* الرياض أحمد القرني
أكد معالي وزير الصحة الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي أن اليوم الوطني,, هو الذكرى الغالية التي تتكرر في غرة الميزان من كل عام,, لتذكرنا بأن الوطن كل الأيام له,, ولا غرو في ذلك,, فنحن نعيش في وطن نتفيأ فيه ظلال الأمن والأمان,, وننعم بالرخاء والازدهار في كافة مناحي الحياة.
وقال معاليه في تصريح ل الجزيرة بمناسبة اليوم الوطني إن هذه الذكرى نبراس لنا للمضي قدماً في ترسيخ هذه الايجابيات التي أرسى أسسها موحد هذا الكيان الشامخ المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه الذي عرف القاصي والداني بطولاته الفذة,, وعبقريته المتميزة.
وقد كان الموحد يرحمه الله صاحب مدرسة نهل منها الأبناء البررة,, فاقتفوا أثر والدهم,, فهم خير خلف لخير سلف,, حملوا الأمانة,, وأدوا الرسالة,, بدءا من الملك سعود رحمه الله حتى آلت الأمانة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله فصانها ورعاها,, وقد تسنمت المملكة في عهده وولي عهده الأمين كل تقدم ورقي.
ولأن الذكرى غالية,, فإن للمملكة جهوداً مشكورة,, وأعمالاً منظورة في شتى المجالات تستحق التأمل,, فعلى الصعيد الإسلامي تقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بجانب الدول الإسلامية فيما يصيبها من الحروب والكوارث الطبيعية,, وما تحل كارثة في أنحاء المعمورة إلا وتمد المملكة لها يد العطاء والمواساة والمؤازرة,, ولولاة الأمر يحفظهم الله سبق منظور وجهد مشكور في انشاء المراكز الإسلامية في شتى بقاع المعمورة.
وللحرمين الشريفين ورعايتهما عناية خاصة,, فلهما ومن أجلهما رصدت مئات الملايين,, فنالت عمارتهما كل اهتمام ومتابعة,, وهيئت الساحات والطرق والجسور وكافة الخدمات لضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف معاليه: انني لست في حاجة إلى ذكر ما تحقق في مجال الزراعة والمواصلات والصناعة والكهرباء والتعليم,, فإنجازاتها تتحدث عن نفسها,, ولله الحمد والمنة.
مئات المراكز والمشافي
أما الخدمات الصحية فقد أوليت الاهتمام التام من قبل ولاة الأمر يحفظهم الله ففي طول البلاد وعرضها مئات المراكز الصحية,, وعشرات المشافي العامة والمرجعية والتخصصية,, مما حقق للمواطن العلاج في مكان اقامته,, وبين أهله وذويه,, دون الحاجة للسفر طلباً للعلاج إلا في حالات نادرة.
وبلغت المملكة في البنية الصحية الأساسية ما يؤهلها لمصاف الدول المتقدمة,, وخير دليل على ذلك تصنيفها من قبل منظمة الصحة العالمية في شهر مايو 2000م في المرتبة السادسة والعشرين ما بين 179 دولة,, وبعد ألمانيا مباشرة,, بل وحتى أفضل من بعض الدول الأوروبية مثل بلجيكا، اسبانيا، اليونان، البرتغال، ودول البلقان.
188 مستشفى
وقال د, شبكشي اذا كانت لغة الأرقام هي أدق الأدلة على التطور,, فإن الانجازات تشهد على ذلك حيث بلغ عدد المشافي التابعة للوزارة 188 مستشفى تزيد أسرتها على 27,994 سريراً في مختلف التخصصات,, وهذه المستشفيات منها المرجعي ومنها التخصصي,, موزعة وفق الكثافة السكانية بما يحقق العلاج للمواطنين في مكان اقامتهم وقرب مناطقهم.
كما بلغ عدد مراكز الرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة 1766 مركزاً طبقت نظام الإحالة,, وخدماتها شاملة تعنى بالاستكشاف المبكر للمرض وبالتوعية الصحية والتطعيمات الأساسية ضد أمراض الطفولة ورعاية الأم ووليدها قبل وأثناء الحمل وبعد الولادة,, وروعي في توزيع هذه المراكز الكثافة السكانية والطبيعة الجغرافية لكل منطقة وخصص لكل مركز صحي حد معين من السكان يقدم خدماته لهم.
أما القوى البشرية,, فالطبيب السعودي أصبح محط اعجاب وتقدير,, بل ان عدداً من اطبائنا السعوديين برعوا في تخصصاتهم,, وأصبحت لهم مكانة علمية في المحافل الصحية العالمية,,وتجرى في مشافي الوزارة التخصصية الجراحات الدقيقة كزراعة الأعضاء يقوم بها أطباء سعوديون مهرة,,ويشكل الأطباء السعوديون في وزارة الصحة وحدها ما يزيد على 18% من مجموع الأطباء العاملين.
