار بسبب استمرار الخلافات بعمق بعد التحفظات الفلسطينية التي رأت ان الوثيقة منحازة الى الجانب الاسرائيلي وتعطيه الحصة الاكبر.
وبدوره، دعا وزير الخارجية الاسرائيلي بالوكالة شلومو بن عامي امس الاول الى عقد لقاء سريع بين عرفات وباراك من اجل اعادة اقل قدر ممكن من الثقة بين الطرفين.
وقال من المهم جدا خلق شراكة حقيقية لادارة الازمة التي يحتمل ان تندلع بغياب التوصل الى اتفاق .
واوضح باراك خلال الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء ان اللقاء مع عرفات ما زال خاضعا للدرس لكن لم يتم تحديد اي موعد بعد .
|
|
|
|
|