| اليوم الوطني
نسعد في هذا الوطن الغالي بذكرى مجيدة سطر التاريخ سجلها المجيد بأحرف من نور نبراسا للوفاء والولاء تحكي ملحمة وفاء الرجال لأوطانهم وتفانيهم في سبيل مجدها وسؤددها,, وإذا اراد الله لأمة عزة ونصرا وتمكينا في الأرض كان ما اراد سبحانه وهكذا كانت ارادة الله لهذه الأمة التي انهكتها الحروب فيما بين قبائلها,, إما بحثا عن السيادة,, او دفعا لغارة واما لتأمين لقمة العيش وظل هذا هو الوضع السائد في هذه الجزيرة ردحا من الزمن حتى كاد الناس بعد ان فقدوا الأمن والأمان ان ينسوهما كواقع مكتفين باجتراز القصص الخيالية التي تحكي عن رغد العيش في مجتمعات من نسج الخيال,, ولكن الله سبحانه وتعالى أراد لهذه الأمة ان تنهض من كبوتها وان تستعيد مجدها وان تنعم بخيراتها فقيض الله لتحقيق هذا الهدف احد ابناء اسرة عهدها بالحكم في هذه البلاد ليس ببعيد، اباؤه واجداده كانت لهم السيادة والريادة عرفوا الناس وعرفهم الناس سادوا القبائل ودانت لهم، مناصرين للإسلام داعين إليه، مؤيدين له ولأتباعه وانصاره وشيوخه,, وكان هذا الابن من تلك الاسرة هو عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه الذي اعلنها في ريعان شبابه جهادا ضد الشتات، والتناحر، والجهل، والفقر، والمرض,, فكانت ملحمة تاريخية بدأها سعيا نحو توحيد هذه الاقاليم فاتحا لها وناشرا فيها شرع الله كما جاء في كتابه الكريم وسنة نبيه,, يتقدم جيوشه المشايخ وطلبة العلم إيمانا منه بنبل الهدف وضرورة تحقيقه, وفي كل اقليم يفتحه كان يُخلف فيه بجانب من يرعى شؤون المسلمين شيوخا يقضون بين الناس ويحكمون شرع الله ويعلمون الناس ويفقهونهم في أمور دينهم,, ولسمو هذا الهدف كان الله في عون عبدالعزيز ورجاله المخلصين,, فدانت هذه الاقاليم لعبدالعزيز بن عبدالرحمن ومن ثم وحدها تحت مسمى واحد هو المملكة العربية السعودية وبعد مرحلتي التأسيس والتوحيد تشكلت مرحلة التنمية لتشمل كل شبر في هذا الوطن فكان هذا الواقع الذي نعيشه ويصعب على عقول المفكرين تصديق العمر الزمني الذي مضى عليه,, ولست هنا أتناول في حديثي هذا الجانب التنموي وانما سأسلط الضوء على مرحلتي التأسيس والتوحيد وقبلهما وذلك لنستشعر اهمية هذا التوحيد لتلك الاقاليم المتناثرة في الوسطى وفي الشمال والجنوب والشرق والغرب حيث كان لكل اقليم حاكمه وحكامه ويكفي ان ندرك بأن تأمين لقمة العيش كفيل بالتخطيط للإغارة على الجار بصرف النظر عما إذا كان تأمينها يتم بالسلب والنهب، اقاليم هذه حالها,, كيف يتأتى لها ان تتحد لتصبح أعضاء في جسد واحد تتألم لما يصيب أي منها من عوارض,, حتى امتزج أهاليها في تلاحم واندماج بالجوار والزواج وامتزجت عاداتها وتقاليدها في قالب واحد حتى ليكاد يخيل للزائر انها اقليم وليست اقاليم,, فمن منا يستطيع ان يتخيل الوضع لو ان هذه الوحدة بين تلك الاقاليم لم تتم,, اجزم بأن نسيج هذا الخيال هو مجمع العناصر السائدة ما قبل التوحيد لتشكل ثالوثا من الجهل والفقر والمرض,, ولكنها ارادة الله جل وعلا في ان يتشكل هذا الوطن بقادته وشعبه وخيراته,, وإلا فهاهي امم من حولنا لم تفلح الحضارة المعاصرة في وقف تناحرها او تبديد جهلها او معالجة امراضها,, ومن هذا المنطلق ندرك بأن من اعظم النعم على هذه الأمة في هذا الوطن الغالي ان قيض الله لها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ليلم شتات هذه الاقاليم ويوحدها في وطن واحد ينعم بخيراته جميع مواطنيه على حد سواء.
ومقابل هذه النعمة الشكر لله سبحانه وتعالى والدعاء الخالص للمؤسس والموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه بالرحمة والمغفرة وحسن الجزاء والمثوبة,, ولهذه القيادة بالتوفيق والصواب ولهذا الوطن بدوام العز والمجد.
وكيل إمارة منطقة القصيم المساعد للشؤون الأمنية
|
|
|
|
|