وتبلغ نسبة عدد الأسرة في وزارة الصحة 1,42 لكل 1000 نسمة و 2,33 لكل 1000 اذا ضمت المرافق الصحية التابعة للجهات الصحية الحكومية الأخرى,, بينما تصل هذه النسبة في بعض أرقى الدول المتقدمة في مجال الخدمات الصحية إلى حوالي 6,2 أسرة لكل 1000 نسمة كما هي الحال في كل من بريطانيا والسويد والدانمارك وكندا على سبيل المثال,, مع العلم بانه توجد بعض المناطق بالمملكة كالخبر والظهران ونجران والباحة والقصيم اقتربت بها نسبة عدد الأسرة لكل 1000 نسمة من المعدلات العالمية المتقدمة اذ تراوحت ما بين 4,3 إلى 6,2 أسرة.
وهناك خدمات صحية تقدم طوال العام للحجاج والمعتمرين وزوار مسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم,, وتعزز هذه الخدمات في مواسم الحج لتقديم كافة الامكانات الصحية خدمة لضيوف الرحمن,, ولم يعد خافياً على أحد ما تبذله المملكة لراحة الحجاج والزائرين ابتغاء مرضاة الله.
واختتم معالي وزير الصحة تصريحه بقوله ان ذكرى اليوم الوطني في كل عام تأتي ونحن نتفيأ ظلال الرخاء العميم أمنا وتقدماً وعطاء نشهده ونعيشه مع مطلع شمس كل يوم,, فلله الحمد والمنة,, والدعاء الخالص برحمة واسعة للمؤسس الباني جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ولأبنائه البررة الذين حملوا الأمانة من بعده وانتقلوا إلى جوار ربهم: سعود وفيصل وخالد,, والعمر المديد بإذن الله لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز,, ولسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز,, ولسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير سلطان بن عبدالعزيز,, ولأفراد العائلة المالكة الكريمة,, ليستمر العطاء ويعلو البناء في وطن الأمن والرخاء.
المرافق الصحية
من جانب آخر بين تقرير اعدته ادارة الاعلام الصحي والنشر بوزارة الصحة بمناسبة اليوم الوطني اللمحات السريعة للوضع الصحي بالمملكة من خلال تعداد المرافق الصحية التي تشمل المراكز والمستشفيات فبالنسبة للمراكز الصحية فإن وزارة الصحة تولي الاهتمام بالرعاية الصحية الأولية ضمن استراتيجياتها في توفير الصحة للجميع,, فكان لابد من توسيع البنية الأساسية للخدمات الصحية في كافة أرجاء المملكة عن طريق انشاء وتشغيل المراكز الصحية كأساس لتقديم الرعاية الصحية المتكاملة, وقد بلغت نسبة التغطية بالرعاية الصحية الأولية بالمملكة 99% فاحتلت بذلك المملكة مكانة متقدمة في تصنيف منظمة الصحة العالمية في مجال التغطية بالرعاية الصحية الأولية,,هذا ولا تزال مكرمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بانشاء 2000 مركز صحي في جميع مناطق المملكة مستمرة في التنفيذ من قبل وزارة الصحة.
وبالنسبة للمستشفيات فان المملكة تنعم بشبكة من المستشفيات المؤهلة والمتخصصة التي تنتشر بكافة انحاء المملكة لتقديم افضل الخدمات الطبية وتقف جنباً إلى جنب دعماً وسنداً للخدمات التي تقدمها مستشفيات وزارة الصحة مستشفيات القطاعات الصحية الأخرى ومستشفيات القطاع الخاص ليبلغ اجمالي المستشفيات بكافة القطاعات الصحية بالمملكة 314 مستشفى باجمالي عدد أسرة يبلغ 45729 سريراً بمعدل 23 سريراً لكل 10000 من السكان .
القوى العاملة
ولمواجهة تحدي توفير الصحة للجميع والمحافظة على جودة الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة كان لابد من توفير القوى العاملة من الاطباء وجهاز التمريض الفئات الطبية المساعدة اضافة إلى الاداريين,, حيث بلغ اجمالي عدد الأطباء بوزارة الصحة 14786 طبيباً بمعدل طبيب لكل 1344 نسمة فيما بلغ عدد العاملين بالتمريض 36340 بمعدل ممرض / ممرضة لكل 547 نسمة كما بلغ العدد بالنسبة للفئات الطبية المساعدة 21338 بمعدل فرد لكل 931 نسمة .
وفي مجال سعودة القوى العاملة تقوم وزارة الصحة في اطار الاستراتيجية العامة للدولة بتنمية العنصر البشري السعودي من خلال وضع البرامج الهادفة إلى رفع المستوى العلمي والكفاءة للكوادر الوطنية العاملة وتشجيعها على التخصص في كافة مجالات المهن الصحية والطبية,, هذا وقد تم التركيز على تطوير المعاهد الصحية,, كماً ونوعاً وتم افتتاح الكليات الصحية المتوسطة وقد بلغ عدد المعاهد الصحية 24 معهداً فيما بلغ عدد الكليات الصحية 13 كلية صحية منها 7 كليات للبنين 6 كليات للبنات كما يحظى تدريب القوى العاملة بوزارة الصحة بجميع فئاته وتخصصاته الفنية والادارية باهتمام الوزارة من خلال برامج الدراسات العليا والزمالات والدورات التدريبية داخل وخارج المملكة,, وقد أثمرت هذه الجهود في أن شهدت القوى العاملة السعودية بوزارة الصحة تطوراً ملحوظاً من حيث الكم والتأهيل بكافة الفئات الطبية.
الأنشطة والخدمات الصحية
وبفضل من الله ثم بفضل كل تلك الجهود بدءاً بالتخطيط السليم المرتكز على اسس علمية ومنهجية والتنفيذ والمتابعة والاشراف اضافة إلى التقويم المستمر أمكن وبحمد الله الوصول إلى معدلات عالية من التغطية بالخدمات الصحية ذات مستوى عال من الجودة,.
فكان ان انخفضت معدلات الاصابة بالأمراض والوفيات بصورة واضحة,, ويذكر في هذا الجانب على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
في مجالات الرعاية الصحية الأولية: ما زال برنامج التحصين الموسع يواصل انطلاقته القوية وصولاً لمعدلات تغطية عالية فاقت التسعين بالمائة مما أدى إلى خفض معدلات الاصابة بالأمراض المستهدفة بالتحصين,, نذكر منها على سبيل المثال اعلان المملكة خالية من شلل الأطفال منذ العام 1996م أيضاً نتيجة للجهد المتواصل في مجالات الطب الوقائي الأخرى من أنشطة صحة البيئة والتوعية الصحية اضافة إلى البرامج الوقائية المخصصة الأخرى نلاحظ أن الوضع الوبائي للعديد من الأمراض المعدية قد انحسر خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.
وكان لصحة الأم والطفل اهتمام كبير من قبل الوزارة من خلال برنامج رعاية صحة الأمومة والطفولة بكافة عناصرها المتخصصة,, وذلك من خلال مراكز الرعاية الصحية وغيرها من المرافق الصحية ذات العلاقة فانعكس ذلك ايجابياً على كثير من المؤشرات في هذا الجانب,, كما كان لتطبيق برنامج الجودة النوعية أثر مباشر في الارتقاء بهذه الخدمات من حيث الجودة والكفاءة.
مجال الرعاية الصحية الثانوية والتأهيلية:
حيث شهدت هذه الخدمات طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة كماً وكيفاً أمكن من خلالها تقديم خدمة علاجية تخصصية مميزة بكافة أنحاء المملكة,, وقد انعكس ذلك ايجاباً على كثير من الظواهر نذكر منها انخفاض اعداد المرضى الذي يرسلون للعلاج خارج المملكة بشكل ملحوظ.
ومن الاشراقات المضيئة في مجال الخدمات الطبية التخصصية يقف المركز السعودي لزراعة الأعضاء معلماً بارزاً ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى الاقليمي والدولي,, حيث أصبحت تتم زراعة الأعضاء بالمملكة كزراعة القلب الكامل صمامات القلب، الكلى ، القرنية، الرئة، الرحم,, الخ.
وفي ميدان طب الأسنان فإنه يتم من خلال الخدمات العلاجية والوقائية في مجال الطب وجراحة الأسنان من خلال 1315 عيادة للأسنان بالمراكز الصحية والمستشفيات تغطي كافة أرجاء المملكة وبلغ عدد أطباء الأسنان بهذه المرافق 1402 طبيب بمعدل طبيب لكل 15024 .
أما المجالات التخصصية الأخرى فنالها ذات الاهتمام من قبل الوزارة فانعكس ايجابياً وارتقاء بمستوى الخدمات العلاجية التخصصية التي تقدم في مجال طب العيون,, الصحة النفسية والمختبرات وبنوك الدم اضافة للتأهيل الطبي والخدمات التخصصية الأخرى.
الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن
وتنفرد المملكة بوضع خاص أعزها الله به وشرفها في خدمة الحرمين الشريفين في سبيل ذلك تقوم الوزارة بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختلفة ومن خلال استراتيجيات محددة بالعمل على توفير الرعاية الصحية للحجاج والمعتمرين على مدار السنة وتعمل جاهدة باتخاذ كافة التدابير الوقائية والعلاجية اللازمة لحماية المواطنين والمقيمين والحجاج من التعرض للأمراض,, كما تعمل على تطوير وتحسين نوعية الخدمات الطبية والصحية لتغطي كافة الأماكن بالمشاعر المقدسة وأماكن الحجاج,, وقد قامت الوزارة خلال موسم الحج الماضي 1420ه باعداد 21 مستشفى وتضم هذه المستشفيات 5723 سريراً بمعدل سرير واحد لكل 303 حاج اضافة إلى 201 مركز صحي بمتوسط مركز صحي لكل 8625 حاجاً .
كل هذا ما كان ان يتحقق لولا توفيق الله تعالى ثم العناية الكريمة والاهتمام المتواصل والدعم من لدن ولاة الأمر يحفظهم الله.
|
