| مقـالات
استوقفتني إحدى القنوات التلفزيونية العربية القريبة منا جداً، كان الحديث شيقاً والمقدم يتحدث بسلاسة وتلقائية تشد فتوقفت!! كان الموضوع ماذا يحب الرجل الشرقي والرجل الخليجي بالتحديد في المرأة!!!! موضوع في نظري جدير بالمتابعة رغم إيماني واقتناعي أن من يحب شخصا يجب أن يحبه كما هو وكما هو على حقيقته بمزاياه وعيوبه ودون تمثيل أو تصنع!!! مسألة مبدأ!! كنت أتابع فقط لأعرف ماذا حققت من ذلك وماهو تقييمي ضمن مجموعة المتطلبات التي يرغب فيها الرجل الشرقي وتقييمي بالطبع ليس للنشر!!
يقول ذلك المقدم للبرنامج أن الرجل الخليجي يحبها بيضاء,, لا طويلة ولا قصيرة,, شعرها ناعم,, لا سمينة ولا نحيفة,, صوتها ناعم,, لاتناقش كثيرا!!!,,, ولاتسأل كثيرا,, تعرف تطبخ,, ودمها خفيف!! متعلمة,, فاهمة,, بالمختصر المفيد يريدها أسطورة ماحصلتش!! والجملة الأخيرة لي.
بعض تلك المواصفات مطلوب بالتأكيد ولا أعتقد أن هناك من يجمعها كلها إلا ماندر!! ليست هذه هي المشكلة!؟ المشكلة أن بعض الرجال المتطلبين يفتقد ابسط مقومات القبول، إذا كان الرجل الخليجي يرغب في كل تلك المواصفات فهل يتصور أن أي إمرأة بكل تلك المواصفات يمكن أن تقبل بأي رجل؟؟!!
كثير من الشباب المقبلين على الزواج يطلب من والدته أو أخواته أن يبحثن له عن زوجة بمواصفات خيالية وكأنه جمع كل مواصفات الرجل المثالي ويا أرض انهدي ماعليك قدي!!، وكثيرا ما يقع نصيبه على إمرأة بعيدة كل البعد عن أحلامه يستاهل!! .
قرأت للأديب الكبير الأستاذ عبدالله جفري قوله :لاتشدني الأنثى بجمال وجهها، ولا بقدها الممشوق,, بل تشدني إليها حصافة رأيها، ونضج أفكارها، ورجاحة فعالها، وجاذبية حوارها ، ولكن ومع فيض من التقدير للكاتب الكبير إلا أن ليس كل الرجال كذلك، أو بالأصح ان أغلب الرجال ليسوا كذلك، إذ كثيرا ما يرددون أن جمال الروح هو المهم!! ولكنهم في الحقيقة عندما يتقدمون لخطبة المرأة فإن الواحد منهم يفحصها من أخمص قدمها حتى قمة رأسها بحثا عن مواصفاتها الشكلية دون أن يعير تفكيرها أو عقلها أو جمالها الروحي الكثير، وقد يقول إن النظرة الأولى لاتتيح له أكثر من ذلك، ولا أعتقد أن ذلك هو السبب إذ بالإمكان التعرف على بعض الجوانب من الحديث مع الشخص لعدة دقائق ولكنها لاتدخل ضمن اهتماماته الحقيقية، فهو إذا لم ترق له فإن سبب الرفض نادرا مايتجاوز النواحي الشكلية.
وفي تصوري أن أهم من النواحي الشكلية توفر القبول والتناغم الروحي وهذا ما يفجع ويصدم بعدم توفره البعض من الذين لايرون نصفهم الآخر إلا ليلة الدخلة وذلك عائد بالطبع إلى عادات بالية لا أساس لها في الدين، وعندها وعندما يفوت الفوت لاينفع الصوت!!, إذا توفر ذلك التناغم وتحقق القبول فقد يرضى الشخص بالطرف الثاني حتى وإن لم يحقق إلا الجزء اليسير من المتطلبات والمواصفات، وقد تبدو المرأة العادية في بعض الأحيان قمة في الحصافة وآية في الجمال,, ويبدو الرجل العادي مثاليا وفي منتهى الرجولة والشهامة,, وسبحان من له في خلقه شئون!!
|
|
|
|
|