| اليوم الوطني
*
يومنا الوطني فيه رصد لاعظم بطولات القرن العشرين، شهد لهذه البطولة بقيادة الملك عبدالعزيز يرحمه الله كل منصف محايد سواء كان مفاخراً بها مجدداً ذكراها منتمياً لارضها او لدينها الاسلام الذي انطلقت تحت رايته او من تحركت فيه مشاعر عروبته وقوميته او بهم جميعاً,, ونحن منهم,.
ان هذا اليوم رصد تاريخي لبطولة عظيمة لا ينكرها الا جاحد حاقد وما اكثر من تغنى بها وان اختلف معنا في الدين والوطن او اللون والجنس، لكن ما يميزها انها انطلقت تحت راية الاسلام وتأسست وتوحدت تحت ظل هذه الراية وهي التي آمنا بها عن عقيدة منذ خمسة عشر قرناً وآمن بها المؤرخون المنصفون والمحللون، وجعلوا من هذا اليوم يوماً تاريخياً لهذه البلاد كلما التزموا بموضوعية المنهج ومنهجية العلم,, ويكفي ان نقول ان قيام هذه الدولة اعزها الله كان معجزة بحد ذاتها وحينما يوصف عبدالعزيز بأنه رجل عظيم انما هو نابع من عظمته لان عظمة الرجال تقاس بقدر ما حفروه في ذاكرة التاريخ وبقدر ما خلفوه من مآثر وانجازات وبحجم ما صنعوه من افعال، وكان يومنا الوطني مقروناً بهذا التاريخ 23/ سبتمبر من كل عام ميلادي, فقد شهد هذا اليوم اطلاق تسميتها المملكة العربية السعودية بدلاً من مسمى مملكة نجد والحجاز وكانت خطوة عظيمة الدلالة جسمت مسيرة المملكة وخطها الاسلامي العربي المميز ذلك الخط الذي رسم لها الاستقرار بكل اجهزتها وتراكيبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واكثر ما يلفت النظر ويدعو الى الفخر والاعجاب هي وحدة هذه الامة المترامية الاطراف هذه التجربة العربية الاسلامية الفريدة اظهرت الوحدة الوطنية واهميتها لا بالنسبة لنا فحسب بل لسائر العرب والمسلمين بعد ان كانت اجزاء متفرقة لا واصل بينها وبين بعضها الا مظاهر البؤس الذي كان يكتسي قاطني الجزيرة العربية بمختلف فئاتهم,, ولعل البريطاني وروم لاندو أوجز ذلك في كتابه الاسلام اليوم عن هذه الحقيقة حين قال الملك عبدالعزيز انشأ امبراطورية لهذا فهو مسئول عن كل شيء لقد جعل من المساحات الشاسعة في الصحراء القاحلة والقبائل المتباينة العناصر وحدة وطنية .
ومنذ ذلك التاريخ توالت الايام ودارت عجلة الزمن ومعها رحل عبدالعزيز ومعه الملك سعود ثم الملك فيصل وتلاه الملك خالد رحمهم الله اجمعين,, لقد رحلوا وتركوا فينا ما رسخه المؤسس منذ انطلاقته الاولى لفتح الرياض, وحتى يومنا المجيد هذا تحت ظل راية الاسلام ومؤسس دولتنا الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز اطال الله في عمره وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني,, وان اختلفت الوجوه فقد ظلت ركائز هذه الدولة مبنية على الدفاع عن الدين والوطن بالتفاف الشعب حول قيادته الحكيمة,.
لقد توالت الايام وكان لكل حقبة من الزمن ملك خالد ورث عن المؤسس حلماً كان يراوده وتوالى البناء الى ان وصلنا الى ما وصلنا اليه من تقدم في كافة المجالات حتى اصبحت المملكة العربية السعودية دولة يحسب لها الحساب بين الدول,.
المجال لا يتسع للسرد والذكر فقد قال غيري من المؤرخين والمفكرين والساسة الكثير عن هذا اليوم المجيد وفارسه,, وما انتهت اليه بطولته العظيمة والى اين استقرت في حضارتها وتقدمها,.
لقد كتب الاستاذ/ يوسف غانم في كتابه عام 1949م رجالات العرب بنى الملك عبدالعزيز في حقبة يسيره من الزمن ملكاً منبسط الاطراف موطأ الاكناف وطيد الاركان شامخ البنيان، فالجزيرة وارفة ظلال امانها، سابغةً نعمة العدل في صدرها وحواشيها نجودها ووهادها، بواديها حضر، وقبائلها شعوب، وليوث غابها جنود طاعة ونظام,أليس هذا أعجب العجاب؟؟ ,كان ذلك في اولى خطوات توحيد هذه الدولة الفتية,, فكيف لو ان كاتبها حضر نهضتها المعاصرة؟
لابد ان نقول ان معجزة عبدالعزيز تحققت وسارت في ركب الحضارة وسوف تظل ان شاء الله, شامخةً بين الامم، يتوارثها اجيالها ويتسابق ابناؤها على تسريع تقدمها والمحافظة على ارث ورثوه من الآباء والأجداد صفحاته ناصعة البياض وسطورة كتبت بأحرف من ذهب، رايتهم دين الحق، وتاجهم الذي لا يصدأ عبدالعزيز حفظ الله هذا الوطن وقيادته وشعبه وجعل من كل ايامه اعياداً وافراحاً,.
صاحب السمو الملكي : الامير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز امير منطقة حائل
|
|
|
|
|