أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 26th September,2000العدد:10225الطبعةالاولـيالثلاثاء 28 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

أبافِهر: هذا نمط صعب ونسق مخيف أيضاً(1)
عبدالله بن ثاني
أبا فهر,, لا أدري لماذا ياشيخ الأجيال, آمنت أن التاريخ لم يعد يكتب شيئاً؟ إنه وبكل اسف يمحو فقط.
ما قصتهم مع الشعر الجاهلي وقيمنا في تراثنا العظيم الذي لاينفك صلة مع علوم أسلافنا رحمهم الله,,؟ ومتى يدركون أن هذه الأمة العريقة لا يهزها التضليل والمصطلحات الغامضة، وإذا كانت تمر في هذا العصر بضعف فالأساس الذي بني عليه تمكينها في سالف العصور مازالت جذوره حية في عمق التاريخ.
والفرق بينك وبينهم أيها الشيخ أنك أقدمت إقدام الشباب الجريء على قراءة كل ماوقع تحت يديك من كتب الأسلاف، ووصلت الى نتيجة اصيلة في قولك: وعمدت في رحلتي هذه إلى الأقدم فالأقدم, كل إرث آبائي وأجدادي, كنت أقرؤه على أنه إبانة منهم عن خبايا أنفسهم بلغتهم على اختلاف أنظارهم وأفكارهم ومناهجهم, وشيئاً فشيئاً انفتح لي الباب يؤمئذٍ على مصراعيه, فرأيت عجباً من العجب، وعثرت يومئذٍ على فيض غزيز من مساجلات صامتة خفية كالهمس، ومساجلات ناطقة جهيرة الصوت، غير أنّ جميعها إبانة صادقة عن هذه الأنفس والعقول .
ماذا نقول في هذا العصر الذي لو قرأ أحدنا فيه كتاباً او بعض كتاب لتصدر بإجازة من نفسه المؤتمرات والندوات للحديث عن تسفيه تاريخ الأمة من خلال النظريات المتكئة على فكر أولئك المستشرقين لتصحيح منهجنا الثقافي.
أبا فهر:
هذا النمط الصعب والنمط المخيف والنسق المجنون الذي أولع به بعض المستشرقين والمستغربين على حدٍ سواء يرتكز على قاعدة أساسية في الدراسات، وهي منهج ديكارت ونظريات تشومسكي التي لاترقب في تاريخنا إلاّ ولا ذمة.
ونسي هؤلاء أن العرب قد أكرمهم الله بالأصل الأخلاقي، فمنحوه عناية لامثيل لها عند أمة سبقتهم، ولم يتح لأمة جاءت بعدهم أيضاً.
وهذه العناية بالأصل الأخلاقي هي التي حفظت على الثقافة الإسلامية تماسكها وترابطها مدة اربعة عشر قرناً، وبقاء هذا الثبات مع كل ما اعتورها أو دخل عليها من التقصير والخلل إحدى عجائب الحضارات والثقافات التي عرفها البشر.
أبا فهر,, لقد تطوعنا بغفلتنا وسوء اختيارنا جنوداً وراء أديرة التبشير وذئاب الخلاء التي تجوس بين مخارم الجبال بعد أن زين لنا الشيطان سوء فعلنا وقولنا.
وما الحداثة إلا مصطلح متمرد على السائد والثابت والموروث، يضم تحت ردائه نخبةً من المستغربين الذين يتفقون فيما بينهم على قطع صلة العرب والمسلمين بماضيهم تماماً ولم يقبلوا من التاريخ إلا ما اتفق مع منهجهم مثل الحركات الشعوبية والباطنية والزندقة وقد مجدوا النظام الماركسي تحت مسمى ظاهرة التخريب الأدبي والثقافي متخذين من شعار (التقيّة) في التاريخ وسيلة إلى تحقيق غاياتهم في حين أن أمةً مثل اليهود قد حافظت على تاريخها وتراثها ولم تستطع أن تأخذ مكانها بين الأمم إلا بما تملكه من تاريخ وتراث تدافع عنه بكل ماتملك وما لاتملك.
وعندما أصدر أدونيس رائد التنظير الحداثي مجلته (مواقف) في بيروت عام 1968م قال: عنها (المعرفة) إذن حق التحرك ضد المعلوم المقنن وحسب، إنها إلى ذلك وقبله حق البحث والخلق والرفض والتجاوز، إنها ممارسة مالم نمارسه بعد,, تلك هي مواقف ,.
وقال: مانطمح إليه ونعمل له كثوريين عرب هو تأسيس عصرٍ عربيٍ جديد نعرف أن تأسيس عصرٍ جديد يفترض بادئه بدء الانفصال كلياً عن الماضي، نعرف كذلك أن نقطة البداية في هذا الانفصال التأسيسي هي النقد: نقد الموروث ونقد ما هو سائد شائع، لايقتصر دور النقد هناك على كشف أو تعرية ما يحول دون تأسيس العصر الجديد، وإنما يتجاوز إلى إزالته تماماً.
إن ماضينا عالم من الضياع في مختلف الاشكال الدينية والسياسية والثقافية والاقتصادية, إنه مملكة من الوهم والغيب تتطاول وتستمر وهي مملكة لاتمنع الإنسان العربي من ان يجد نفسه وحسب, وإنما تمنعه كذلك من أن يصنعها .
وعندما ألقى الدكتور العزيز/ عبدالله الغذامي واجهتنا الثقافية التي نطاعن بها مجالات الخلل محاضرة بعنوان النقد الثقافي: النظرية ووجوه تطبيقها في قاعة المحاضرات بمؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض,, وماكنت أحسب أن تلك الرماح التي تدافع عنا في صراع الحضارات تتجه إلى تراثنا، ولم تكتف هذه الرماح بالنفاذ، بل طعنته خلجى ومسلوكة يا أبا فهر,,!
كيف كان ذلك؟ ولم كان ماكان؟ قصة طويلة عريضة ملؤها الغرائب والعجائب والمضحكات والمبكيات والحسرات والآهات من مبدئها إلى منتهاها,, ليتني أستطيع على المكان (أي الآن) أن أقصها عليك كاملة بتفاصيلها، ولكن أنى يكون لي ذلك الآن ؟ وجيلنا ملفوف في قتام مغبر، لايسير خطوة حتى يدخل في قتام أشد غبرة.
وكما قلت: إن صروف الدهر التي ترفع قوما وتخفض آخرين، قد أنزلت بنا وبلغتنا وبأدبنا ما يبيح لمثل هؤلاء أن يتكلموا في ذلك، وأن يجدوا فينا من يستمع إليهم، ,,, وبلغ الأمر يا ابا فهر أن أبناء لغة الضاد يقودون هذا التحول من خلال مايبثون من إعجاب مزهو ببعض مظاهر الحياة الأوروبية مقرونا بنقد بعض مظاهر الحياة في بلاد العرب ويكاشفون أمتهم بأن ما أعجبوا به هو سر قوة الغزاة وغلبتهم، وأن الذي عندنا هو سر ضعفنا وانهيارنا، ونسوا أن هذا المنهج الذي يهاجمونه قد كفل للعرب والمسلمين الهيمنة والانتصار على مدى قرون ولكن الرجال ليسوا كالرجال, نراهم تسخفهم الخيلاء والعجب، ينطلقون من تهميش وتكسير لقواعد ثابتة، يعاندون، وينظرون لأمة توقفت عن قبول النظريات الثقافية ووجهات النظر منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
أخرجوا الشعر من عالم الأدب إلى الثقافة، وكأنهم أتوا بقارعة الدهر، والأدب لم ينفصل عن الثقافة في تاريخ الأمة قولاً واحداً.
