أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالجمعة 24 ,جمادى الثانية 1421

شرفات

الشاعر محيي الدين صالح
النوبة هي وطن الحلم الذي أحن له باستمرار
يقول عن نفسه انه مثل نبات الصبار الذي ينمو في الهجير وسط الصحراء القاحلة، دون أن يشعر به أحد لا في مولده، ولا في حياته، وربما يرحل في صمت ويشكو حزنه الى الله, انه الشاعر النوبي محيي الدين صالح كما يصف نفسه في ديوانه الجرح واحلام العودة، وفيه يشدو بنبرة حزن ولوعة على ضياع اراضي الاجداد والاحباب ارض النوبة عندما هاجر منها لتكون هذه الهجرة جرحه الغائر.
والشاعر النوبي محيي الدين صالح من مواليد قرية قسطل عام 1951 نشر العديد من قصائده في الصحف السودانية والمصرية والعربية ومن ابرز اعماله الجرح واحلام العودة ، لامية النوبة ، سرب البلشون ودراسة بحثية عن الالعاب النوبية القديمة.
التقته الجزيرة في هذا الحوار الذي يتحدث فيه عن نشأته واشعاره واعماله الادبية والعديد من قضايا الادب النوبي.
* متى بدأت الاهتمام بكتابة الشعر؟
بدأت الاهتمام بالشعر منذ الطفولة لسماعي مدح واشعار المرغنية يوميا كما أن حفظ القرآن الكريم اعطاني ملكة لغوية كبير رغم تحدثي لغتي اللغة النوبية وفي سن الدراسة زاد اهتمامي بالشعر خصوصا اشعار الشاعر السوداني الكبير محمد سعيد العباسي وتاج السر الحسن والتجاني يوسف بشير ومهدي المجذوب ومن مصر احمد شوقي وحافظ ابراهيم وكانت تستهويني نوعيات الشعر ذات الاوزان السهلة وبالأخص اشعار العباسي حيث اخذت منه الشفافية العالية في حين اخذت من الشعراء الآخرين فكرا متطورا ولغة فهو عندما يتكلم عن الوطن يقول: كم له في الرقاب منا ديون,, وعزيز علي ألا تؤد, جوانب لا يتطرق اليها كثير من الشعراء، ومع مرور الزمن توسعت مداركي وزادت دائرة اهتمامي ففي مراحل عمري الاولى كان كل اهتمامي منصبا فيما يجري بقريتي الصغيرة قسطل فقط وبدأت اهتم بكل القرى النوبية الاخرى حتى وادي حلفا بالسودان واتسعت الدائرة لتشمل الامة العربية والاسلامية وفي كل هذه المراحل اشعاري ترتقي معي سواء في مضامينها او في قوتها البلاغية.
* المجتمع النوبي كيف اثر على مضامين شعرك؟
تأثرت بالنظام الاجتماعي النوبي ولذلك لم اتناول شعر المدح او الذم لعدم وجود التملق بمجتمعنا النوبي بل تشربت الاباء السوداني ايضا اما باقي اغراض الشعر كلها فكتبت فيها، واكتب بالعربية الفصحى الى جانب النوبية واهتم بالادب الاسلامي لانه نشر الاسلام في بلاد النوبة والسودان خصوصا الطرق الصوفية منهم الادريسية والمرغنية وهذا كان موضوع بحثي في مؤتمر الادب الاسلامي بجامعة الازهر العام الماضي وقدمت السودان نموذجا وكيف أن هذه الطرق بقصائدهم تحركوا بها الى جنوب السودان والى الغرب حتى السنغال في رحلات رابح فضل الله والى القرن الافريقي واضافوا ما يتناسب مع الذوق الافريقي خصوصا فرح ود تكتوك الذي اضاف الايقاعات السريعة، كما اتحرك في كل المحافل الادبية الخاصة بالتراث النوبي لنوثقه ونحافظ عليه ولدي قصائدي التي تتحدث عن هموم النوبة والامة العربية ايضا.
* هل قصيدة لامية النوبة هي محور الهم النوبي؟
يزخر الشعر العربي بلاميتين شهيرتين الاولى قصيدة لامية العرب للشاعر العربي الشنفرى التي نالت شهرة واسعة وهي تتحدث عن تجربة شعورية لشاعر هجر قومه لما ضاق بعاداتهم ومال الى الحياة مع الوحوش، ثم جاءت من بعدها قصيدة لامية العجم للشاعر الفارسي الطغرائي وهي ايضا تجربة شعورية من شاعر هجر طموحه مرغما فلجأ الى العزلة والانطواء وقصيدتي لامية النوبة هي ايضا وليدة تجربة شعورية عنيفة عايشتها بكل ابعادها المأساوية عندما هجرت الوطن بسبب بناء السد العالي جنوب مصر ومحور لاميتي واضح في نهاية القصيدة عند قولي:


عزائي لقومي,, ما بقيت وما بقوا
ليعلم اني ما سلوت,, وما سلوا

فالنوبة اسم تردد كثيرا في محافل البطولات ايام مملكة النوبة تداوله الناس عبر القرون ومازالوا يتداولونه كلما ذكرت الخصال الحميدة والصفات النبيلة فعرف الجميع اخلاق النوبة واظهرت بعد ذلك اثار النوبة لتحكي للاجيال حضارة الاجداد هكذا ظل اسم النوبة حقبا من الدهر مقرونا بكل ماهو عظيم الى أن جاءت هجرة النوبة التي عصفت به.
* ما رأيك في انواع الشعر غير الفصيح؟
هناك اشعار حديثة وما بعد الحداثة واشعار العامية والحلمنتيشي والدوبيت في السودان واقول الكتابة باللغة العامية معناها حصر ما يقال في حدود منطقة معينة وزمان معين وانا لدى طموح في انتشار ما اقوله من المحيط الى الخليج وان يستمر على مر السنين وهذا لا يتأتى الا بالعربية الفصحى فانا لا اريد لأشعاري محدودية زمانية ومحدودية مكانية.
* لكن في البلاد العربية الكثير من الأميين ولذا العامية تقوم بدور كبير؟
لابد من وجود كل الوان الشعر والادب بالاضافة الى كل الوان الفنون الاخرى لتقدم المجتمع وقد لعب الشعر الحلمنتيشي دورا كبيرا في السودان في نقد الظواهر الاجتماعية وكذلك شعر الدوبيت الذي كان يصاحب الرجال في انتقالاتهم وانتهت مهمته بعد الاستقرار في هذه المجتمعات وقد انتشر شعر الدوبيت اكثر بغنائه وبشكل عام عندما تغنى القصيدة تعتبر اعادة نشر بمعنى اعطائها انتشارية اكثر وتوسيع دائرة المتلقين خصوصا الاميين.
أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved