| اليوم الوطني
المشاركون في الندوة:
* د, سلطان بن سعد القحطاني أستاذ اللغة بجامعة الملك سعود بالرياض.
* أ, ابراهيم الناصر الحميدان الروائي والأديب المعروف.
* القاص خالد بن أحمد اليوسف.
* الشاعر عبدالله بن سعد اللحيدان.
* أدار الندوة : عبدالحفيظ الشمري
مناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مناسبة عزيزة علينا,, بل انها ذات وجود نعتز به، ونسعد باطلالة هذه المناسبة علينا.
ففي هذه المناسبة تتكون لدى المثقف والأديب العديد من الأسئلة التي تتحدث عن انجازات الوطن,, والمواطن وأسئلة أخرى تبحث عن أهمية التمازج بين الثقافة كعنصر فاعل ومؤثر وبين المناسبة.
كما اننا نعيش في هذه الأيام مناسبة سارة أخرى حول اختيار الرياض عاصمة ثقافية للعرب,, ونود في هذا السياق أن نستثمر هذه المناسبة بما يخدم الوطن والمواطن.
وحول هذه المناسبة كان لنا مع بعض المثقفين السعوديين لقاء للحديث عن هذه المناسبة في ندوة ثقافية حاولنا فيها الاجابة على جملة من الاسئلة الملحة والهامة.
ضيوف الندوة هم، د, سلطان القحطاني، الروائي ابراهيم الناصر الحميدان، الشاعر عبدالله اللحيدان، القاص خالد بن أحمد اليوسف,, والذين اسهموا وبشكل متميز في عقد هذه الجلسة التي جاءت على هذا النحو:
** بودنا يا أستاذ عبدالله اللحيدان وبوصفك شاعراً سعودياً أن تحدثنا عن مناسبة اليوم الوطني وكيف تراها؟
* المظهر الشعبي غير المظهر الاحتفالي، في السنوات الماضية حتى الآن أغلب ما يظهر على احتفال اليوم الوطني هو المظهر الاحتفالي ويطغى على الجانب الثقافي ويطغى على الجانب الفكري أيضا حتى ما يطرحه المثقفون في هذه المناسبة يغلب عليه الطابع الاحتفالي ويغلب عليه طابع التعبير عن الفرحة بالمناسبة, وهذا جيد ولكن هناك أشياء أهم بالنسبة للمثقفين في هذه المناسبة وهي مجادلة التاريخ مجادلة الحاضر لبناء تصورات للمستقبل بالنسبة لمناسبة وطنية مثل هذه.
** الأستاذ خالد بوصفك القاص والأديب كيف ترى المناسبة؟
* بالتأكيد أنا أثني على حديث الأستاذ عبدالله عن اليوم الوطني وخاصة انه يتصادف في هذا اليوم اختيار الرياض العاصمة الثقافية للمنطقة العربية والبلدان العربية, اذ يجب المزيد من احتفالنا الشعبي واحتفالنا بتاريخنا المجيد كاحتفال ثقافي سواء أديناه بالمرئي أو المطبوع من خلال المطبوعات وكتيبات لكي نبرز هذه السمة الثقافية لهذه البلاد.
* وتحدث الروائي ابراهيم الناصر الحميدان عن المناسبة قائلا: ما زلنا نأخذ دروساً من هذه المناسبة القيمة ونستفيد منها في المستقبل ان شاء الله لأن اليوم الوطني يعكس توحيد الجزيرة بعدما كانت متفرقة وليس هذا فحسب انما يعكس أشياء كثيرة كانت تحدث في ذلك العصر والآن انتهت والحمد لله بالتوحيد الذي قام به جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ونحن نعيش والحمد لله انعكاسات ذلك الحدث حيث الأمن والراحة ووحدة الكلمة وابتعدنا عن الفرقة وعما كان يحدث في ذلك الزمن من مشكلات اجتماعية وسياسية وقبلية ونشعر اننا مقصرون بالنسبة الى ابراز هذا الحدث والمناسبة بأعمال ثقافية كبيرة جيدة وكبيرة وارجو ان يتاح لنا ان شاء الله في السنوات القادمة ان نركز على ابراز هذا الحدث بأعمال ثقافية لا تقتصر على مجرد الكلمات انما على أعمال وثائقية يكون لنا دور تسجيلها سواء كانت أعمالاً روائية أو أعمالاً تشكيلية أو فنية أخرى وهذا بالاضافة الى الناحية السياسية التي نعيشها فأظن ان تسجيل هذه المناسبة وخاصة اننا مسؤولون عنها أمام الأجيال القادمة فالتاريخ يحاسبنا اذا أهملنا في هذه المناسبة بعدم تسجيلها وابرازها بشكل يليق ونرجو أن يحدث هذا مستقبلا ان شاء الله.
* وتحدث د, سلطان بن سعد القحطاني قائلا: في الواقع ان اليوم الوطني هو يوم عزيز على كل مواطن وهو ذكرى طيبة يستعيد فيها الانسان ذكرياته ويستعيد فيها الانسان ظروف التاريخ التي مرت به ومرت بالأجيال التي قبله وحق للوطن على كل مواطن أن يعبر عن شعوره تجاه هذا اليوم الوطني وهذا الوطن بما يلائمه, وبما ان هذه المناسبة احتفائية فيجب أن تثار هذه الاحتفائيات وتفعل كما تفضل به الأخوان بما يفيد الأجيال القادمة وقد يكون من سبقنا يعرف عن هذه المناسبة أكير منا والجيل الذي يلينا ربما لا يعرف عن هذه المناسبة الا انها يوم يمر ويوم يذكر في التاريخ ويعرض عنه شيء في الوسائل الاعلامية ولكن لم يفعل أو لم يوضع أو يحفظ لهذا الجيل ليطلع عليه ويطلع كيف وصل هؤلاء الناس الى ما وصلوا اليه؟ ما هي العقبات؟ ما هي الفنون والآداب التي ظهرت خلال هذه السنين ليعرفوا اننا أمضينا مائة عام على هذه المناسبة فماذا حدث في هذه المائة عام؟ من الناحية الفنية أين الشعر الذي ظهر في هذه المراحل أين القصة أين الرواية أين المسرحية لا أقصد الأشياء الرسمية انما أقصد الأشياء الابداعية هذا وكل انسان يمر عليه شيء لابد ان يترك في نفسه أثراً معيناً هذا الشيء الذي تركه في نفسه أين هو؟ هل قيل في مناسبة وانتهت؟ المناسبة تنتهي كل عام وكل عام تمر كما مرت في العام الذي قبله أريد أن أعقب على شيء واحد بهذه المناسبة في هذا العام في اليوم الوطني صارت الرياض عاصمة الثقافة أريد أن يسأل الانسان نفسه ماذا فعل؟ ماذا قدم هل قدم؟ شيئاً يستحق أم اننا نجتمع كأي اجتماع آخر ونفترق وما عملنا شيئاً بمناسبة اليوم الوطني يجب أن يكون هناك فرصة للابداع ان يظهر شيء، يظهر شيء حيادي، يظهر شيء من الواقع، يعني ما صار في هذا الواقع يوضع كما هو.
** الشاعر عبدالله اللحيدان المثقف عندنا متهم بأنه لا يتفاعل التفاعل المطلوب؟
* المثقف له دور كبير في هذه المناسبة لا سيما في جانب التوعية وجانب الشعور بالمواطنة وجانب الانتماء وما يترتب عليه من حقوق وواجبات وفي غرس المواطنة الحقيقية وقياس مستوى العلاقة وتنميتها بينه وبين الأرض التي يعيش فوقها, والمثقفون في حدود المجالات المتاحة لهم يشاركون في هذه المناسبة,
لكن السؤال هو ماذا قدمت المؤسسات للمثقفين في مثل هذه المناسبة وقد سبق واقترحت في ندوات صحفية سابقة ما مفاده أن المجتمع بقطاعه العام والخاص ماذا قدم للثقافة وهذه المناسبة للحديث عن هذه الاقتراحات بانشاء وزارة للثقافة تلم شعث هذه الجهود الثقافية المبعثرة بين جهات يصعب التنسيق بينها وتكرار المواضيع المعروضة في كل مناسبة وتكرار الأسماء, وتجديد حركة النشر واستغلال هذه المناسبة لاقامة معارض للكتب, والزام القطاع الخاص بالمشاركة في دعم الثقافة المحلية وتقديم أشياء ملموسة على شكل جوائز أو مشاريع ثقافية وغيرها تتناسب مع الحجم الهائل لثروات هذا القطاع والتي لم يحضرها من الخارج فهو بهذه المشاركة الرمزية لم يرد جزءا تافها لا يكاد يذكر أمام ما أخذ من خيرات هذه البلاد وأهلها, وألا يتخذ من هذه المناسبة وسيلة دعائية للحصول على فوائد مالية ومكافآت, أيضا أتمنى أن يتم تفعيل دور ثقافة التوعية الجادة وأن يتعدى دور المثقفين مجرد الحضور الرمزي والمتابعة والتعبير عن المشاعر فقط وأن تصل جميع الأصوات بمختلف توجهاتها الى المجتمع دون تحيز لفئة أو لاتجاه على آخر والمثقفون قدموا كل ما لديهم والكرة الآن في ملعب المؤسسات الثقافية والقطاعين العام والخاص ليدعم هذه الثقافة وانتشالها من حالة الجمود التي تمر بها.
** تداخل مناسبة اليوم الوطني واختيار الرياض عاصمة الثقافة العربية كيف ترى هذه المناسبة؟
* قال اليوسف: أرى أنها مناسبة لن تتكرر حيث تمر الرياض في عام 2000 انها عاصمة الثقافة العربية ويكون اليوم الوطني أيضا في منتصفها الثاني بداية واحد الميزان وهذه فرصة لنا للحاق أو للتعويض عما فات في الأشهر التي مضت ولم نكن مبرزين أو حاولنا أن نعطي شيء من جوانبنا الثقافية نحن نمتلك في بلادنا ولله الحمد هذا التوحيد الذي لم هذا البلد على أساس العقيدة قبل كل شيء وجعل من هذا الوطن ومن يسكن هذا الوطن صفة انه بلد اسلامي خالص تماما بشكل يحسدنا عليه كثير من البلدان القريبة والبعيدة، كل هذا ينعكس على الوطن ويجعل ثقافته سماوية وانسانية تهتم بالانسان بكل لغاته وكل أديانه وكل شعوبه ولهذا كان من المفترض ان نستغل هذه المناسبة لإبراز كثير من الجوانب الثقافية التي هي فعلا اسلامية انسانية سواء في الشعر في القصة في الرواية في المسرح في الفن التشكيلي في جوانب كثيرة في مجال الثقافة,
ومعرض ا لكتاب قد يتوافق مع اليوم الوطني أو بعده بقليل ولكن هذا المعرض الذي ستقيمه جامعة الملك سعود هل فعلا ستقيم على جانبه كثيراً من الندوات والمحاضرات واللقاءات وأشياء تهم المثقف وتبرز جوانبنا الوطنية؟ أيضا كنا نتمنى أن لا يكون لدينا فقط برنامج اعلامي مسموع في التلفزيون السعودي وبرنامج وحيد لا يغطي كل جوانبنا الثقافية، نحن كثيرا ما نسأل عن المسرح,,, والمسرح,,, والمسرح, المسرح في هذه المناسبة غائب، كان من المفترض أن يكون لدينا عرض شهري مسرحي ويكون المسرح فعلا فيه نصوص كثيرة تتواكب مع النص الثقافي المفتوح، ويهم كل المواطنين وكل الشعوب العربية وكانت فرصة كبيرة لاطلاع كثير من الدول العربية على ثقافتنا لو عرضنا اثني عشر نصا في العام مثلا,
أيضا هل استفدنا من التجارب العربية لزياراتنا واعطائنا شيئا مما لديهم من ثقافة وأيضا هم هل استفادوا من تجربتنا هذه أيضا لم نفعلها، أيضا المطبوعات اكتفينا باصدار شهري فيه جداول وبرامج ولكن بعضها كانت سابقة ومبرمجة وحسبت على العاصمة الثقافية وهي ليست من ضمن برامج العاصمة الثقافية لأنها تتبع كثيرا من الجهات الحكومية.
وكما أشار الأستاذ عبدالله اللحيدان قضية المؤسسات قد تكون في أحيان كثيرة تعتمد على أشخاص والفرد لوحده لا يكفي والمؤسسة لديها قدرات مالية وادارية ولديها قدرات الاستفادة من القطاع الخاص بشكل قد يكون بعضها اجباري لخدمة الثقافة, التطلعات كثيرة والمناسبة أيضا كبيرة لكي نبرز نشاط انسان هذا الوطن.
