أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 26th September,2000العدد:10225الطبعةالاولـيالثلاثاء 28 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

بوح
الخوف
ابراهيم الناصر الحميدان
من الغرور الشائع أن يدعي أحد المبدعين من الأدباء بأنه بلغ مرتبة تفسير وتحليل النوازع الإنسانية قاطبة مستعيناً في ذلك بقراءاته واطلاعه المتواصل لأن المعرفة كما لا يخفى بحر يستحيل سبر غوره حتى على أعظم العلماء والفلاسفة الذين لم يستنكفوا عن اعلان عجزهم في بعض المواقف عن التفسير المقنع, فأطلقوا شعار التجريب للاحتماء من الفشل, وهو تصرف يدل على الذكاء وسعة الاطلاع ليس لأن العلم مازال يكتشف عبر جهابذته الكثير من الغموض الفيزيائي والبيلوجي لدى المخلوقات وعلى رأسها الإنسان والذي يكتنف الذهن بالذات ويطلق تلك التصرفات غير الواعية في السلوكيات, وقد وقفت حائراً أمام تساؤل قارئة متفتحة تشكو من الخوف الذي يستبد بها ويجعل حياتها مرتبكة متداعية إذ انها لا تدري منشأ هذه الحالة لتسعى الى معالجتها نفسيا انما هي تتغشاها في الكثير من المواقف فتجعلها حائرة مترددة, وقد اجبتها بدون تردد بأنني لا افهم كثيرا في خبايا علم النفس رغم انني اسعى الى محاولة الاقتراب منه عساني انجح في القليل من التحليل البسيط ذلك ان علم النفس يصاحب سلوكياتنا اليومية بل ويحاول ان ينفذ الى الأعماق الحائرة ما بين الاقدام والانكفاء مع ان أكثر اطباء علم النفس لدينا لضعف قدراتهم التحليلية يهربون الى الوصفات الجاهزة عن طريق الأدوية المهدئة وهي في اعتقادي شبيهة بتناولنا بعض العقاقير المعروفة في الحالات المرضية العابرة إذ نسارع الى تناول قرص مسكن عندما نشعر بالصداع على سبيل المثال ونتجاهل بأن للصراع أسبابه الكثيرة وذلك لأن ثقافتنا الصحية عامة متواضعة ولن اجاري المذيعات في القنوات الفضائية العربية اللواتي اصبحن يطلقن الفتاوى في أي علم من العلوم رغم جهلهن الفاضح حتى في اختيار ما يناسبهن من ملابس وأدوات التجميل! إنما انتظر من عالم نفسي ان وجد بين قرائي وهم اقلية وغامروا باعطاء فتوى مجانية لقارئتي الحائرة عن طريقة للتصدي للخوف الذي يجتاحها أمام مواجهة تفوق المواقف الغريزية والتي قد تحتمل الخطر بما في ذلك ركوب عربة مسرعة مع ان هذا المثل في شوارعنا حقيقي لانه يجلب يوميا عشرات الكوارث المرورية مما يجعلني اتراجع عن طرحه كمثال لمعالجة هذه القارئة الكريمة التي اتعاطف مع مشكلتها وان اخفقت بأن أقدم لها الحل الذي تحتاجه للحالة النفسية التي تسيطر عليها لعدم التخصص مع أملي بأن يبادر من يجد في نفسه القدرة لتوصيف العلاج.
للمراسلة ص,ب 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved