| اليوم الوطني
يسعدني أن اشارك بهذه المناسبة,, السعيدة الغالية اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وأقول من أفضال الله تبارك وتعالى على هذه الدولة الرشيدة وأبنائها أنها تخرج من مناسبة سعيدة وتدخل في مناسبة أخرى ففي العام الواحد تمر بعدة مناسبات تحييها بالعمل الجاد والأداء المستمر وتستعيد محطاتها السعيدة وفقراتها التاريخية الحازمة ولأنها دولة فتية استعادت مشروعية وجودها بفضل الله,, ثم بجهادها فإن مناسباتها تشكل فترات مهمة كنا في أفراح المئوية نقرأ تفاصيل معركة التكوين والثمن الكبير الذي دفعناه لتأسيس هذا الكيان العظيم وكنا في أفراح اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية عام الفين نقرأ أدبنا وثقافتنا واسهامات أبنائنا المفكرين والأدباء حيث نتج عن هاتين المناسبتين الشيء الكثير من كتب ودراسات وندوات ومهرجانات ومحاضرات ومعارض وملفات ومؤتمرات اخترقنا فضاءات العالم بأسره عبر رحالات المفكرين والأدباء وعبر القنوات الاعلامية والملحقات الثقافية وشكلنا من هاتين المناسبتين قيما معنوية وحية وأعدنا الى الذاكرة العربية أمجاد أمتها وهانحن اليوم نحتفل في مناسبة أخرى في ذكرى اليوم الوطني وهاهي وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والمؤسسات الثقافية والمعاقل التعليمية والتربوية والمشاهد الثقافية والأدبية والسياسية تنهض وتشارك في هذه المناسبة,, العظيمة لاستعادتها واعادة قراءتها وأحب أن أؤكد أن الضجة الاعلامية والتظاهرة الثقافية ليست لمجرد الاستهلاك الاعلامي بل هي مرحلة مراجعة وقراءة تأملية لأسباب النجاح الذي حققه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه بتوحيد البلاد اقليميا وفكريا وتربويا وشرعيا ودمج البلاد في العادات والتقاليد بعد شتات وفرقة وتطاحن وحروب دامية وظلم وفقر وجهل ومرض لقد تحولت البلاد من الحكم الاقليمي الى حكم مؤسساتي استطاع أن يجمع القدرات ويستغل الكفاءات ويبني كيانا اسلاميا عربيا حضاريا, لقد تخطى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله بهذه الدولة الفتية الى عتبات التاريخ ومكن لها في كل المشاهد السياسية والاقتصادية وأسمع كلمة المسلمين لآفاق الأرض وجمع الشمل ووحد الكلمة وأمن الطرق والأمن والأمان ووفر الكرامة وكافح الجهل والفقر والمرض ومضى ابناؤه البررة يستلهمون حكمته ويتوخون اسلوبه ويكملون مشروعه ومسيرته المظفرة رحم الله المؤسس رحمة واسعة وأثابه على جميل صنعه ورحم الله أبناءه الذين تداولوا الراية بقوة وثقة وحفظ الله أبناءه الذين يمارسون سياسته الحكيمة ويترسمون المنهج عينه ويجتهدون ما وسعهم الاجتهاد لتحقيق المزيد من الأمن والرخاء والاستقرار ورغد العيش لهذه البلاد وشعبها الوفي, ان اليوم الوطني الذي نستذكره في كل عام يعيد لنا جميعا أمجاد أمتنا وبطولات رجالاتنا تحت قيادة جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن, لقد أمضى الملك عبدالعزيز عليه رحمة الله,, سنين عديدة في معركة التكوين بذل خلالها جهودا مضنية حتى استتب له الأمر وأذعنت له أطراف الجزيرة وسلمته زمامها وبدأ معركة البناء التي نعيشها اليوم بكل دفتها وظلالها الوارفة, إن الخطة الفاصلة بين معركة التكوين وبين معركة البناء خطة حاسمة وهامة ومن ثم كانت لحظة تاريخية نتذكرها لا لنفرح ونسعد فقط وإنما لنثمن الجهد المبذول في ابراز هذا الكيان الحضاري على المحافظة عليه بالالتفاف حول قادتنا المخلصين الذين يبذلون كل جهد ورعاية لاسعاد وراحة المواطن في هذه البلاد العزيزة ونعمل على تهيئته بالعمل الجاد والصادق والمخلص, إن هذا المنجز العظيم أمانة في أعناقنا ومن واجبنا أن نحافظ عليه وأن نبذل ما في وسعنا لتنميته.
نسأل الله أن يحفظ لنا قيادتنا الحكيمة في ظل رعاية وتوجيه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يديم على بلادنا ما تنعم به من أمن ورخاء واستقرار إنه سميع مجيب.
صاحب السمو الملكي الأمير : فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم
|
|
|
|
|