** بالنسبة لغياب التنسيق بين المؤسسات الثقافية وبين المؤسسات والمثقفين أنفسهم هل ترى أن هناك حل معين؟ وكيف نتداركه فلدينا الآن مناسبتان جميلتان في الحقيقة نعيشهما الآن، ما هي وجهة نظرك في هذا الموضوع؟ بودي أيضا أن نقرب للقارئ السؤال: هل هي قضية المبدع أم قضية المؤسسات أم هي قضيتهم معا,,؟
* قال الأستاذ الروائي الحميدان على هذا السؤال: هي في الحقيقة قضية وطنية قبل أن تكون قضية أشخاص أو أفراد، لأن المناسبة الوطنية هذه كانت تحتاج منا جميعا أن نركز الجهود ولا سيما التكاتف فيما بين المؤسسات الثقافية والمبدعين ولكن مع الأسف المؤسسات الثقافية لم تؤد الدور الذي كان ينتظر منها في مثل هذه المناسبة أو المناسبتين وكنا نتوقع عندما أعلن عن هذه المناسبة وتسمية الرياض عاصمة الثقافة العربية أن تكون هناك جهات أعدت لهذه المناسبة ولكن الذي حصل ان كل جهة كانت تعتمد على جهة أخرى ولهذا السبب ضاع التركيز ولم تحدد جهات معينة للقيام بما كان يتطلب منها ولا ألوم المبدع لأن المبدع لم يجد أي دعوة من المؤسسات وان كان هو على استعداد للاستجابة أي ان المبدع لم يجد من يدعوه للمشاركة في مثل هذه المناسبة وهو ما كان يتوقع أن يكون له دور يقوم به, والذي حصل هو التهاون واعتماد كل جهة على أخرى مما أدى إلى أن تمر كل هذه الشهور الطويلة دون أن نلمس ذلك النشاط الذي كنا نتوقعه سواء عن طريق المحاضرات أو عن طريق المسرحيات أو عن طريق الندوات أو حركة اعلامية ثقافية تناسب وتواكب هذه المناسبة وأعتقد انه ما زال لدينا الوقت وان كان قليلاً لنؤدي ما علينا وأن تقوم المؤسسات الثقافية بدورها الفاعل في هذه المناسبة ونرجو ان يحصل هذا في الأيام القليلة قبل انتهاء هذه المناسبة.
** ما هي أوجه النشاط التي يمكن أن تقوم به المؤسسات؟؟
* ذكرت عدة جوانب منها عن طريق محاضرات وعن طريق طباعة كتب والندوات بالاضافة الى الوسائل الاعلامية كالصحافة التي هي على استعداد لأن تنشر أي شيء عن هذه المناسبة, انما المؤسسات الثقافية هي التي يجب ان تهيئ لمثل هذه المناسبة على الأقل وكمثال اقامة معارض كتب فنحن لا نلمس في الرياض بالذات أي نشاط لمعارض الكتب والذي حصل في جدة هو عمل تسويقي ليست له علاقة بهذه المناسبة بالاضافة الى المفكرين انهم كانوا مدعوين أن يتفاعلوا مع هذه المناسبة ولكن مع الأسف قد أجد لهم العذر لأنه لم يُدعَ أي منهم من قبل المؤسسات الثقافية.
** كيف نعمل هذه المناسبة وكيف نوصل صوت المثقف للجهات المختلفة من خلال هذه المناسبة؟
* قال د, سلطان القحطاني: أولاً: هناك سؤال يطرح نفسه دائما, ماذا يحدث للمواطن في اليوم الوطني, اليوم الوطني للاسف لم يترجم للشباب أو للمتلقي بشكل عام ماذا يحدث كل ما هنا لك انه تكرار للعام السابق والعام السابق تكرار للذي قبله وهكذا اما قصائد وطنية أو بعض العروض أو بعض الأشياء التي لا تمس حياة الانسان اليومية هناك مائة حاجة تمس حياة الانسان اليومية حتى يعرف ماذا يحدث في اليوم الوطني نحن حضرنا عدة أيام وطنية في بلدان أخرى وجدنا انها عن اليوم الوطني وما يتفاعل مع الانسان ابن الشارع والمثقف والانسان العادي في كل ما يعرض من الاعلام الى المقالات الى الابداعات الى المسرحيات الى كل شيء لو عرف الانسان قيمة هذا اليوم لتفاعل معه فان يمر هذا على الانسان كأنه يوم عادي لم يركز فيه لأنه لم يتعرض لحياته, هذا اليوم الوطني في هذا العام له نكهة خاصة لأنه يتزامن مع الرياض عاصمة الثقافة وعاصمة عربية ثقافية ثم يتكرر نفس السؤال ماذا يعني العام الثقافي, العام أوشك على ان ينتهي ونحن في الربع الأخير منه الآن وهو لم يتغير عندنا أي شيء مواسمنا الثقافية هي، هي، وكما نحن لم نتغير، اعطوني جدولا يبين ماذا صدر واسأل النوادي الأدبية وأين النشاط الجامعي وأين النشاط الطلابي بشكل أو بآخر, ولهذا أرى اننا لم نحقق شيئاً مميزاً واننا ما أشبه الليلة بالبارحة.
** السؤال موجه أيضا للشاعر عبدالله اللحيدان بأن هذه المناسبة لم توصل صوت الأديب والمثقف والمهتم الى المسؤول والسبب يعود الى ما يضخ من كمية أحاديث وافرة عن المناسبة والتي يغلب عليهاالطابع الاحتفالي الاحتفائي؟
* قال الشاعر اللحيدان: أعتقد ان المشكلة لها عدة جوانب الجانب الأول، يقع في قنوات الاتصال، قنوات الاتصال بين صوت المثقف والمسؤول، وكما نعرف ان المسؤول مسؤولياته كبيرة ومشاغله كثيرة جدا ولا يستطيع الاطلاع على كل شيء ومتابعة كل شيء فقنوات الاتصال ماذا تريد أن توصل للمسؤول وهل توصيلها انتقائي, هل هو قائم مثل ما يتم في المناسبات حيث تتم المشاركة وفق معايير لا علاقة للثقافة فيها يعني عندما يدعي شخص المشاركة في مناسبة ثقافية أو في وضع برامج لها أو الاشتراك في لجنة، أظن انها تتبع الشللية والمحسوبية والوجاهة والمصالح والعلاقات العائلية وليس الوضع الثقافي وحده بل هو مرض اجتماعي شامل, عملية ايصال الصوت للمسؤول الآن الكرة في ملعب وسائل الاعلام لأن وسائل الاعلام هي التي توصل الصوت فما هي المعايير التي تتخذها وسائل الاعلام لايصال هذا الصوت الى المسؤول، ما المعايير التي تتخذها الجهات التي تختار مما ينشر وتوصله الى المسؤول, فهناك فجوة في قنوات الاتصال بين المسؤول وبين المجتمع أو الصوت الثقافي في المجتمع هذه أعتقد انها الخطأ الأول، الخطأ الثاني أن طرح المثقفين يكون ذا طابع احتفائي لا يزيد في كل مناسباتنا الثقافية عن التعبير عن الشعور بالفرحة والسعادة والحبور واهداء التحيات ليس هناك فكر جاد يجادل التاريخ، يجادل الحاضر، يجادل الماضي، ويضع تصورات للمستقبل بناء على هذه المجادلة ويضع أمام المسؤول أشياء تثير ما ينبغي ان يثار بالنسبة لنقاط تواجه المستقبل.
أيضا هناك صوت ثقافي، وصوت اجتماعي، وصوت في الحقيقة مسيطر وله الغالبية ولكنه في الحقيقة مغيب وهو صوت الشباب، وصوت الأجيال الجديدة تلاحظ ان الصوت البارز هو صوت الشيوخ، الشيوخ عندنا الآن يسوقون الماضي ويمثلون الماضي ويقتلون الحاضر والمستقبل ولايعطون فرصة للشباب لايصال صوته الثقافي وتطلعاته الجديدة ومواقفهم من المستقبل.
هذا يخلق نوعا من الخلل في الرسالة الثقافية التي تصعد الى المسؤول الذي يتخذ بناء عليها قراراته كذلك عملية الفهم العام الاجتماعي للثقافة المجتمع يعتقد ان الثقافة فقط منقولة وهنا دور وسائل الاعلام في عملية ايصال جميع هذه الأصوات دون تحيز لفئة دون فئة أو لشخص دون آخر أو اتجاه دون اتجاه.
** نود ان نسألك أستاذ عبدالله ما هو المطلوب أيضا في هذه المناسبة؟ هل هناك فكر معين يمكن أن يوظف في هذا السياق؟
* ما يسمى فكر هو ثقافة تستخدم الألفاظ والدلالات المباشرة، وما يسمى ابداعا ثقافة تستخدم الصورة والرمز والايحاء والدلالات غير المباشرة، وهدف الثقافة الانساني والحقيقي هو التثقيف والتوعية والتطوير والتنوير ورفع درجة الانتماء الى الانسانية والالتزام بها والحث على ذلك, والثقافة بوجه عام تقوم في هذه المناسبة وفي غيرها ما لديها,, ولكن السؤال ما هو الذي قدمته المؤسسات لها من دعم وتشجيع، وما الذي قدمه لها المجتمع بقطاعيه العام والخاص, وحتى لا يكون الكلام تعميما حول متطلبات الثقافة وما يريده المثقفون، فانني أعيد مقترحات سبق أن اقترحتها في حوارات صحفية سابقة من اهمها.
1 انشاء وزارة للثقافة تلم شمل الأنشطة الثقافية المبعثرة بين عدد من الجهات التي يصعب التنسيق بينها.
2 اعادة وإحياء وتطوير وتجديد وتفعيل دور المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب وجمعية الثقافة والنوادي الأدبية.
3 الحرص في كل مناسبة على تقديم الجديد انتاجا واسماء وليس التكرار في المواضيع والاسماء التي أكل عليهاالدهر وشرب.
4 ان يتعدى دور المشاركة بالنسبة للمثقفين رجالا ونساء مجرد الحضور الرمزي والمتابعة والتعبير عن المشاعر فقط، وان تصل جميع الأصوات بمختلف توجهاتها الى المجتمع دون تحيز لفئة أو لاتجاه دون آخر.
5 الزام القطاع الخاص بالمشاركة في دعم الثقافة المحلية وتقديم أشياء ملموسة على شكل جوائز ومشاريع ثقافية وغيرهاو تتناسب مع الحجم الهائل لثروات هذا القطاع والتي يحضرها من الخارج، فهو بهذه المشاركة الرمزية انما يرد جزءا تافها ولا يكاد يذكر مما أخذ من خيرات هذه البلاد وأهلها.
6 ألا يتخذ من هذه المناسبة وسيلة دعائية للحصول على فوائد مالية ومكافآت.
7 ان يتم تحجيم المشاركات الانفعالية الخطابية التي تقوم على التطبيل والزغردة، وتفعيل دور ثقافة التوعية الجادة.
8 ان يتم التعامل مع المناسبات الثقافية مع اليوم الوطني بما يليق بها وبه حضاريا وبما يتجاوز المناسبة والشعار الى ما هو أعمق، فلا يتم التعامل مع اليوم الوطني كما يتم التعامل مع أسبوع المرور مثلا.
* سؤال أطرحه على الأستاذ خالد اليوسف يتلخص في أهمية التخطيط للمناسبة,, لماذا تنجح حملات التوعية,,؟ فيما تظل مناسبة عظيمة مثل هذه المناسبة غائبة عن الاهتمام؟
** أجاب اليوسف قائلا: كما نقوم بتخطيط الحملات مرتبة ومنظمة وتمكث كثير من الجهات أشهراً عدة للاعداد لقيام هذه الحملة أعتقد انها لزيادة جرعة الوعي وهذا الوعي شيء من الثقافة العصرية قبل فترة كان هناك حملة أمنية للوطن والثقافة أمن، يصبح بها الانسان عنده نظرة لحياته اليومية والمستقبلية وهذه الفرصة لنا في هذه الفترة القادمة حتى نجعل لهذه الحملة ميزانية مالية لتكون لها أبعاد في كثير من الجهات سواء كانت الرسمية أو الشعبية أو التعليمية أيضا وهذه مهمة خاصة انها تزرع في فئات تبتدىء من مراحل النمو وتتدرج مع هذا الطفل والفتى والشاب الى أن يكون رجلا واعيا وهذه مهمة جدا.
** وحول هذا السؤال أجاب الروائي الحميدان قائلا: أظن أن من الأشياء التي نهملها كثيرا هي عدم وجود التخطيط فنحن لا نضع أمامنا خطة واضحة لأي عمل نريد أن نعالجه أو أن نفعله، وكما قال الزميل خالد مثلا عن المرور أو المشاكل المرورية التي تحصل أعتقد انه من الضروري أن تكون هناك خطة واضحة وتوعية كاملة وهذه يتضافر على ايجادها وسائل الاعلام والمثقف والمتعلم في نفس الوقت فعدم وجود الخطة هو الذي يجعلنا دائما نفاجأ بأننا لم نعمل ما كان مطلوباً منا، وأتصور في الحالات التي نعيشها أن نبدأ من المدرسة أو من المنزل وأن تبدأ وسائل الاعلام من المدرسة ومن المنزل أي أننا نجعل الطالب بصرف النظر عن مستواه سواء ثانوي أو أكثر أو أقل يكون متجاوبا أو مستوعبا ماذا يراد للمستقبل في وطننا وافتقاد هذه الخطط هو الذي يجعلنا في تيه وكل واحد يتصور انه هو الذي يجب أن يعمل ولكنه لا يجد من يعينه أو من يساعده على أن يكون منتجاً فوضع الخطط هي من مشكلاتنا القائمة مع الأسف وضعف التربية وهي من العقبات التي تؤدي الى عدم نجاح الأشياء التي في ذهن المسؤولين أو المثقفين فنحن دائما ما نحتاج الى وضع خطط مدروسة قبل أن تدهمنا المناسبة فنجد أننا لم نقم بما هو مطلوب منا والمثقف لا يستطيع أن يفعل شيئاً ما لم توجد له العناصر التي تساعده من أن يكون فاعلا ويؤدي دوره الوطني والاجتماعي ولهذا السبب أكرر أن عدم وجود البرامج المدروسة هو من الأسباب التي تؤدي الى التخبط وبالنسبة للثقافة أرى أننا مازلنا ندور في حلقة مفرغة وذلك لأن عدة جهات تتوزع مسؤولية الثقافة وهناك الأندية، وهناك الجامعات، وهناك رعاية الشباب، وهناك وزارة الاعلام، وأرى انه من الضروري المبادرة الى ايجاد جهة مسؤولة عن الثقافة في البلاد سواء وزارة أو وكالة أو أي نوع من التسمية المهم انها تكون هي المسؤولة عن المناسبات الثقافية لأن المناسبات الثقافية لها دور كبير والثقافة تشمل كل دور للتطوير والانفتاح على المستقبل والثقافة لا تشمل فقط الأنشطة التي نعرفها وانما أيضا نشر الوعي بين المواطنين وهو عمل كبير ومستمر ولا يتوقف عند مناسبة معينة لذا أكرر أن نفكر جديا في تسمية جهة مسؤولة عن الثقافة والوعي حتى نتفادى ضياع الوقت وعدم الفاعلية المطلوبة.
** د, سلطان بوصفك مثقفاً وأستاذاً جامعياً نود الاجابة على السؤال الذي يقول بأن المثقف غير متفاعل مع المناسبات وغير متفاعل مع القضايا الثقافية نود منكم توضيح هذه النقطة؟
* المثقف ليس غائباً ولكنه مغيب، وكثير منهم كان يطلب أن يشارك في المناسبة الفلانية نعم انني لست احتفائيا ولا أؤمن بالأشياء اليومية كيوم المرور فيجب أن يكون عندنا وعي وان نضع الخطة ونحميها ونراعيها ويجب أن نتكاتف، فالنقص عندي يكمله الآخر لكن اذا كان كل يعمل على شاكلته فأعتقد ان هذا هو الذي ضيع كثيراً من الآراء وضيع كثيراً من النقاط التي يمكن ان نخرج منها بنتيجة، فالمناسبات يود المثقف أن يشارك فيها ولكن أحيانا قد لا يجد له سبيلا ان يشارك فيها واتفق مع الأستاذ عبدالله اللحيدان ان هناك بعض الأشياء هكذا ونحن نريد أن نخرج بدماء جديدة, فالمثقف الحق لا أعتقد أنه غائب بل مغيب.
** الشاعر عبدالله اللحيدان لدي سؤال يتعلق بأسباب نجاح بعض الحملات المرورية يوم الأم يوم الشجرة,,الخ,, لماذا لا تنجح في الثقافة لماذا لا تنجح هذه الحملات الثقافية بينما الحملات الأخرى، الحملات الأمنية، الحملات الوطنية تنجح ما السبب في ذلك؟
* السبب الرئيسي ان الحملة المرورية أو أي حملة صحية يتولاها أصحاب العلاقة المتخصصون فيها، عندنا الحملات الثقافية مجازا فحملة الثقافة الوطنية تلاحظ انه لا يتولاها المثقفون الجادون العاملون ولو نظرت الى اللجان لوجدت فيها نسبة بسيطة جدا من المثقفين والذين دعوا فقط لوجود علاقة معينة ولوجود تنسيق مسبق لا علاقة له بالثقافة، فكيف تنتظر نجاح شيء لا يتولاه متخصصون فيه؟؟ هل الشخص الذي يخطط للثقافة ويعمل لها برامج ويرفع توصيات ويشرف على تنفيذ فعالياتها ليس في الساحة الثقافية ولا يعرف هموم الساحة الثقافية ولا يعرف مشاكل الساحة الثقافية ولا يعرف أبعادها الاعلامية وليس لديه إلا فكرة بسيطة من خلال الاطلاع، كما يطلع أي قارىء وهذا هو سبب المشكلة، تأتي النتيجة ان الشيء المطروح لا يعكس التطلعات ولا يعكس التوجهات ولا يعكس حتى الواقع الثقافي هذا تلاحظه مثلا في مناسباتنا جميعا ينصب الاهتمام على الاحتفال بالماضي وبالتراث وكأن الأمة بلا حاضر ولا مستقبل بينما المطلوب هو المقارنة بين الماضي والحاضر للاستفادة من ذلك في مجادلة الحاضر وبناء المستقبل، نلاحظ أيضا بروز الأزجال الشعبية والفولكلور العام في كل مناسبة ثقافية وطغيانها على الحدث الثقافي وعلى التظاهرة الثقافية وكأن الجميع عوام ولا يجيدون القراءة والكتابة وليس لهم علاقة بالثقافة ولا يطمحون الى تعلم الفنون والآداب وتذوقها فالآن المشكلة تنبع من وجود التخصص أو تولي المتخصص دائما يتولى الموضوع الثقافي أشخاص غير متخصصين وهذا سبب فشلها.
** كما علق القاص اليوسف على هذا السؤال قائلا: قد اختلف مع كثير من الآراء لماذا لا تكون لدينا وزارة للثقافة ترعى وتتولى وتترجم وتقولب لكن هل وزارة للثقافة تنجح في انجاح هذه الطموحات والتجارب والمطالب والآراء وتطلعات الوطن عامة أقول: نحن نتميز عن غيرنا كثيرا ولذلك نتحمل مسؤولية هذا التميز لماذا؟ قد تكون ست أو خمس جهات حكومية رسمية تتولى هذه الثقافة وقد يكون المجلس الأعلى للثقافة كأمانة عامة تجمع كل هذه الجهات اذا كانت وزارة الاعلام ووزارة المعارف والرئاسة العامة لرعاية الشباب أيضا والحرس الوطني أيضا ووزارة التعليم العالي إذن كلها تتحمل مسؤولية هذه الثقافة أحيانا تضيع قضية ما بين هذه الجهات الخمس لذلك الأفضل ألا تكون وزارة تضاف الى هذه الجهات وتعد حملاً آخر وأعتقد كأمانة عامة تتولى التنسيق بين هذه الجهات,
الرئاسة العامة لرعاية الشباب تتولى كل مسؤولية الشباب وكل ما يحلمون سواء في الثقافة أو الرياضة ومجالات كثيرة شبابية، ولكن الأمانة العامة وكانت سابقا المجلس الأعلى للثقافة أو المجلس الأعلى للشباب أو المجلس الأعلى للتربية والعلوم تتبع وزارة المعارف.
ولكن الآن لو أحدث مجلس يجمع كل هذه الأشياء وكان خطط لهذه المناسبة قبلها بسنة أو سنتين حتى تنجح وتكون فعلا مناسبة نفتخر بها وان شاء الله نفخر بشيء مما كان فيها وكنا نتمنى ونطمح أن كل ما فيها يعد ناجحا، وكثير ما فيها يعكس تطلعاتنا, وأنا أتمنى لهذه الأمانة الأمانة العامة للثقافة أو المجلس الأعلى للثقافة أن يجمع ويكون همزة وصل بين الجهات الخمس.
** بالنسبة لنجاح الحملات الأخرى وفشل الحملات الثقافية؟؟ ما رأيكم؟؟
* المناسبات الأخرى ترعاها جهات بحجم هذه المناسبات مثلا أسبوع المساجد ترعاه جهة مخصصة ومسؤولية العمل بحجم هذه الجهة والمناسبة ولكن الثقافة واسعة فنجدها تضيع بين هذه الجهات الخمس ولكن لو وضع مجلس أعلى سينسق بين هذه الجهات.
* وأضاف الروائي الحميدان قائلا: قضية فشل المشروع الثقافي لدينا فيما الحملات الأخرى يكتب لها النجاح مثل حملات التوعية، حملات الأنشطة الانسانية، اؤكد هنا على نقطة قالها الأستاذ خالد اليوسف وأشار فيها الى وجود خمس جهات ترعى الثقافة يؤدي الى شيء من الاعتماد على الآخر من قبل كل جهة والضحية يكون المشروع الثقافي بشكل عام، فأرى من الواجب أن تكون هناك جهة واحدة ترعى الثقافة لأن توزيعها بين عدة جهات حكومية أضر بها وجعلها كما نرى لا تجد العناصر للقيام بمسؤولياتها, هناك نقطة مهمة يجب أن نلاحظها أيضا وهي حتى الحملات الأخرى غير الثقافية هي أيضا لم تحقق كل ما نرجو منها فالجهات المرورية ما زلنا نرى الحوادث المميتة والمخيفة ونقرأ عنها في الصحف وأكثر الموتى مع الأسف بسبب حوادث مرورية ولهذا السبب لا أرى أننا نجحنا حتى الآن في الحملات المرورية وما زالت ضعيفة النتائج, والسبب انه لا يوجد تعاون فعلى ما بين المنزل والجهات الأخرى والتعاون يجب أن ينبثق من المنزل وينتقل الى المدرسة أي أن الطالب يجب أن نعطيه فكرة عن الوضع السليم لحوادث المرور وأسبابها ونتائجها ومثل هذه الحملة التي تبدأ من البيت والمدرسة قبل أن تتولاها وسائل الاعلام هي الخطوة الأولى لأي عمل فاعل والثقافة في نفس الوقت هي عملية نشرالوعي، ونشر الوعي يجب أن يكون عن طريق تواجد الكتاب أو تشجيعه في المنزل أي يكون هناك احتفاء بالكتاب وبالوسائل الثقافية الأخرى في المنزل وفي المدرسة ومسؤولية الأساتذة في المدارس أن يهيئوا أذهان الطلبة لتقبل مثل هذه الوسائل الحضارية.
مع الأسف نلاحظ ان القنوات الفضائية تأخذ اهتماماً زايدا من الجمهور ويكون من يقوم بالأعمال الفنية هم المثل الأعلى لهم من الممثلين، وكما ذكرت في المقالات أن المذيع أو الممثل ليس هو الشخص الذي نستقي منه الوسائل الحضارية لأنه انسان عادي يخطىء كغيره لكن ضعف الوعي أدى بالجمهور أن يتأدب بهذه الوسائل التي هي ليست على المستوى الثقافي المطلوب اذا فيجب ان نتفق ان الخطط التي نسعى الى ادراجها يجب أن تنبثق من الأسرة قبل أن تنتقل الى الوسائل الاعلامية والأسرة والمدرسة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع واذا لم نهتم بتهيئة هذه العناصر أو اعطائها ما تحتاج له من وعي فلن ننجح في أية مناسبات من هذا القبيل.
ونحن نعرف أنه ما زال لدينا بالمنزل ضعف وهذا الضعف لابد أن نغطيه بزيادة الجرعات المعرفية يتولاها الأب والجيل الجديد من المتعلمين من الجنسين في المنزل.
** د, سلطان ما رأيكم حول هذه النقطة؟
* أعتقد ان النية الصادقة هي التي تترجم النجاح دائما من أي جهة تتولى مسؤولية الثقافة اذا كان من يقوم بمسؤولية الثقافة ذا نية صادقة وهمه أن يقدم ثقافة صادقة وان يأخذ بأيدي الآخرين فأعتقد ان النجاح سيكون حليفه ان لم يكن كاملا والقصور من الانسان دائما.
ثانيا: لا أكون متفائلا كثيرا لكني ضد التشاؤم دائما الذين يقولون ان ثقافتنا لم تحقق تقدما أعتقد ان هذا فيه شيء من الاجحاف خاصة في الست سنوات الأخيرة، وأرى أن ثقافتنا انتشرت وان القارىء موجود والدليل على ذلك انك تجد دوراً كبيرة ومكتبات كبيرة عامرة كلفت الملايين وأعتقد انه لم يتكلف أصحابها اذا لم يكن هناك مردود، ثم أضف الى ذلك ان هناك احصائية تقول ان الكتاب السعودي الجاد وجد رواجا في المعارض الدولية وكذلك يسأل كثير من الناس خارج المملكة عن كثير من المثقفين السعوديين وعن كتبهم وكذلك يريدون أن يعرفوا ثقافتنا ويقرأوا ما كتبنا.
شيء آخر أميل اليه هو التعددية الثقافية وألا تكون هناك جهة واحدة مسؤولة عن الثقافة والتنافس بين الجهات وبين المثقفين هو الذي يظهر الأعمال الجيدة ويبقى القارىء هو الحكم, والمثقف عندنا حتى أنصاف المثقفين أصبح لديهم القدرة الانتقائية للأعمال الجيدة ونحن ثالث دولة عربية ناشرة وتصدير كثير من الكتب واتحاد الناشرين العرب سيقوم باحتفال لأفضل عشرة كتب عربية تم توزيعها حيث تجاوزت طبعاتها خمس طبعات من ضمنها كتاب حياتي في الادارة للدكتور غازي القصيبي الذي طبع طبعات عديدة وهذا يدل على ان ثقافتنا فعلا انتشرت في الدول العربية وان صانع الكتاب اذا أخلص في عمله فان كتابه يصل الى كثير من الدول العربية وهي مهمة أن صوتنا يصل خارج المملكة, ومعارض الكتب أيضا وسيلة لأن توصل هذا الصوت وهذه الثقافة التي ندافع عنها ونحاول أن نبرزها أيضا.
بالنسبة للوعي منذ عشر سنوات كان واحد في الحي فقط يبحث عن الجريدة اليومية الآن كل بيت يبحث عن الجريدة اليومية وهذا دليل على الوعي خاصة وانه يختار اختياراً مقنناً وليس اختياراً عشوائياً ويعرف ان هذه الجريدة فيها كذا وكذا، هذا أيضا دليل على الوعي والقدرات التي وصلت بهذا الانسان أن يكون مثقفا وقارئا ومتابعا والأدلة كثيرة على أن الوعي الثقافي بدأ يظهر أكثر.
** الأستاذ ابراهيم الناصر الحميدان هل تغير الاحتفال باليوم الوطني، هل تراجع، هل سجل حضوراً مميزاً هل تحسن سياقه في سنوات معينة؟
* ما زال الموضوع غائماً في أذهان أكثر الناشئة لأننا لم نعطهم الأشياء الملموسة أمثلة على ذلك، نحن الآن نعيش في أمان ولكن لم نعط الجيل صورة كاملة عما كان يحدث في الماضي وهذا لا يجب أن يكون، وسائل اعلامية غير مركزة انما يجب أن نعطي أمثلة، وأود أن تكون على شكل أعمال تسجيلية فما زلنا في اليوم الوطني نعرض أعمالاً تسجيلية قديمة جدا وليست في المستوى المناسب مثل الغزوات أو لمحات ومشاهد عن بعض المعارك وغيرها بينما يجب أن تكون هناك معاصرة للأحداث أي أن تصاغ باسلوب جديد وحديث بحيث تكون مقنعة وفي متناول من يريد أن يبحث عن الماضي بالنسبة للتراث كما ذكر الأستاذ عبدالله هو مهم جدا وانما هذا لا يعني كما قال ان نركز على التراث وننسى مستقبلنا، فاليوم الوطني مثلما ذكرنا هو مناسبة نعيشها يوما واحدا فيجب أن نعطيها حقها من الانتشار والتركيز وهذا لا يمنع أن نحتفل بحاضرنا ومستقبلنا.
وكما ذكرنا وسائلنا الاعلامية ما زالت ضعيفة في هذه المناسبة والسبب ان المبدعين لم يعطوا العناصر التي تشجع على الأعمال الدرامية والتسجيلية التي تعكس ما يؤثر على القارىء أو المشاهد للقنوات الفضائية بمعنى أن التوثيق يجب أن يكون في مستوى المناسبة وأن يعطي المبدعين العناصر التي يحتاجونها وهم كثير وموجودون والحمد لله ولكنهم يحتاجون اعطاءهم العناصر التي تشجعهم على اعطاء الانطباع الجيد عن مثل هذه المناسبة.
** نود أن نسأل الشاعر عبدالله اللحيدان عن تداخل مناسبتي الرياض عاصمة العرب الثقافية، بمناسبة اليوم الوطني للمملكة هاتين المناسبتين العزيزتين على قلوبنا,, كيف يتسنى لنا تسليط الضوء على أبرز الملاحظات التي تسهم في نجاح هذه المناسبة وتحقيق أهدافها المرجوة,,؟
* هل المدة المتبقية كافية لتدارك أوجه القصور والنقص في التسعة أشهر المنصرفة، وهل ما تم فعلا يجسد ما يجب أن يتم في مثل هذه التظاهرة الثقافية، وهل ما تم كان عبارة عن احتفالات كرنفالية فقط,, أم أنه كان مشاركة حقيقية في تظاهرة ثقافية عامة ذات طابع فكري وابداعي.
الملاحظة الأولى: في هذه المناسبة، كما في مناسباتنا الثقافية الأخرى، كانت هناك احتفالات فولكلورية محلية لا علاقة لها بالمناسبة اذن اختيار الرياض كان كعاصمة للثقافة العربية القائمة على الهوية العربية الواحدة وهي اللغة الفصحى وليست الثقافة المحلية, فما دخل الأزجال الشعبية فيها.
الملاحظة الثانية: ان معظم ما طرح في وسائل الاعلام من مشاركات كان لا يعدو التعبير عن الفرح باختيار الرياض، وكان اختيار الرياض كأن انجازا، فقد سبقتها عواصم عربية أخرى كبيروت ودبي، والرياض، انما أخذت دورها مع العواصم العربية الأخرى، ولم ترق معظم المشاركات الى مستوى يجادل ويفعّل دور الثقافة.
الملاحظة الثالثة: كما في مناسباتنا جميعا، انصب الاهتمام في هذه المناسبة علىالاحتفال بالماضي وكأننا أمة بلا حاضر ولا مستقبل، بينما المطلوب هو المقارنة بين الماضي والحاضر للاستفادة من ذلك في مجادلة الحاضر وبناء المستقبل.
الملاحظة الرابعة: ان البرامج تم التخطيط لها دون علم أو مشاركة من المثقفين الحقيقيين الفاعلين في الساحة، وتم الاعلان عنها في نطاق ضيق لا يتناسب حتى مع الطابع الاحتفالي الذي طغى على الخطاب الثقافي وكرس الخطابية الرنانة والتطبيل للمناسبة والفرحة بها,, من أجل التطبيل والتعبير عن الشعور بالفرح فقط.
الملاحظة الخامسة: كما في مناسباتنا جميعا، تمت المشاركة في هذه المناسبة وفق معايير لا علاقة للثقافة بها، كالشللية والمحسوبية والوجاهة والمصالح المتبادلة والعلاقات العائلية,, وهو ليس مرضا ثقافيا فقط، بل مرض اجتماعي شامل عندنا .
ولا أنكر وجود بعض الأوجه الايجابية، ولكن لم يبق سوى ثلاثة أشهر ولا وقت للتخطيط لها، وبقى فقط أن نتساءل:
1 ما الدعم الذي قدمته هذه المناسبة للثقافة والمثقفين، وهل كان لهم دور فيها.
2 هل فعلت هذه المناسبة دور الثقافة اجتماعيا، وهل وصل صوتها الى كافة طبقات المجتمع، وهل قامت حوارات فاعلة، وهل فهم المجتمع ان الثقافة من انتاجه وان من حق كل فرد المشاركة فيها والاستفادة منها والاستمتاع بها.
3 هل فعلت هذه المناسبة دور النشر وحركة النشر وتغلبت على عوائقها، كتوطين الكتاب المهاجر مثلا وعدم معاملة المؤلف المحلي كمتهم مما يضطره الى نشر انتاجه في الخارج ثم تهريبه مما يحقق له انتشارا مضادا، وتخفيف القيود الرقابية على حركة الكتاب وتخفيف الاجراءات الروتينية الطويلة التي يمر بها الكتاب المحلي قبل السماح له بالطبع والتوزيع ومنحه بعض المرونة التي تمنح لغيره، وتنظيم معارض للكتب الجديدة لا كتب التراث، والتوقف عن طبع وتحقيق كتب التراث للمرة الألف وتوجيه هذا الجهد المادي والمعنوي الى كتب الثقافة المستقبلية في آداب وفنون وعلوم وتقنية، وتلبية رغبات الشباب والأجيال الجديدة لا رغبة الشيوخ فقط، عدا أدب الأطفال المهمل تماما، وعدم الانحياز لفئة دون أخرى.
4 هل اتيحت الفرصة للشباب لتمثيل وتسويق الحاضر والمستقبل كما تتاح للشيوخ دائما، عندنا لتمثيل الماضي وتسويقه وقتل الحاضر والمستقبل، وهل اتيح لهم أن يقيموا حوارا فاعلا مع الأجيال السابقة للتعبير عن حاجاتهم وآمالهم وطموحاتهم في صياغة مستقبلهم وأخذ دورهم ومكانهم، وابراز تميزهم وذائقتهم وحسهم المتطور الجديد، والتعبير عن رؤاهم ومواقفهم الجديدة والمستقبلية، مما يرسخ قيم الحوار والاختلاف والمثاقفة الفاعلة.
5 هل فهم المجتمع ان الثقافة ليست الآداب والفنون فقط وانها كل ما يشكل تفكيره او سلوكه ومواقفه وقناعاته.
وقد كان المثقفون هناك يحلمون في ان تكون هذه المناسبة دعما لهم في ان يأخذوا دورهم الحقيقي في المجتمع في ظل كفاحهم الفردي وغياب دعم المؤسسات لهم، وفي ظل الامكانات الهائلة لهذه المؤسسات وفقدان توجيه هذه الامكانات صوب المسار الثقافي المستقبلي الصحيح والذي تغلب فيه المصلحة العامة على المصالح الشخصية العنيفة لافراد ينتفعون من بقاء هذه المؤسسات في جمودها ونومها العميقُ ويحلمون بأن يتم الانفاق على الحاضر والمستقبل بنفس هذا المقدار على الاقل الذي يتم فيه الانفاق على الماضي,, أي ان لا يكون الاهتمام بالماضي على حساب الاهتمام بالحاضر والمستقبل وكانوا يحلمون بتحويل بعض الدعم والتشجيع الذي يذهب الى مثقفي الخارج لا الى مثقفي الداخل لانتشال الثقافة المحلية ومثقفيها من حالة اليتم المزمنة.
* الاستاذ خالد اليوسف أود أن نتساءل,.
ألا ترى اننا تشبعنا بطريقة او بأخرى من تكرار هذه المناسبة لوجودنا في منطقة مدنية زائدة حضارة متوفرة بينما في مناطق اخرى كنجران او الحدود الشمالية نجد انهم مازالوا حريصين على المناسبات هذه حتى في المدارس في الصباح السلام الوطني الاهتمام بالنواحي الثقافية ألم تر ان المدنية عملت لنا نوعاً من الربكة او من تجاهل هذه المناسبات الجميلة؟؟
هذه النقطة التي تحدثت عنها وتحدث عنها الأستاذ عبدالله قضية الخطابة والاحتفال الارتجالي.
وبالنسبة للاحتفال في المناطق البعيدة عن العاصمة لم تتأثر بالقنوات الفضائية ومازال الاحتفال فيها طبيعياً وله مذاق اجمل وطعم أجمل.
فعلا الحياة العصرية اخذت منا هذا الطعم والآن مطالبة المثقف كيف يحتفل بهذه المناسبة اعتقد ان مسؤوليتنا اكبر من الاحتفال,, لماذا لا يكون هذا الذي يتم بداية مشروعٍ يخدم هذا الوطن مشروع ثقافي وكل في مجاله وتحقيق التراث بقالب عصري ليتواكب مع العصر.
وأجاب الروائي الحميدان حول هذا التساؤل قائلا:
هذه المناسبة تدفعنا الى ملاحظة خطيرة جدا قد لا نلمسها في المجتمع في السنوات الاخيرة هذه الملاحظة هي ضعف الانتماء الوطني، أي اننا مازلنا نظن ان كل شيء يسير على ما يرام بينما الشعور الوطني مازال ضعيفا وتحول إلى انتماء رياضي اكثر مما هو شعور وطني.
* إذا عملنا لكل فن من الفنون الأدبية يوم ذروة في هذه المناسبة للشعر يومه وللقصة يومها وللفن التشكيلي يومه وللرواية يومها وهكذا؟ أليس ذلك مفيداً وان يحضر جميع أهل ذلك الفن في ذلك اليوم.
في نهاية هذه الندوة لا يسعنا إلا الشكر للأساتذة د, سلطان القحطاني والاستاذ إبراهيم الناصر الحميدان والاستاذ خالد اليوسف والاستاذ عبدالله اللحيدان الذين اسهموا معنا في الحديث حول هذه المناسبة المتميزة التي تمر علينا كل عام.
|
|
|
|
|