قال الأستاذ الكبير أحمد حسن الزيات في محاضرة (الأدب وعوامله وأسباب جهل العرب بتاريخه) ,,, وحال الأدب مقياس صحيح لحال الشعوب، فحيثما كثر علاجه ووفر نتاجه، ونبل غرضه دل على سمو الروح ولطف الحس، وشرف العاطفة، وقوة الإنسانية فما الذي يغذي نهضة (العالم العربي) ويقوي وحدته، ويحقق حريته؟ هو الأدب العربي ولاريب، لأنه صلة الأول بالآخر، ورباط الماضي بالحاضر، وتراث الأجداد للأجيال، وهو أرواح آبائنا، وعقول أدبائنا، تدفق في دمائنا وأعصابنا، فتملأنا حياة وقوة وفخراً وأملاً وعملاً وحرية وعزة,,, ثم سلكنا في تجديد أدبنا وجلائه طريق الشك من جهة وإظهار النقص من جهة أخرى، لاعتقادنا أن الشك طريق اليقين وأن الشعور بالنقص مبدأ الكمال لانريد يا سادة أن نهدم لنصبح من غير أدب ولا أن نظهر النقص لنسيء إلى مجد العرب إنما نريد أن نغير ما بأنفسنا من خمود وتقليد وجهل، ليغير الله مابنا من تأخر وعبودية وظلم, لانريد أن نرئم جروحنا على فساد ونغل، ولا أن نقيم صروحنا على خواء وخلل، وأن أدبنا بحمد الله لايزال قوياً فتياً يشاد الزمن، ويجالد الحوادث ويفيض بالحياة فيضان النيل والفرات وبردى,,
أبا فهر,, أليست الثقافة سراً من الأسرار الملثمة، وحقائقها عميقة بعيدة الغور متشعبة، وقوامها الإيمان بها والعمل بما تقتضية والانتماء إليها انتماءً يحفظه ويحفظها من التفكك والانهيار,, ولماذا يريدون أن يفككوا هذا التراث بحجة تصحيح منهجنا الثقافي والسياسي؟
ولماذا لم يجدوا ما وجدته حينما قلت: فكلما أوغلت في القراءة وأكثرت ملتزماً بهذا النظام الذي هداني إليه ولوعي بالرياضيات فيما أظن، وجدت في الشعر الجاهلي شيئاً لم أكن أجده من قبل وجدت يؤمئذٍ في الشعر الجاهلي ترجيعاً خفيفاً غامضاً، كأنه حفيف نسيم تسمع حسّه وهو يتخلل أعواد نبات عميم متكاشف، أو رنين صوت شجيّ ينتهي إليك من بعيدٍ في سكون ليلٍ داج وأنت محفوف بفضاء متباعد الأطراف .
لقد اجتاحني خوف عظيم وأنا استجمع نفسي للكتابة وبخاصة أن د/الغذامي يشغله دائماً ما يشغله من معارك النقد والتنظير، وبحق لامرية فيه كان فكره يحاورني وأحاوره ويقبضني ويبسطني، فأرجع مرةً وأتقدم أخرى، ثم وقر في نفسي أن أبين رأيي إبراء للذمة بعدما تبدد القتام الذي غشيني وتجلت صورة من لا أستطيع أن أغمض عيني دونها، كالهزبر يزأر في أمة قتلها الهوان قررت أن أدخل فيما كنت أخاف إبداءه والبوح به.
ومما اثارني قول الدكتور: ويكفي أن نتذكر الآن أيهما أشد أغاني بعض المطربين والمطربات الآن من حيث التأثير على الناس أم قصائد أدونيس وأحمد شوقي والمتنبي,, وفي هذا نظر من وجهين.
1 لماذا قدمت أدونيس وأخرت المتنبي.
2 الأمة التي هبط مستواها إلى هذا الحد من فساد الذوق لن يصلحها نظريات الحداثة.
واي أمة تريد أن تصحح ثقافتها بهذا المستوى الهابط فشعرها الاهلي اعظم من هذه الجاهلية التي اختلط عليك أمرها، قال ابن قتيبة في كتاب فضل العرب والتنبيه على علومها :وكذلك الأمم ليس فيها أمة كالعرب في الجاهلية تتواصى بالحلم، والحياء، والتذمم، وتتعاير بالبخل والغدر والسفه وتتنزه من الدناءة والمذمّة وتتدرب بالنجدة والصبر والبسالة وتوجب للجار من حفظ الجوار ورعاية الحق فوق ما توجبه للحميم، والشقيق .
