| اليوم الوطني
يسرني أن انتهز مناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، لأبعث برسالة تهنئة الى شعب وحكومة المملكة العربية السعودية.
توليت منذ نصف عام منصب سفير اليابان لدى المملكة العربية السعودية، وكنت منذ ذلك الحين، بل ودوما مهتما جدا بعمق وثراء الحضارة في المملكة وتكريسها للاسلام, واعتقد شخصيا بأن هناك الكثير من أوجه التشابه بين اليابان والمملكة العربية السعودية من حيث الحضارة والتركيبة الاجتماعية والمكانة في العالم، واعتقد ان كلا البلدين يستطيعان ان يستفيدا كثيرا من تاريخ وتجارب بعضهما البعض.
ان اليابان تقدر كثيرا للمملكة العربية السعودية انها نهجت سياسة معتدلة منذ تأسيسها على يد المغفور له جلالة لملك عبدالعزيز, وتحظى باحترام المجتمع الدولي، حيث كانت ومازالت تلعب دورا أساسيا في الجهود الدولية لتحقيق واستمرار السلام والرخاء ليس في منطقة الخليج فحسب، بل في الشرق الاوسط بأكمله.
إنني اشعر بسرور بالغ حين ارى ان العلاقات الحميمة والصداقة قد ازدهرت بين البلدين منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1954, وكانت هناك دفعة قوية لعلاقاتنا الثنائية عام 1997م،حين قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد والسيد ريوتارو هاشيموتو، رئيس وزراء اليابان آنذاك، بانجاز الشراكة الكاملة نحو القرن الحادي والعشرين , ومنذ ذلك الوقت، ازدادت الثقة بين زعماء البلدين من خلال الزيارات المتكررة والمستمرة لبعضهما والتي اثمرت انجاز أجندة التعاون السعودي الياباني عم 1998م، اثناء الزيارة الرسمية التي قام بها ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير عبدالله لليابان حيث اجرى حوارا موسعا مع رئيس الوزراء الياباني الراحل اوبوتشي، ويتطلع البلدان في السنوات القادمة الى تبادل المزيد من الزيارات بين العائلتين المالكتين وزعماء الدولة في البلدين.
بالنسبة للناحية الاقتصادية ايضا، يتمتع البلدان حاليا بعلاقات تجارية ممتازة، واليابان هي المقصد الاول للصادرات السعودية، وتعتبر اليابان اجمالا ثاني اكبر شريك تجاري للمملكة حيث وصل حجم التبادل التجاري بينهما الى 11,7مليار دولار في عام 1999م.
لقد وضعت المملكة هذا العام اساسا مهما لتحسين بيئتها الاستثمارية عن طريق استحداث نظام الاستثمار الاجنبي الجديد, وانني على قناعة من ان هذا النظام الجديد, بالاضافة الى هيئة الاستثمار العامة التي انشئت حديثا، سيسهلان بشكل كبير الاستثمار الاجنبي في المملكة, وبهذا الخصوص فإن اليابان ستستمر في دعم جهود المملكة لتحسين بيئة الاستثمار واصلاح بيئتها الاقتصادية وذلك بوصفها الشريك التجاري الرئيسي للمملكة.
واذا مانظرنا الى الاستثمارات اليابانية في المملكة خلال العقود الماضية نجد انها وصلت الى 2,2مليار دولار وتحتل المرتبة الثانية للاستمثارات في المملكة, وقد قدمت الحكومة والقطاع الخاص الياباني مساهمات كبيرة من اجل زيادة مساعدة جهود المملكة في تحسين صناعاتها غير النفطية، وايجاد فرص عمل للشباب, اضافة لذلك فان اليابان حريصة على تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين في العديد من المجالات، مثل الرياضة وبرامج تبادل الطلبة، التي آمل أن يعزز التفاهم المتبادل وعلاقات الصداقة بيننا, واعتقد ان انشاء الهيئة العليا للسياحة سوف يمكن العديد من اليابانيين من زيارة المملكة والتعرف على تراثها الحضاري العربي والاسلامي,وبهذه المناسبة السعيدة لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، فإنني آمل مخلصا ان تزداد علاقات الصداقة الحالية المتينة بين المملكة العربية السعودية واليابان قوة من خلال التعاون المتبادل، واتمنى لخادم الحرمين الشريفين موفور الصحة ودوام النجاح، ولشعب وحكومة المملكة العربية السعودية المزيد من الرخاء والازدهار.
*سفير اليابان
|
|
|
|
|