| العالم اليوم
بعد بولاريد الجاسوس اليهودي في وزارة الدفاع الامريكية الذي نقل الاسرار النووية الامريكية الى اسرائيل، والذي لا يزال يقبع في السجون الامريكية بعد إدانته بالتجسس، وصدور حكم بالسجن عليه، حيث لا تزال الحكومات الاسرائيلية تضغط على الادارة الامريكية لاطلاق سراحه، اذ وضعت شرط الافراج عنه قبل التوقيع النهائي مع الفلسطينيين في مفاوضات كامب ديفيد، وقبلها ضغط نتنياهو على الرئيس كلينتون للافراج عنه مقابل تنفيذ ما اتفق عليه في واي ريفر.
بعد هذا الجاسوس اليهودي,, وبعد العديد من الجواسيس اليهود الذين لم تكشف عنهم واشنطن لاعتبارات عديدة من اهمها خوف ورعب المسئولين الامريكيين من جماعات الضغط اليهودية.
بعد كل هذه السلسلة يكشف النقاب عن جاسوس يهودي كبير كان نجمه السياسي ينطلق بسرعة صواريخ كروز، إذ إن الجاسوس اليهودي هذه المرة هو السفير مارتن انديك، السفير الامريكي الحالي في تل أبيب ومساعد وزيرة الخارجية الامريكية السابق والباحث في الاستراتيجية السياسية والمعلوماتية الذي تجاوزت السلطات الامريكية قوانين الهجرة والتجنس فمنحته الجنسية الامريكية وشرف المواطنة الامريكية حيث قدم إلى أمريكا من استراليا، ووقتها قالت السلطات الامريكية إنها تجاوزت بعض الاشتراطات للحصول على الجنسية الامريكية لأنديك، للقدرات والامكانات العلمية المتفوقة لهذا اليهودي الاسترالي الذي كان بالفعل يتمتع بقدرات متميزة ولكنه وظفها كأي يهودي آخر، أولاً لفائدته الشخصية، ثم لفائدة وطنه الوحيد اسرائيل ، إذ يعتبر كل يهودي، مهما حاول اخفاء ذلك الإحساس، ان الوطن الوحيد الذي يدين له بالولاء المطلق هو ارض المعياد ,, وتلك معتقدات توراتية لا يمكن لأي يهودي ان يتخلص منها، والامريكيون يعرفون هذه الحقيقة ولذلك فإن الكشف عن جاسوسية مارتن انديك ستضر كثيراً بحظوظ اليهودي الآخر ليبرمان المرشح على القائمة الديمقراطية لنيابة رئيس الولايات المتحدة الامريكية، فالناخب الامريكي سيتساءل عن مصداقية اليهود، فإذا كان سفير وشخص بمستوى انديك الذي يعد من كبار مسئولي الادارة الامريكية، وسبق له العمل مساعداً لوزيرة الخارجية، والمحسوب على الديمقراطيين كمفكر، توجه له تهمة التجسس والاحتفاظ بمعلومات سرية، فما المانع ان يكون اليهودي الآخر ليبرمان مثله؟!
وأنديك الذي يخضع لتحقيقات تجريها وزارة الخارجية الامريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالية اف,بي,اي متهم باستخدامه لأجهزة كمبيوتر محمولة حكومية والتعاطي غير المنتظم بمعلومات سرية خلال فترة طويلة، وهاتان التهمتان تندرجان تحت بند التجسس، خاصة وانه سبق لوزارة الخارجية الامريكية ان فقدت أجهزة كمبيوتر محمولة ومن أماكن لا يدخلها الا كبار المسئولين في مستوى انديك، ولأن تلك الاجهزة كانت تحتوي على معلومات مهمة، فإن الامر الذي أثاره اعضاء كبار في الكونغرس الامريكي يعاد طرحه بقوة لمعرفة لمن حاول انديك تقديم تلك المعلومات التي يضر الكشف عنها بالأمن القومي الامريكي، أم أن انديك استولى على اجهزة الكمبيوتر وما تحويه من معلومات للاستفادة الشخصية واستعمالها في أبحاثه، شأنه شأن الباحثين الذين يتخطون الحواجز الأمنية خدمة لمصالحهم الشخصية, وفي كلتا الحالتين يكون السفير مارتن انديك الذي كان يؤهل لمناصب سياسية عليا، قد خان الأمانة، مما يعيد الحديث عن مصداقية اليهود وأمانتهم في العمل السياسي الامريكي.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|