| محليــات
منذ عقود والعرب يراهنون على دعم أمريكا الجنوبية لقضاياهم العادلة، ومنذ عقود والعرب يتحدثون عن صيغة للعلاقات مع دول القارة، ومراهنة العرب على مستقبل العلاقات مع دول قارة أمريكا الجنوبية تنطلق من الاقتناع بوجود قواسم مشتركة بين الدول النامية، ومن ثم فإن مساحة الاتفاق حول قضايا محددة كفيلة بتطوير العلاقات وعلى نحو تلقائي.
حكومة خادم الحرمين الشريفين أدركت منذ وقت مبكر أن العلاقات الثنائية حينما تترجم الى اتفاقيات اقتصادية وثقافية تعزز التفاهم السياسي وتبلور الاطار الطبيعي لنمو تعاون مشترك في مختلف المجالات، ومن هنا كانت زيارات سمو الأمير عبدالله لمختلف دول العالم، وهي زيارات تكرّس مصالح المملكة وفي الوقت نفسه تمهد لنشوء فهم أعمق للقضايا العربية العادلة.
وزيارة سمو الأمير عبدالله للبرازيل التي حفلت بحوارات ولقاءات مع مسئولين، وبحث صيغ أو مشروع اتفاقيات واستطلاع لآفاق التعاون الاقتصادي والثقافي، صيغة عملية لنقل الأمنية إلى واقع، ونقلة باتجاه تعزيز مكانة المملكة وتطوير للعمل السياسي العربي.
وكما كان سموه بالبرازيل قبل أمس، فهو اليوم في الأرجنتين يحمل نفس الرسالة وذات الهموم، ويتطلع، ونتطلع نحن معه الى بلورة آفاق جديدة تحكم علاقة المملكة بالأرجنتين وتمهد لتطوير التبادل التجاري، وكذلك الخبرات ومجالات الاستثمار من كلا البلدين.
افتتاح سمو الأمير عبدالله لمركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في بيونس آيرس بالأمس، تعبير عن التواصل الحضاري بين ثقافتين، وخدمة للجالية المسلمة في دولة نائية يعيش فيها مسلمون يتطلعون الى تحقيق هويتهم الدينية والحضارية، ويجدون المكان الآمن لإقامة صلواتهم، وعباداتهم، ومركزاً ثقافياً يربطهم بجذورهم ويكون جسراً للتواصل مع أهل البلد الذي يقيمون فيه، ليكونوا سفراء حضارة ورمز تسامح واجتذاب للآخرين لكسبهم إلى دين عظيم يهدي البشرية الحائرة في متاهات اعتقاد أو براثن شرك, والمملكة عندما تقيم هذه المراكز سواء منها ما كان على نفقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، أو تبرعات من مواطنين أو مساعدات من الدولة، إنما تهدف إلى تأدية واجب إسلامي تجاه إخوة يعيشون في المهجر، ولكنها لا توظف ذلك لمكاسب تخصُّها وحدها، وإنما تعبّر عن هموم أمة وواجبات يفرضها دين ورسالة التزمت بها منذ أن تأسست.
والمملكة عندما تقيم علاقات ثنائية مع دول بحجم دول أمريكا الجنوبية، تهدف إلى تحقيق مصالحها الاقتصادية ولكنها في الوقت نفسه تدرك أن المصالح الاقتصادية تقود إلى تفاهم سياسي ينشأ عنه تعاون مشترك، وأي تفاهم سياسي ينشأ بين المملكة ودول أخرى لا يكون في ناتجه النهائي إلا لصالح العرب وقضاياهم، فنحن بلد لا ندعي قيادة أحد، ولا نزايد على أحد، ولكن مواقفنا مع قضايا الأمة الرئيسية معروفة ولسنا بحاجة إلى تزكية.
زيارة سمو الأمير عبدالله للأرجنتين مثل زيارته للبرازيل أو غيرها من الدول، زيارة تهدف إلى تعزيز علاقات وتنمية تبادل لخبرات وتعاون اقتصادي وتفاهم سياسي مشترك,.
وهكذا كنا بالأمس وهكذا نكون في الغد وطناً يحرص على مصالح مواطنيه ويعبر عن توجهاتهم وينمي علاقات دولية قائمة على الحوار والتعاون والتواصل الثقافي والحضاري.
|
|
|
|
|