| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
لكل شعب من الشعوب لغة خاصة بهم، يعبرون من خلالها عن آرائهم وأفكارهم وعما يدور في خلجات نفوسهم، ويعدونها الوسيلة الأولى في المخاطبة والتعلم ولعل من الأمور المسلمة التي لا تقبل الجدل اهتمام كل شعب بلغته واعتزازه بها لأن هذا من الأشياء المتأصلة في النفوس البشرية، ونحن العرب أكرمنا الله تعالى بأشرف اللغات وافضلها على الاطلاق ألا وهي اللغة العربية تلك اللغة التي تشرفت بنزول كلام رب العالمين على احرفها، وختمت الرسالة والنبوة لأبلغ المتكلمين بها صلوات الله وسلامه عليه، ولذا فمصادر التشريع الإسلامي كله من كتاب وسنة وأحكام وأدعية وأذكار جاءت على أحرف هذا اللسان العربي الخالد ولهذا السبب نجد ان دولتنا اعزها الله اهتمت بهذه اللغة وجعلتها اللغة الرئيسية والرسمية في المكاتبات والتخاطب وما التعليمات والمخاطبات المتتالية التي تطالب بالالتزام باللغة العربية ونبذ المسميات الأعجمية إلا خير شاهد على ذلك، وتكملة لجهود المسؤولين في هذا المجال، ووفاءً لهذه اللغة أجدني مضطرا للوقوف مع بعض المسميات والكلمات الدخيلة على لغتنا، حتى علقت بألسنة الكثير منا وحلت محل الأسماء والكلمات العربية وتربعت على لافتات المؤسسات والمحلات التجارية بكل صفاقة حتى اننا استسغنا هذه المسميات والكلمات واعتقد البعض منا أنها عربية المصدر وذلك لتواتر استخدامها تحدثا وكتابة ومنها على سبيل المثال لا الحصر الكلمات والمسميات التالية: (بنك سوبر ماركت فاكس تليفون ميكرفون سنترال تلفزيون تلفريك ماجستير) وسيكون حديثنا عن هذه المسألة حسب النقاط المهمة التالية:
أولا: أن لغتنا العربية بفصاحتها وجمال تراكيبها وجزالة ألفاظها قادرة وبكل كفاءة على مسايرة التطور العلمي الهائل لأنها من أوسع اللغات وأكثرها شمولا وفيها من المسميات ما يتمشى مع كل حديث وجديد، ولذا فإن الخلل في هذه القضية ليس في لغتنا بل الخلل والقصور فينا نحن ابناءها أبناء لغة الضاد الخالدة لاننا انخدعنا ببريق حضارة زائف وطئنا وراء مسميات أعجمية غريبة ودخيلة واعتبرنا التحدث بها ضربا من ضروب التقدم والتطور فواعجبا لحالنا مع لغتنا!! نزهد بالفاضل الذي معنا ونلهث وراء المفضول الذي عند غيرنا حتى صرنا ممن يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير فالله المستعان.
ثانيا: أرى أنه قد آن الآوان لأن يكون في مملكتنا الحبيبة مجمع للغة العربية كما في بعض الدول العربية لأن ذلك مما يُسهم في النهوض بلغتنا ودراسة ما يستجد من كلمات وتراكيب وتعريب ما يحتاج لذلك ولئن كنا فيما مضى من الزمن نفتقد لبعض المقومات الأساسية لإنشاء هذا المجمع إلا اننا الآن مؤهلون وبدرجة عالية لافتتاحه حيث ان بلادنا ولله الحمد تفخر بوجود العشرات بل المئات من جهابذة اللغة العربية الذين يستطيعون الغوص في أعماق لغتنا الخالدة ووضع ايديهم بكل دقة على مكنوناتها وصدفاتها الثمينة، لذا فكل منتم لهذه الأرض المباركة يتمنى ان يرى صرح مجمع اللغة العربية يحتل مكانه اللائق به في عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م ليكون خطوة كبرى في خدمة اللغة العربية في مهبط الوحي وقبلة المسلمين في شتى بقاع الأرض.
ثالثا: ينبغي ان يكون لدينا لجنة مكونة من بعض العلماء المتضلعين في علوم اللغة العربية ويكون دورها اختيار المسميات العربية المناسبة لبعض ما يستجد من تقنيات العصر الحديث قبل طرحها في الأسواق والتحدث عنها في وسائل الإعلام المختلفة حتى يعتاد الناس الاسم العربي لذلك المنتج ويصبح هو المتداول بينهم بدلا من اعتياد المسميات الأعجمية ونحن ندرك تمام الإدراك ان الناس سيأخذون بالمسمى الأول للسلعة بغض النظر عن كونه عربيا أم أعجميا.
أحمد بن محمد البدر الزلفي
|
|
|
|
|