| القرية الالكترونية
* جنيف أ,ف,ب
دفع الانتشار الواسع لشبكة الإنترنت وازدهار التجارة الإلكترونية المنظمة العالمية للملكية الفكرية ومقرها جنيف الى وضع آليات ينبغي ان تفضي الى منظومة تشريعية لمنع الاستيلاء على الأسماء والعناوين الشهيرة لإنشاء المواقع على الشبكة الإلكترونية.
ويتوجه اصحاب الشكاوى في هذا الإطار حاليا الى المنظمة العالمية للملكية الفكرية كما فعلت المغنية الامريكية مادونا عندما استخدم اسمها عنوانا لموقع اباحي امريكي وكذلك فعل المغني البريطاني ستينغ وصحيفة وول ستريت جورنال او حتى مدينة برشلونة الإسبانية عندما لاحظت استخداما اعتبر غير قانوني لاسمائها.
وتشكل المنظمة عند تلقيها شكوى هيئة تحكيم مؤلفة من خبراء مستقلين تعترف الاطراف باختصاصها وباستنتاجاتها وأمام الاطراف المعنية مهلة عشرة أيام لاستئناف النتيجة أمام محكمة إذ ان المنظمة لا يمكن ان تعتبر في الوقت الراهن محكمة عدل دولية متخصصة بسبب غياب معاهدة بهذا المعنى، والحصول على هذا الامر بالغ التعقيد من دولها الاعضاء ال175.
وتهتم المنظمة منذ 1873 تحت تسميات مختلفة بحماية الملكية الصناعية التي اتسعت الآن لتشمل الملكية الفكرية.
ويقول فرانسيس غوري المدير العام المساعد للمنظمة ان عدم اعتراف شبكة إنترنت بحدود الدول وغياب قانون دولي يحكم هذه الوسيلة الجديدة يعقدان بشكل كبير عمل المنظمة.
ويوضح غوري في هذا المجال ان حماية شركة كوكا كولا لماركتها الصناعية في السوق العادية لا يعني تلقائيا ان اسمها سيكون محميا على إنترنت خصوصا اذا كان استخدام الاسم يتم للدلالة على شيء آخر مختلف تماما عن المشروبات الغازية .
وهذا ما حصل بالفعل للمغني ستينغ الذي يعني اسمه بالإنجليزية لسعة او وخزة وقد استخدمته شركة استرالية ناشئة على شبكة انترنت لاقتراح خدمات طبية في المنازل.
واكتفى حكام المنظمة الدولية للملكية الفكرية بالإشارة الى وجود الاسم ذاته مشددين على غياب أي لفظ محتمل بين المغني ووخزات الإبر الأمر الذي أثار ارتياح أصحاب الموقع الاستراليين الذين ارادوا عبر استخدامهم اسم ستينغ لفت انتباه مستخدمي الشبكة.
ولا تملك المنظمة اي سيطرة على حوالي 20 مليون اسم موقع مسجلة في العالم.
ويمكن للمنظمة فقط اقتراح تحكيمها هذا إذا تم القبول به، وقد سبق ان فعلت ذلك في اطار 800 قضية.
ففي ديسمبر 1999 اعتمدت المنظمة قواعد وانظمة قدر المستطاع دون حصول عمليات مصادرة لاسماء على الشبكة الإلكترونية.
وقررت المنظمة انه لقبول الشكوى يجب ان تتوافر في صاحبها ثلاثة شروط لا يمكن الفصل بينها والشرط الأول هو في ان يكون اسم الموقع مماثلا او قريبا جدا مما يثير اللغط مع سلعة او خدمة يكون لصاحب الشكوى حقوق عليها، ويتمثل الشرط الثاني في عدم امتلاك صاحب الاسم المسجل حقوقا او مصالح مشروعة حيال اسم الموقع، أما الشرط الثالث فهو ان يكون اسم الموقع مسجلاً واستخدم بسوء نية.
وفي حال عدم احترام احد الشروط الثلاثة فإن صاحب الشكوى لا يمكنه ان يحصل على مبتغاه وفق القواعد التي اعتمدتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
والأسبوع الماضي لم يواجه خبراء المنظمة اي صعوبة في اثبات ان اسم وول ستريت جورنال استخدم بطريقة تعسفية على يد قراصنة عبر شبكة إنترنت لتحقيق ارباح كبيرة.
في المقابل قام اصحاب موقع بريطاني اطلق عليه اسم برشلونة بالطعن بأحد قرارات المنظمة إذ اعتبروا ان سلطات المدينة الإسبانية لا يمكنهم الادعاء بأنهم يتمتعون بحق الملكية على اسم برشلونة ورفعت القضية الى المحاكم وقد يستغرق البت فيها اشهرا عدة.
وتشكل حماية اسماء المواقع احد المواضيع المدرجة على جدول أعمال الجمعية العامة السنوية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية من 25 سبتمبر الى الثالث من اكتوبر.
|
|
|
|
|