| اليوم الوطني
*
لليوم الوطني في هذه البلاد سمة خاصة قل ان يكون لها نظير في أي مكان في العالم ذلك لأنه اليوم الذي ارتبط بأول وحدة عربية عرفها العصر الحديث على امتداد الوطن العربي من الماء الى الماء,, وهي الوحدة التي حقق بها جلالة الراحل العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه الانجاز الأهم على مستوى الوطن حينما تصدى بإمكاناته الصغيرة لمواجهة حالة التشرذم والتمزق التي كانت تعصف بالوطن آنذاك,, ليقرر بإيمانه بالله اولا ثم بارادة الزعيم الفذ اعادة صياغة وطنه تحت راية واحدة هي راية التوحيد,, وليأخذ هذا الوطن من اوضار النزاعات والخلافات والاقتتال التي كانت تتنازعه وتفتته الى جملة من الدويلات المتناحرة,, لينتظمها في اطار وطن واحد لا تغيب عنه شمس الحضارة.
واذا كان هناك من وصف هذا الانجاز الوحدوي الكبير بأنه معجزة فوق الرمال قياسا بتلك الظروف والمتغيرات الدولية التي واكبت بدء جلالته يرحمه الله بتنفيذ مشروعه الوطني الضخم فإن الملك المؤسس كان اول المؤمنين بانتهاء زمن المعجزات، وان الاوطان الحقيقية لا يمكن ان تبنى بضربة حظ او محض صدفة وانما تبنى بارادة الرجال وايمانهم وهو ما فعله عبدالعزيز وهو يقود قوافل التوحيد باتجاه تحقيق الوحدة الترابية وقبلها تحرير ارادة الإنسان من مواريث النزاع والخصومات والثارات التي ما كانت تنتهي الا لتبدأ من جديد.
كانت هذه الرؤية بكل ما تحمله من النضج هي القطب الذي انطلق منه طيب الله ثراه متسلحا بإيمانه العميق بالله أولا,, ثم ايمانه بدوره كزعيم وطني في استنهاض روح الوحدة في ابناء امته وتكريس بناء الوطن على اسس متينة وقد تعكس رؤيته لمسألة التوطين وهو لما يفرغ بعد من اتمام بناء الوحدة قدرته على الاستبصار واستشراف المستقبل ويقينه بأن البناء لابد وان ينطلق في اتجاهين متوازيين هما التوحيد والتنمية.
لقد انجز هذا الزعيم الخالد واحدة من أروع ملاحم العرب الوطنية في العصر الحديث واستطاع ان يتجاوز بوطنه كل المحن والعواصف التي كانت تهب من حين لآخر على الساحة الدولية ولم يشأ ان يضع سيفه او يترجل من على صهوة جواده، إلا بعدما وضع وطنه ومواطنيه على سلم الحضارة في ارض كان يراها اكثر المتفائلين مجرد صحراء فارغة تتعانق بين جنباتها الريح والخوف والجوع لكنه عبدالعزيز ذلك الفارع إيمانا وفروسية.
وها نحن نحتفي اليوم بذات المجد بعد ان تلاحقت معطيات التنمية على ارض هذا الوطن كمزون الوسم السخي على امتداد زهاء 70 عاما من الوحدة المباركة التي حوّلت هذا الوطن بكل امتداداته الى منبت للعطاء والبناء في ظل قائد الامة وراعي نهضتها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وهو العهد الذي نقل هذه البلاد الى ما يمكن تسميته بمرحلة التأسيس الثانية التي قادها خادم الحرمين الشريفين امد الله في عمره جهة جملة من عمليات التحديث المتواصلة التي استوعبت متغيرات المرحلة واستحقاقاتها حينما استأنف عمل مجلس الشورى بصيغته الجديدة وأصدر يحفظه الله النظام الأساسي للحكم وما تلا ذلك من تبني مجموعة من الهيئات والمجالس التي تعنى بشؤون الاقتصاد والاستثمار والسياحة وغيرها مما يعول عليه إن شاء الله في فتح المزيد من الآفاق لتنمية الموارد الوطنية وزيادة معدلات فرص العمل أمام شباب الوطن.
وهنا ليس أمامنا سوى ان نحيي الوطن في يوم من ايام مجده المتتالية بإذن الله الى الابد,, سائلين المولى عز وجل ان يحفظ لنا قائد هذا المجد وربانه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وحكومتهم المخلصة باتجاه مسيرة كانت ومازالت ستظل الوجه النقي والباهر للوطن الملتزم بقضايا امته الأمين على مقدساته وثوابته وقيمه والمجد كله للوطن,, المجد كله للوطن.
صاحب السمو الملكي: الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل
|
|
|
|
|