| اليوم الوطني
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين تقف في كبرياء وإباء على جوانب دروب التاريخ منارات شامخة متلألئة فتضىء طريق الرجال السائرين بكل ثقة واعتداد الى حيث هامات المجد والعلا, رجال أقوياء لا تلين لهم قناة ولا تفتر لهم عزيمة، رجال عندما يمتطون صهوات الجياد لا يكاد المرء ان يستبين وجهتهم مكرين أم مفرين، رجال مثل صخرة امرىء القيس جلاميد صخر حطها السيل من علٍ.
فاننا عندما ندقق ونمحص أحداث التاريخ على مر العصور فانه يخبرنا على انه من المستحيل التغلب على ارادة الشعوب الحرة ولو حدث ذلك في غفلة من الزمان فمحال ان يستمر الحال وهذا ما يحدثنا عنه تاريخ أرض شبه الجزيرة العربية في احدى حقب الزمن، فلقد كانت اقتصاديا فقر وجوع وظمأ، وصحيا أمراض مزمنة وأدوية بلدية بدائية، وأمنيا حروب قبلية وقطاع طرق ومشاحنات وخوف وعصابات جماعية تبطش ولا ترحم، وبيئيا زواحف وحشرات لاذغة، وسياسيا بلاد متقطعة الأوصال لا دولة مهيبة ولا سلطان موحد، وثقافيا أميات كثيرة فأمية كتابية وأمية ذهنية وأخرى تعليمية.
باختصار: كل الأوضاع حزينة ومؤلمة وسواد دامس حالك, استمر هذا الحال على ما هو عليه حتى جاء يوم العشرين من رمضان لعام 1319ه وبدأ هذا الأسوداد في الانقشاع والاضمحلال شيئا فشيئا حتى تلاشى وانعدم تماما في يوم يعتبر من أفضل الأيام التي مرت على أرض الجزيرة العربية في تلك الحقبة الزمنية المؤلمة, الا وهو يوم تأسيس المملكة العربية السعودية في جمادى الآخرة من عام 1351ه يوم توطدت فيها على أرضنا الحبيبة قيم العدل والمساواة والأخوة والتكافل والوحدة والتوحيد, يوم تفضل به الله علينا بأن قيض صقورا أشاوس حملوا يومها أرواحهم على أكتافهم فاما النصر أو الشهادة, وكان لهم ما أرادوا بفضل ومنة من الله عز وجل ثم بفضل موحد هذا الكيان الكبير المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ذلك الصنديد الذي ما برح يقول: إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم وان اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فلقد كان صادقا في دعواته فصدقه الله وثبت أقدام مملكته حيث تبدل فيها حال التشتت والتشرذم الى حالات الارتباط بحبل الله المتين نعم يحق لنا كسعوديين ومعنا جميع الشعوب الاسلامية الغيورة ان نحتفي بهذه المناسبة الخالدة التي ظل الدهر يردد صداها قائلا كأني بالمملكة العربية السعودية مثل جزيرة هادئة هانئة وآمنة مطمئنة وسط بحر خضم متلاطم الأمواج مزمجر الأنواء وريح صرصر عاتية في عالم يفور بالأحزان والأحداث الدامية التي تغلي غلي الماء في قدر نار حامية.
نعم يحق لنا أن نعتز ونفتخر بهذا اليوم يوم ميلاد مملكة العلم والايمان والعزة والاعتداد التي أصبح الناس فيها يرفلون في ثوب النماء والرخاء، وبمرور كل يوم يشعرون الى أي درجة كان ذلك اليوم العظيم والى أي مدى ستظل تجربة ركب الخير فريدة والى أي مدى ينعم المواطن بنهضة رائعة مظلة الأمن والأمان والمستقبل الوضاء بفضل ومنة من الله عز وجل.
وانني انتهز هذه المناسبة الغالية لكي نجدد العهد والولاء لقائد مسيرتنا المباركة مولاي خادم الحرمين الشريفين وبعون عضده الأمين ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والى سمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز واخوانهم وأبنائهم البررة الكرام, هذا وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
مدير شرطة منطقة الباحة
|
|
|
|
|