وأمة لم يصححها هذا التاريخ وهذه الفضائل والشخصيات الأسطورية لايمكن أن يصححها أدونيس وحداثته ومن هم على شاكلته.
ألا ترى أن قولك: الفرص الثقافية تجسد أن الشاعر جاء لكي يجد هذه الفرصة أمامه عبر استخدام المديح مما أكد ظهور ظاهرة المادح والممدوح في ثقافتنا في العصر الجاهلي بل في نهايته فهذه الظاهرة رسخت نوعاً من القيم الجديدة بين شاعر يمدح وحاكم يمدح وبينهما مال يعطى,, فحصل هنا تزييف للقيم فهذا الشاعر زيف أهم قيمتين في ثقافتنا قيمة الشجاعة وقيمة الكرم .
سبحان الله، لو أنك أدركت أن نسبة شعر المديح في العصر الجاهلي قليلة بمقارنتها مع الأغراض الأخرى لما توصلت إلى هذه النتيجة الخاطئة التي تريد من خلالها تصحيح حياة العرب,.
والقوانين الصارمة في ذلك العصر تقف حائلا أمام عاطفة الشاعر تجاه الممدوح في الأغلب، وأما الشاذ فلا يقاس عليه كما أن الشخصيات العربية الممدوحة في العصر الجاهلي لها نصيب وافر من الخصال الحميدة التي يستحق من أجلها المدح, وهناك أهداف أخرى غير المال يمدح من أجلها فالنابغة يمدح الغساسنة والمناذرة من أجل أن يحفظ مصالح قبيلته (ذبيان).
ولو كان مادحا لهدف المال لما هجا أمير قبيلته عيينة بن حصن.
ومدح حسان بن ثابت أيضا للغساسنة كان نتيجة لعلاقات شخصية، ولم يكن لجوائز مادية يحصل عليها لأن الغساسنة والخزرج تجمعهم الأزدية وأبناء زعوراء من الغساسنة يعيشون مع الخزرج في المدينة, فالمصالحة قائمة وهل خفيت عليك قصة زهير بن أبي سلمى مع هرم بن سنان الذي يمثل الجانب الإنساني العظيم في العصر الذي اتهمته بالتزييف، وما تحمله ديات الفريقين (عبس وذبيان) في حرب داحس والغبراء إلا دليل قاطع على توافر الفضيلة في ذلك العصر ويستحق أن يمدح عليها من شعراء القرن العشرين, وأنا أؤكد لك هذا من خلال أمرين.
1 إن زهير بن أبي سلمى مزني لاعلاقة له بحرب داحس والغبراء، إنما هو إعجاب عربي بتلك الفضيلة التي أصلحت بين حيين تفانيا من أحياء العرب.
2 أن زهيرا لم يكن يقصد الجوائز المادية في مدحه، والدليل على ذلك أن هرم بن سنان قال : ما سلم علي زهير في مجلس إلا أعطيته , فإذا جاء زهير المجلس قال :عمتم صباحا إلا هرما وخيركم استثنيت فما تفسيرنا لهذا الشموخ.
والحق أن العرب أمة لاتقبل إطلاق الصفات إلا بدليل وإلا لأدى ذلك إلى أن ينقلب المدح سبة في حق الممدوح من جهة، ومن جهة أخرى تتعلق بمصداقية الشاعر لأن العرب لا تقبل الكذب، يدل على ذلك ايضا قول عمر بن الخطاب عندما, قال: أنشدوني لأشعر شعرائكم، قيل من هو؟ قال زهير، قيل: وبم صار كذلك؟ قال: كان لايعاظل بمعنى القول، ولايتبع حوشي الكلام، ولايمدح الرجل إلا بما فيه .
وهذا الرجل الذي يعطي ألا يستحق المدح، بل إن مدحه ضروري للحفاظ على النوع الإنساني وأسلم لك أن ماذكرته موجود في ذلك العصر، ولكنه قليل، لايمكن أن يكون هدفاً يتحمل أخطاءنا على مر العصور، ويصعب على مجتمع بشري أن يخلو منه يادكتور! يدل على ذلك رحلة الأعشى إلى ذي فائش الحميري في اليمن من أجل مدحه، وهو معذور، لأن الجوع يخرج الحيوانات من جحورها، وهذا الأعشى الذي تأبط السلم والهدوء والذكاء ألا نعذره!!
ولو آمن بفكره من قال عجب لمن بات جائعاً كيف لايخرج على الناس بسيفه لوقع المحذور! وكثرت الدماء وضعفت الأمة بسبب تصرف اهوج وما سبب مدح الأعشى للمحلق في قصيدته المشهورة إلا الجوع، فدعه يدافع منيته بما ملكت يده ولسانه، ولاريب!
ولاننسى أن الصدق في الشعر مدعاة لقبول كلام الشاعر في ممدوحه، قال ابن رشيق القيرواني في العمدة: قال: قال ابن سلام على عقب هذا الكلام (كلام عمر رضي الله عنه في زهير، : أهل النظر كان زهير أحصنهم شعراً، وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من المنطق، وأشدهم مبالغة في المدح.
قال صاحب الكتاب : وإذا قوبل آخر كلام عمر بآخر هذا الكلام تناقض قول المؤلف أعني ابن سلام لأن عمر إنما وصفه بالحذق في صناعته، والصدق في منطقه، لأنه لايحسن في صناعة الشعر أن يعطى الرجل فوق حقه من المدح، لئلا يخرج الأمر التنقص والإزراء,.
والعرب لاترى في عطاء الملوك سبة ولذلك أقر الرسول صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب صاحب الذهن المتوقد والمؤيد من السماء هذا المنهج ولو كان فيه شيء يخل بالثقافة لما أقره الإسلام قال ابن قتيبه: وقال عمر بن الخطاب: الشعر جزل من كلام العرب يسكن به الغيظ، وتطفأ به الثائرة، ويتبلغ به القوم، ويعطى به السائل ، وقال أيضا: نعم الهدية للرجل الشريف الابيات يقدمها بين يدي الحاجة يستعطف بها الكريم، ويستنزل بها اللئيم .
ولم يكن الشعراء يأخذون من العامة وأطراف الناس، قال ابن رشيق : وعلى كل حال فإن الأخذ من الملوك كما فعل النابغة، ومن الرؤساء الجلة كما فعل زهير سهل وخفيف.
فأما الحطيئة فقبح الله همته الساقطة على جلالة شعره وشرف بيته، وقد كانت الشعراء ترى الأخذ ممن دون الملوك عاراً، فضلاً عن العامة وأطراف الناس .
وأهل العلم أيضا كانوا يقبلون الصلات من الولاة: فعبدالله بن عمر على جلالته، والحسن البصري، وعكرمة، ومالك بن أنس وغيرهم كانوا يقبلون صلات الملوك، ولم يقل أحد من العلماء أن ذلك يؤثر على الثقافة سلبا, والشعراء في قبولهم مال الملوك أعذر من هؤلاء المتورعين وأصحاب الفتيا لما جرت به العادة قبل الإسلام وعلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده إلى أيام المنصور الذي أنف ابن ميادة أن يفد عليه.
ولم يكن المدح بالطريقة التي عرضت في المحاضرة، لأن ذلك يتنافى مع شخصية العربي وأنفته ونفسيته التي لاتستقر على حال،ولذلك لم يجمع العرب ملك في الجاهلية مع أن فيهم سعد بن مالك وبسطام بن قيس وحاحب بن زرارة وحاتم بن عبدالله وكليب بن وائل وغيرهم كثير,
وللحديث بقية عن كذب المتنبي ولصوصيته.
والله من وراء القصد

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved