| اليوم الوطني
* استطلاع: روضة الجيزاني - هيا السويد - فايزة الحربي
في يوم الوطن، وأجواء المكان تعبق بأريج ذكرى التأسيس,, تمتزج مشاعر الفخر والاعتزاز بمشاعر الفرحة والسرور,, وتتسامق الأحاسيس مستشرقة آفاق الزمان,, بما حمله من ملحمة رائعة عمادها بطولات وتضحيات ومعارك التأسيس، وأركانها مسيرة ظافرة ممتدة عبر السنوات، أثمرت بالجهد والعرق والمثابرة والاخلاص وطنا شامخا، يرفل في حلل الأمن والطمأنينة، وينعم بالخير العميم الذي فاض حتى وصل نفعه للمحتاجين في أصقاع المعمورة.
في هذا الاستطلاع,, توقفنا عند مشاعر وأحاسيس مجموعة متميزة من مبدعاتنا واعلامياتنا,, حيث تحدثن عما يختلج في قلوبهن في يوم الوطن,, فكانت حصيلتنا ما يلي:
في البداية تحدثت الأديبة القاصة قماشة العليان فقالت: مناسبة اليوم الوطني تشعرني أنها ليست مجرد ذكرى لأنني والكثيرين بالطبع لم نعش هذا اليوم ولكن أهمية هذا اليوم الوطني الذي تأسست فيه المملكة وكان نقطة البداية منذ خمسة وستين عاما تأتي من أنه يتجدد وأن تجدده في كل سنة يؤكد أن البناء الذي بدأ بسيطا ارتفع وعلا وزاد وتعاظم عاما بعد عام فأنا أنظر الى اليوم الوطني بعيون اليوم، وأرى في وجه المغفور له الملك عبدالعزيز وجه والدنا خادم الحرمين الشريفين وأطوف بخيالي حول سنوات التأسيس والبداية لأخط على أرض الواقع الرائع الذي نعيشه هذه الأيام.
انها ليست ذكرى قامت وانتهت,, لكنها كحجر الأساس الذي يبدأ به البناء قد انطلق منه البناء ليعلو ويرتفع ويملأ الفضاء,, ان عظمة المملكة العربية السعودية تأتي من أنها لم تغير طريقها ولم يلتو بها المسار فمنذ بدايتها مع المؤسس العظيم سار الأبناء على الطريق الصحيح طريق الوالد وهو طريق الايمان والشريعة.
لقد اعطى اليوم الوطني بتجدده للمرأة السعودية كل ما يحقق لها دورها الحقيقي مشاركة في الحياة الاجتماعية كزوجة وأم وعاملة في مجالات تحفظ لها هذا الدور بكرامتها وعطائها وبهذه المناسبة يجب على كل فرد أن يؤدي دوره تجاه وطنه.
سلسلة المجد
وتعبر بالألوان الفنانة التشكيلية شريفة السديري عن مشاعرها فقالت: لا استطيع أن أنسى تلك الألوان حينما انغمست مع الريشة وصعدت بكل عفوية الى اللوحة البيضاء لأرسم بانسجام مع الحدث وأعيش ذكرى مجدنا في سلسلة المجد الكامنة بأصالتها في 22 لوحة بين الفتح والحروب والانجازات الكبيرة تشعرنا حقيقة بيوم التوحيد والتحدي الكبير، وأحمد الله كوني امرأة سعودية وأماً وزوجة سعودية وأتمنى من الله أن يساعدني لأربي جيلاً سعودياً يؤمن بالله الأحد ثم بالوطن الثابت وبالعمل الدؤوب والعلم النافع وبهذه المناسبة أتقدم الى والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بأجمل التهاني والى شعبنا الكريم بأفضل الأمنيات على هذه المناسبة العظيمة والغالية على نفوسنا.
منذ طفولتنا رسمناك
وقالت الفنانة التشكيلية بدرية الناصر في هذه المناسبة: في كل عام نحتفل بالوطن وفي كل لحظة يكبر في دواخلنا حبنا لوطننا، أبحث في كل القواميس لأجد كلمة تعبر وتصف فرحتنا بهذا اليوم المجيد، في كل عيد أنت الوطن دائما، أنت الأمان وأنت النقاء والحب الحقيقي، عرفناك منذ طفولتنا رسمنا العلم على أوراقنا رفعناه فوق هاماتنا وبتنا ننشد للوطن للأرض، لأن الوطن ليس كلمة تكتب على ورق بل هو شعور بالمسؤولية والمواطنة وبالعطاء,, دمت يا وطن الخير والعطاء ودام لنا والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ودامت أفراحنا.
