| محليــات
** هل يمكن التصديق,, أن بعض المسؤولين في بعض الإدارات الحكومية يضيق ذرعاً بكل ما ينشر في الصحف والمجلات,, ويتحول من مسؤول واجبه,, أن يسمع الرأي الآخر ويصغي للنقد,, ويلتفت لكل شيء يهم ادارته,, إلى كاتب معاريض شكاوي يتفنن في صياغتها، ويبحث عن أفضل الأساليب وأسرعها للإيقاع بالصحفي والصحيفة,, وينتقي أقوى وأبرز الأدلة لإثبات براءته وبراءة ادارته من كل ما ينشر,, مؤكداً,, أن هذا الصحفي أو هذا الكاتب وتلك الصحيفة تجنوا عليه أيما تجنٍّ,,؟!.
** يشغل الجهات العليا بمعاريضه,, ويتعب المسؤولين,, ويدخل في عراك وشكاوى وخصومات ومعارك لأمور لا تستوجب شيئاً من ذلك البتة,, ونجده في خلاف وخصام ومعارك مع كل صحفي وكل صحيفة وكل الكتاب وكل المثقفين,.
** يتهمهم بالكذب والتجني والتطاول,, وإذا مرّ ذكر الصحف أو الصحفيين صاح بأعلى صوته: أتركوهم,, تراهم,, وتراهم لأن الصحافة في نظره,, هي كيل المديح له بدون قياس,, والتحدث عن مهاراته وعبقريته، وتلطيخ الصفحات بصورته,, والحرص أشد الحرص على الا يصدر أي عدد دون أن يتضمن نشرة عن أخباره الخاصة والعامة.
** نعم,, هاجسه وهمّه,, هو طباعة وصياغة المعاريض,, مع أن بوسعه أن يعقِّب على ما ينشر,, ومتى شاهد كذباً أو تجنيّاً أو تجاوزاً بالفعل,, فإن بوسعه أن يفنده ويواجه ما ينشر بالحقيقة الدامغة,, ويفضح هذا الصحفي أو ذاك,, وإذا لم يتوقف الصحفي أو الكاتب عن الكذب أو التجاوز كما يدّعي مثلاً,, فإن بوسعه,, اللجوء إلى وزارة الإعلام,, الجهة المسؤولة عن تقصي الحقيقة ومتابعة الموضوع والوقوف على تفاصيلها,.
** والوزارة,, تملك نظاماً دقيقاً اسمه,, نظام النشر نظام المطبوعات وفي فقراته مواد خاصة بالعقوبات,, وإذا لم يعجبه قرار وزارة الإعلام ورأيها أو حكمها,, فإن بوسعه أيضاً,, أن يتظلم إلى ديوان المظالم,, تلك الجهة القضائية المختصة في الفصل في المظالم,, ولدى الديوان قضاة شرعيون متمكنون,, ولدى الديوان محكمة تمييز التدقيق ولديه أيضاً مجلس قضاء أعلى أقسام التدقيق مجتمعة , وكل هذه الأمور في متناول أي شخص,.
** أما أن يلجأ إلى إزعاج الجهات العليا بالمعاريض والشكاوى والتذمر من الصحافة,, فهذا ضيق أفق,, وقصر نظر,, وضحالة وبساطة في التفكير,, كما يعكس ان هذا المسؤول,, أو ذلك الذي يلجأ إلى هذه الأساليب، ليس عنده أدنى مساحة للحوار ولا سماع الرأي الآخر ولا رحابة صدر,, لأن هذا الأسلوب,, هو أسلوب العاجز,, بل أسلوب الفاشل,.
** كما أن بوسعه أيضاً,, أن يترك مثل هذا الأسلوب ويسلك مثلما يسلك البعض من إخوانه الآخرين وهو التطنيش وهو أسلوب آخر من أساليب ضيق الأفق والتقوقع.
** لقد ذهلت عندما عرفت من بعض الزملاء,, أن لهم قضايا وشكاوى ومراجعات ومعاملات,, لأن هذا المسؤول أو ذاك,, اشتكى هذا الصحفي أو تلك الصحيفة متهماً إياها بالكذب والتجني واستهدافه شخصياً والتطاول على سعادته؟!! ومتهماً إياها بتجاوز الحقيقة والكيد له,, لتجد معروضاً طويلاً عريضاً أخذ من وقت هذا المسؤول الكثير والكثير,, صياغة وكتابة ومراجعة وتدقيقاً وتصحيحاً,, وضيّع عمله وعمل المراجعين من أجل الايقاع بصحفي أو صحيفة,, ولا يكتفي بذلك,, بل يظل يراجع ويتابع ويعقب ويوصي ويوسط من أجل الفتك بهذا الكاتب أو هذا الصحفي,, اللّي فيهم وفيهم والله أعلم من اللّي فيه وفيه .
** إن الذي أعرفه ويعرفه الجميع,, أن صحافتنا نقيّة ملتزمة,, تتحرى وتحرص على الصدق,, وتنشد الأمانة والموضوعية ولا يمكن أن تتعمد الكذب أو التزوير أو الإساءة لأحد,, وإن حصل شيء من ذلك سهواً أو خطأً,, فإن بوسع هذا المسؤول,, التعقيب ونشر الحقيقة,, ومتى رفضت الصحيفة أو الكاتب أو الصحفي نشر التعقيب,, أو حتى رفضت إبرازه,, فإن من حقه أن يلجأ لوزارة الإعلام الجهة المعنية لإلزام هذا الصحفي أو الصحيفة بإبراز التعقيب.
** إن وزارة الاعلام وهي الجهة المسؤولة,, وهي المرجع لكل الصحف,, لم تتدخل يوماً في عمل أي صحيفة أو عمل أي صحفي أو كاتب,, بل ننسى هذه الوزارة السنوات وراء السنوات,, لأنها لا تتدخل في العمل مطلقاً ما لم يردها شكوى من أحد.
** إنني أتمنى,, لو أن هؤلاء المسؤولين أصحاب المعاريض لو أنهم يكفون عن هذه الطريقة المبتذلة التي تعكس قصور فهم وضيق أفق,, وتعطي انطباعاً غير مقبول عن هذا المسؤول.
** فهل هؤلاء لا يدركون رسالة الصحافة,, وهل يظنّون ان الصحافة لمجرد نشر صورهم وابتساماتهم على القراء.
** وهل هؤلاء,, يجهلون شيئاً اسمه,, النقد والرأي الآخر؟!
** وهل لا يدركون أن الصحافة في الدنيا كلها,, هذه رسالتها,, وهذا دورها؟! .
|
|
|