| القرية الالكترونية
في المقالة السابقة تحدثنا عن الضلع الأول من أضلاع المثلث العربي المعلوماتي والمتمثل في بعض دول الخليج العربي وقلنا ان الاتجاه نحو المعلوماتية اتسم بالتركيز على التعليم وبوجه الخصوص على تعليم البنين COMPUTER IN EDUCATION في المملكة واتسم الاتجاه في الكويت وقطر بالاتجاه نحو الإدارة Paperless Administration فيما تجهت دولة الإمارات العربية بثقلها الى التركيز على التجارة الإلكترونية الحرة Electronic Commerce أو E-Commerce او كما يسميها البعض E-business كما تطرقنا الى الضلع الثاني من المثلث العربي المعلوماتي والمتمثل بشكل خاص في سوريا والأردن حيث كان التغيير نحو المعلوماتية في سوريا تغيرا جذريا مع قدوم الرئيس المعلوماتي الجديد والذي يسعى إلى ايجاد البنية التحتية المناسبة من خلال مضاعفة سعة الاتصال بالإنترنت الى 29 ضعفا في خلال السنة القادمة، وفي المقابل فقد ركز الأردن الى تأهيل الشباب الأردني تأهيلا تقنيا وبرمجيا ليوفر لهم ولبلادهم دخلا اقتصاديا افضل، أما اليوم فنتكلم عن مصر الركن الثالث من المثلث العربي المعلوماتي فنجد التركيز الواضح على قطاع الاتصالات الفضائية Satellite كما في القمر الصناعي المصري نايل سات 102، هذا القمر الصناعي سيحقق لمصر السبق والريادة في دخول عصر تكنولوجيا المعلومات وخدمات الإنترنت والنظم التفاعلية وبالإضافة الى ذلك فقد اتجهت مصر لتصنيع الاجهزة الحاسوبية Hardware بالإضافة الى البرامج Software محليا.
ان وجود مثل هذا المثلث المعلوماتي العربي في قلب العالم العربي سيعمل بالتأكيد على تقليص الفجوة التقنية والعلمية التي تفصل بين العالم العربي والعالم المتقدم، وبوجه عام والدول العربية التي سارعت الى تبني هذه التقنية بشكل خاص، هذا من ناحية تبني او عدم تبني المعلوماتية، أما من الناحية الاخرى والتي لا تقل اهمية عن ذلك وهي الكيفية التي تم بها هذا التبني.
هذه الكيفية التي تم بها هذا التبني تؤثر سلبا او ايجابا على اتساع او ضيق الفجوة التقنية بيننا وبين الدول الصناعية، وهذا يقودنا الى شيء آخر وهو مبدأ الأمثلية optimization وهي الاستفادة القصوى من الموارد المالية والبشرية المتاحة والمحدودة للدول العربية واستثمارها بطريقة تجعل العائد منها أعلى قدر ممكن.
يلاحظ على المعلوماتية العربية انها تحتاج إلى دراسة وبحوث على أعلى المستويات للوصول الى الكيفية المناسبة لتبني هذه المعلوماتية بشكل مكثف وبأسرع وقت، وهنا سأذكر بعض النقاط التي اعتقد انه يتعين الانتباه لها فيما يتعلق بالمعلوماتية في المملكة بوجه خاص وفي العالم العربي بوجه عام.
1 اولا: البنية التحتية للإنترنت في المملكة اعتقد انه مازال يشوبها بعض العيوب حيث اعتمدت كليا ومنذ البداية على شبكة شركة الاتصالات، وكما يعلم الجميع فإن شبكة الاتصالات كانت ولاتزال تعاني مشاكل فيما يتعلق بالاتصالات نفسها، وإذا كان كذلك فما بالك إذا اضيف اليها حملا آخر كالإنترنت، وهذا قد تسبب في مشاكل كثيرة، ومازال ومن أهم هذه المشاكل البطء في نقل المعلومات من والى المستخدم.
2 التجارة الإلكترونية قد لا تنجح في المملكة بالصورة التي تنجح بها شركات التجارة الإلكترونية في العالم الصناعي وذلك في ظل عدم وجود نظام تسمية وترقيم عصري، إذ اعتمد نظام التسمية على اسماء أعلام يصعب التفريق بينها بالإضافة الى طول الاسماء وصعوبة تذكرها ناهيك عن وجود شوارع لا اسماء لها البتة، ولم يراعى في تلك التسميات الأنظمة المعمول بها في الدول الصناعية المتقدمة كذلك البريد الحكومي قد لا يستطيع النهوض بهذه الاعباء الجديدة سيما وانه لم ينهض بها في غياب التجارة الإلكترونية، ولذلك فالحصول على نظام تجارة إلكترونية أمثل فلابد من وجود نظام توزيع logistic system أمثل.
3 الحكومة الإلكترونية وان كان الكل منا يطمح ان يراها في المملكة فقد يكون الوقت مبكرا لإنشائها، وإذا كان انشاؤها مهما فإن حمايتها أهم، ومن المخاطر بمكان التوسع فيها في هذا الوقت الذي يعاني فيه العالم عامة والعالم العربي بشكل خاص الى الخبرات البشرية الوطنية القادرة على حماية الشبكات من الداخل والخارج.
ويجب ان نكون متواضعين في تقديراتنا مقارنة بالدول الغربية المليئة بالخيرات البشرية والتقنية ومع هذا فلم تسلم إدارتهم المدنية والعسكرية من الاختراق وان كان لابد نحن فاعلون فيجب الاكثار من الاحتياطات الأمنية كوضع الجدران النارية firewalls وغيرها وكذلك إلغاء المرفقات من البريد وعزل الأجهزة المحتوية على البيانات المهمة من الاتصال بالشبكات.
4 التعليم والمنهجية: اولا التركيز في المملكة كان منصبا على الطلاب دون الطالبات وثانيا المنهجية في المستويات التعليمية قبل الجامعية يجب ان تغير وتحدث لصالح العلوم والمعلوماتية على حساب الآداب وفي داخل منهجية العلوم والمعلوماتية فإن المنهجية يجب ان تركز على التعلم والبرمجة والابتكار لا على الاستخدام فقط.
وفي طريقة التركيز على التعلم والبرمجة فإن الاهتمام يجب ان يرتكز على الشبكات والإنترنت لا على الحاسبات الشخصية وعلى اللغات الحديثة كجافا java وجافا سكربت java script وCGI وفيجوال بيسك Visual Basic وC++ وغيرها من اللغات الحديثة والغاء اللغات القديمة المنقرضة كBasic وCobol .
بريد إلكتروني: alsallom@ ksu.edu.sa صفحة إلكترونية: http://zor.org/ alsalloum/
|
|
|
|
|