عنوان مجد
وعن دور الاعلام والاعلاميين ومسؤولية المذيع والمذيعة تجاه تواصل احتفالاتنا بالأمس واليوم والغد قالت المذيعة القديرة مريم الغامدي: حينما اتحدث عن الوطن فإنني احتار فيما أقول لأن الوطن أكبر من أن يكون في كلمة حب فقط لكنني أحاول هنا أن أرسم صورة جمعت ملامحها من وجوه الانجازات الحية التي بدت تكبر ويعلو رونقها صورا واقعية حقيقية ليست من نسج الخيال نقشت من ماضٍ مضى وحاضر امتداد لأصالة الماضي ومستقبل متجدد لازدياد وتوارث هذه الانجازات في القرون القادمة بإذن الله,, اعترف حقيقة بما بلغ هذا الوطن من تقدم ورقي يوما بعد الآخر وهانحن نواصل احتفالنا بالرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م وهذا يؤكد أنه ما زال عنوان مجد وتاريخ نجد يكبر امتدادا لما قدمه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فهنيئا لنا وللجميع بهذا المجد ولنفتخر جميعا لما تقدمه أرضنا الطيبة لشعبها النبيل ولأشقائها من حولها, فالعرس اليوم أصبح أكبر من ذي قبل والحضارة تزداد تعاظما وتميزا والعرس يكبر والفرح فرحان حينما نحتفل باليوم الوطني والعاصمة الثقافية ونحن بلا شك نعيش نشوة احتفالاتنا بالذكرى المئوية للمملكة التي لا تعوض بثمن وأنا هنا أتقدم بالتهنئة لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله والى الشعب السعودي.
دائماً إلى الأمام
ثم عبرت المذيعة نسرين حكيم عن شعورها فقالت: حقيقة للحديث عن يوم كهذا لا اعتقد أنه من السهل أن اختصر ما يزيد على المائة عام من الانتصارات والانجازات بفضل الله ونعمته ثم بفضل ما قيض الله لهذه الأرض الطيبة من ولاة أمر ميامين وأنا أجد أن هناك من يستطيع ذلك أفضل مني بكثير وهو على كل حال واضح لكل عين,, وأنا هنا أفضل أن أتحدث عن مشاعري في يوم كهذا تغمرني نشوة من الفخر والاعزاز وكم يغمرني حب هذه الأرض أكاد أشعر أنه يملأ عليّ كل جوارحي وكم أجد كلماتي صغيرة أمام حبها هي وكل من يحيا على أرضها إنها الأم التي ربت وكانت وستبقى القلب الكبير الذي جمع قلوب الأمة الاسلامية حوله كيف لا وهي تضم بقعتين من أطهر وأقدس بقاع الأرض, في يوم كهذا أتقدم بأسمى التهاني والتبريكات الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله راعي المسيرة وقائدها والى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والى سمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والى كل افراد الشعب السعودي الكريم اما انت يا احلى وطن فلك من قلبي كل الحب والوفاء والاخلاص ودمت لنا وطنا عالي الهمة عزيزا بأبنائه وبناته في كل موقع يستطيعون من خلاله المشاركة مع الجميع لنسير بك ومعك دائما الى الامام.
حب فطري
فيما قالت المذيعة نهى الناظر من تلفزيون الدمام في هذه المناسبة ان الوطن هذه الكلمة المكونة من خمسة احرف ربما هي صغيرة في تكوينها لكنها كبيرة وكبيرة جدا في معناها فالحديث عن الوطن والكيان الكبير ليس بالصورة التي يتوقعها الجميع بهذه السهولة ان نكتب عن الوطن لأن الوطن الاستقرار والطمأنينة والأمن هذا ما اجده في وطننا الغالي فمنذ ان وجدت المملكة على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ونحن نشعر بهذه الانجازات جميعها ولا انسى احتفالات الرياض عاصمة للثقافة العربية فهذه مناسبة كبيرة تواكب فرحتنا باليوم الوطني فحب الوطن ليس بالقصيدة والرواية التي نقرؤها او نكتبها انه حب فطري في اعماقنا موجود منذ ان ولدنا ونشأنا على حب الوطن والانتماء له وهذا ما علينا ان ننشئه في نفوس ابنائنا منذ الصغر واليوم الوطني للمملكة يجعلنا نشعر بالكثير من امور الحياة واهمها ما وصلت اليه المملكة من رقي وتقدم في شتى المجالات التي يشهد بها القاصي والداني فحبنا للوطن يجعلنا ندعو لمن احاطنا بالأمن من بعد الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وكل عام والجميع بخير.
وطني دمت لنا
وعبرت المذيعة بثينة النصر من اذاعة M.B.C F.M عن مشاعرها فقالت: عندما اود ان اعبر عن مشاعري تجاه وطني وانا فتاة سعودية تبلغ السادسة والعشرين من العمر فلا يسعني الا ان احيي كل اب وكل أم اعطيا وتعاونا في العطاء والبذل للرقي بمستوى ابنائهم للوصول بهم الى المجد كذلك احيي كل شاب وشابة يأخذان على عاتقهما بمنتهى الجدية اكمال مسيرة العطاء.
شيم كالكرم والسماحة والاخاء وحب العلم وبذل الغالي والنفيس لأوجه الخير هي بكل بساطة ما اعتبره بالفعل : الارث الحقيقي لنا نحن ابناء القرن الواحد والعشرين السعوديين الذي نستطيع وبلا منازع ان نفاخر به ابناء جيلنا في العالم اجمع ولكي اؤكد على ما اقول ادعوكم للنظر حولكم والتمعن جيدا أليس بالفعل كل ما هو مادي مصيره الى الزوال، أليس كل ما نملكه حقيقة هو مبادئ سامية وعلم جليل ورثناه عن آباء واجداد طيبين وباذن الله سنورثه لأبنائنا ليدعوا لنا.
هذا ما اعرفه جيدا عن وطني واعتز به وما اريد لأبنائي ان يذوبوا من اجله عشقا لترابه واسمحوا لي ان اقول باسم الشباب السعودي إن طموحاتنا كبيرة وعقولنا نيرة والخير حليفنا والله معنا فما الذي يعيقنا؟ وطني دمت لنا ودمنا لك.
تعزيز معاني الانتماء
وقالت المذيعة غادة الوكيل من تلفزيون المدينة المنورة عن هذا اليوم : ماذا اقول وبماذا ابدأ حيث يقف اليراع عن وصف المشاعر والاحاسيس الفياضة.
لقد نجح الملك عبدالعزيز نجاحا باهرا في توحيد المملكة وثبت دعائم الامن والاستقرار والرخاء فكان رحمه الله قوي الايمان صلب العقيدة هدفه الاساسي رفع كلمة التوحيد محافظا على الشريعة الاسلامية في شؤون حياته ومن هنا يبرز الدور التربوي لكل ام تجاه ابنائها ومدى رعايتها الفكرية والجسدية لهم فمن واجب كل ام ان تغرس في ابنائها حب الوطن وقادته والفخر بامجاده وتاريخه لأن ذلك من تمام الايمان مطالبين به كبارا وصغارا فمسيرة الملك عبدالعزيز غنية بالمواقف التربوية الخالدة والامجاد النادرة فهي تنمي فيهم حب الوطن وولاة الامر والذود عنهم بالنفس والنفيس لأن ذلك من الامور التي اوصانا بها ديننا الاسلامي واليوم الوطني لبلادنا فرحة كبيرة تغمرنا في هذا اليوم التاريخي العظيم ولا يسعني الا ان ازف خالص التهنئة والتبريكات الى والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد والنائب الثاني ادامهم الله ذخرا للاسلام والمسلمين فلنستشعر جميعا قيمة هذا الحدث التاريخي ونستخلص العبر والدروس من تاريخ بلادنا المجيد وكل عام والجميع بخير.
مقاييس حقيقية
ومن جانبها تحدثت مديرة تحرير مجلة حياة الأستاذة ايمان بنت عبدالله العقيل فقالت:
ماذا نعني باليوم الوطني؟
هذا السؤال ظل ينتفض في مخيلتي!.
أظن أننا بحاجة ماسة لأن نحول مفهومنا لليوم الوطني أو الوطنية بمعنى أدق وأعم,, الى قيم ومفاهيم تغرس في الأجيال وتصبح جزءا من سلوكياتنا,, فنحن بحاجة لردم الهوة بين المبدأ الجميل والتطبيق,.
الأم,, هل أوصت ابنها وهو يهم بالذهاب للمدرسة,, ألا يخط قلما على جدار وألا يعبث بالممتلكات العامة للوطن,, هل تذكر الموظف أن جلوسه على مكتب الوظيفة إنما هو خدمة لمواطنيه,, فبقدر تسهيله لشؤونهم وانجازه لمعاملاتهم تحسب وطنيته,.
هل بادر المعلم الى تذكر رسالته العظيمة وهو يؤدي دوره ويقوم بعمله في المدرسة,.
فيجدد معلوماته ويبدع في عطائه فتكون وطنيته على قدر انتاجه,.
هذه هي المقاييس الحقيقية للوطنية,, تقاس بها الأفعال لا الأقوال,, وهذا ما سعى المؤسس وأبناؤه من بعده لترسيخه في أبناء هذا الوطن.
من رموز الحضارة
وتقول الصحفية سحر الناجي بهذه المناسبة: استلهام المعاني من عمق الحدث السنوي لا يعني بالضرورة فرحة عابرة تحتضنها قلوب منهكة لبعض الوقت ثم تلفظها لانتهاء المناسبة، أو هي,, ليست بالتأكيد مجرد بسمة واهية قد ترتسم على شفاه عابسة ثم سرعان ما تذوب، إنما الأمر برمته يتعلق بمشاعر غالبا ما تكون أصدق وأعمق من مجرد الاحتفال بمهرجان وطني يتعاقب علينا مرة واحدة كل عام، حيث ما زال اليوم الوطني يمثل لنا رمزا من رموز الحضارة والعراقة، بل إنه يحمل الكثير من التعابير السامية تجاه الانتماء الى جذور هذا البلد للعطاء,, انه نوع من التلاحم الوجداني الذي لا يمكن شطبه أو الانسلاخ عنه,, أو لنقل هي حقيقة ثابتة ومعجزة استطاع صانعو القرارات الحكيمة في هذه البلاد الغالية أن يرسخوها على أرض الواقع من خلال المنجزات العملاقة المترامية على بقاع مملكتنا الحبيبة من هذه الرؤية يمكننا القول إن الفخر كل الفخر بعطاء هذا الوطن.
|
|
|
|
|