| محليــات
التراث السياسي للقائد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن غفر الله له متنوع وشامل ومتعدد الأوجه والأبعاد، وكان من أهم سمات هذا التراث السياسي الاتصال بالناس ومخالطتهم في المناسبات العامة، أو الاستماع اليهم والتفاعل مع همومهم، ومواساتهم، وكذلك الوقوف مع المظلوم حتى يسترد حقوقه، ومع الأجهزة حتى يبصرها بمسئولياتها، يحاسب المقصر، ويكافىء المحسن.
وقد استمرت سمة الاتصال بالناس أو سياسة الباب المفتوح منهجا سعوديا يمثل طابعا خاصا لنظام الحكم والادارة في المملكة، فالمواطن يذهب إلى سمو أمير المنطقة أو سمو وزير الداخلية أو خادم الحرمين الشريفين فلا يجد في الاتصال حواجز روتين، بل يجد الأذن الصاغية فيقدم ما لديه من شكوى ويتم التحقق من ذلك، والمسئول عندما يستمع الى الناس,, يلتصق بهمومهم ويشاركهم تطلعاتهم ويسعدهم بالحوار والتفاعل معهم.
هذا التراث السياسي الذي خلفه عبدالعزيز وسار عليه أبناؤه من بعده، يؤكد مجموعة حقائق عن طبيعة المنهج السعودي في الحكم والإدارة، فهو منهج يرتكز على الاتصال الذي لحمته المودة وسداه الحرص على تحسس مشاكل الناس أو همومهم، وهو منهج يرى في الجهاز الحكومي تأدية وظيفة عامة هدفها خدمة الجمهور ومراعاة حقوقه، ورغم ان الدولة تطورت مؤسساتها وأصبح لديها أجهزة فاعلة تحكمها انظمة وقواعد ولوائح، وتؤدي عملها من خلال الاستجابة لحاجات المواطنين الا ان المملكة ابقت على تراث سياسي عريق وضع أسسه القائد المؤسس غفر الله له ولم يكن التمسك بهذا النهج استلهاما لتراث سياسي فحسب، أو تمسكا بخصوصية سعودية، بل ادراك للاهمية الخاصة لهذا النهج، فالأجهزة مهما تطورت نظما او كفاءة إدارية إلا انها تدار من خلال بشر، والبشر عرضة للصواب والخطأ، واحساس الجهاز بقدرة المواطن على الوصول الى المسئولين، وان هناك جدية في المتابعة والتحقق، تجعل الجهاز الحكومي يتحسس قدر جهده مكامن الصواب، كما ان هذا النهج لايجعل الأجهزة جدارا عازلا بين حاكم ومحكوم، بل الحكم في بلادنا تواصل مستمر مع الناس.
وهكذا كانت مدرسة عبدالعزيز، مدرسة تتميز عن غيرها بالتواصل مع الناس وتقدر الرجال، وتنصف المواطن، وتمنع الخطأ من خلال سياسة الباب المفتوح المتجاوزة لعقد بروتوكول أو حواجز روتين.
وهكذا كان عبدالعزيز,.
وهكذا سار أبناؤه على نهجه.
الجزيرة
|
|
|
|
|