| العالم اليوم
لم تعد ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مناسبة وطنية مقصورة على المواطنين السعوديين فهي بالاضافة الى كونها مناسبة قومية عربية كونها تؤرخ لأول وحدة عربية بنيت على أسس راسخة، ومناسبة إسلامية، اعادت عصر التوهج الإسلامي المؤسس على التوحيد واعلاء كلمة الدين الإسلامي اصبحت مناسبة وذكرى اليوم الوطني للمملكة مناسبة عالمية، كما اثبت هذا الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان الذي طالب الدول النامية في معرض حديثه عن الذكرى السبعين عن اليوم الوطني للمملكة بالاستهداء بما تحقق في المملكة وما أنجز من بناء تنموي وحضاري.
فإنجازات المملكة الحضارية بكل ابعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية اصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية الحديثة والمعاصرة في العالم وضعت المملكة في مكانها المرموق بين دول وامم العالم المتقدمة منها او المتطلعة إلى التقدم وهذا ما اكسب ذكرى اليوم الوطني للمملكة بعدها العالمي الذي يتمثل اقوى ما يتمثل في هذا الاحتفاء العالمي بهذه الذكرى العطرة وفي هذا الاحترام والتقدير الذي تحظى به قيادة المملكة وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وحكومتهما الرشيدة وشعب المملكة الوفي الابي.
ومنذ عهد الملك الوالد المؤسس عبدالعزيز رحمه الله والى عهد خادم الحرمين الشريفين والمملكة يتعاظم دورها ببروز وتميز في الساحتين العربية والاسلامية وفي الساحات الاقليمية والدولية الاخرى وكان هذا اثراً من آثار الملك الوالد المؤسس عبدالعزيز آل سعود عليه رحمة الله الذي كانت الأسس والقواعد والتخطيط للاهداف من ثمار عبقريته القيادية الفذة, رسم الطريق الى المستقبل فاتبعه ابناؤه البررة فحققوا منجزات إعجازية في مدى زمني قصير لا يعد شيئا قياساً الى اعمار الدول والشعوب، وقياساً الى الفترات الزمنية الطويلة التي استغرقتها شعوب اخرى في بناء نهضاتها الحضارية.
وقد انتهجت المملكة منذ انشاء هذا الكيان الشامخ نهجاً عربياً واسلامياً جعل مواقفها السياسية والدولية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقضايا الأمتين العربية والاسلامية.
فعلى الصعيدين العربي والاسلامي اتسمت مواقف المملكة وجهودها لخدمة قضاياهما المصيرية بالحكمة والعقلانية والفاعلية، تصدت لظاهرة الخلافات السياسية العربية/ العربية فوضعتها في حجمها الحقيقي بحسبانها خلافات هامشية تفرضها ظروف ومتغيرات طارئة سرعان ما تزول دون ان تمس جوهر الروابط الازلية بين اطراف الامة العربية أو تمس روابط الاخوة الاسلامية بين ابناء الامة الاسلامية العظيمة.
فمواقف المملكة من قضية فلسطين كقضية مصير عربي واسلامي مشترك هي المواقف الاكثر بروزا وجدية وتأثيراً بدءاً بالدعم المادي والمعنوي لكفاح الشعب الفلسطيني وانتهاء بالدعوة الجادة الى وحدة الصف الفلسطيني وتحقيق التضامن العربي لتقوية الصف الفلسطيني.
وعلى الصعيد الاسلامي فان المملكة القت دائما بكل ثقلها السياسي والاقتصادي ومكانتها الدولية وراء هدف واحد هو خدمة الاسلام وقضايا المسلمين، والذي يتابع اجتماعات مجلس الوزراء يلمس انه ما من اجتماع إلا ويعالج قضية إسلامية كقضايا الأقليات الاسلامية وقضية القدس وفلسطين، واحتلال الاراضي العربية ولعله من حسن الصدف ان تأتي مناسبة الذكرى السبعين لليوم الوطني للمملكة، وسمو ولي العهد يقوم بجولة دولية في أول حضور سعودي قوي في قارة امريكا الجنوبية هدفها الاول الدفاع عن القضايا الاسلامية والعربية، كما ان المناسبة تأتي بعد ان انجز سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز تحركاً سعودياً، لدعم المسلمين في البوسنة والهرسك وجدد مساندة المملكة للاخوة الاشقاء في سوريا في مواجهة العدوان الاسرائيلي ومؤازرة الاشقاء في الاردن.
ادوار تتكامل وتنفيذ بلا ضجيج لسياسة خادم الحرمين الشريفين الذي يضع القضايا الاسلامية العربية في مقدمة اهتماماته كتجسيد لدور المملكة الاسلامي والعربي الرائد.
وعلى الصعيد الدولي فان المجتمع الدولي قد حفظ للمملكة مكانتها اللائقة بها وبما قامت به من ادوار بارعة وفاعلة في خدمة الأمن والسلام الدوليين وفي الدفاع عن حقوق الانسان وعن الشعوب المظلومة وبالذات الاسلامية، وشهادة الأمين العام للأمم المتحدة ليست الاولى، كما لن تكون الأخيرة، فهذا نهج سارت عليه المملكة منذ قيامها على يد الوالد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله وجزاه الله عنا وعن المسلمين كافة كل خير.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser@Al-jazirah.com |
|
|
|
|