أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالجمعة 24 ,جمادى الثانية 1421

أفاق اسلامية

حديث المرأة
الإعجاب مطلوب,, ولكن!
د,رقية بنت محمد المحارب
سمعنا كثيرا ورأينا بعضا من مظاهر الاعجاب والتعلق بين طالبة ومعلمتها او بين طالبة وزميلتها التي لا تقف عند الحدود الطبيعية وكان من نتيجة هذا ان تم التنبيه المتكرر على تقوى الله عز وجل والتذكير بالرابطة الاخوية عبر المطوية والشريط والمحاضرة والندوة والمقالة وغيرها لكن الذي حصل كرد فعل احيانا هو الجفاف في العلاقة هروبا من تحكم هذه الظاهرة وتحولت مظاهر الاعجاب التي اقلقت يوما ما كثيرا من المربيات الى مظاهر من القطيعة لا مبرر لها نحن لا نريد ان نعالج الخطأ والانحراف بمثله ولا يصح ان نقابل التطرف بتطرف مضاد فالتوازن مطلوب ومعرفة اصول العلاقة الصافية مقدمة لسلامة سيرة الاخوة الصادقة.
لا يمكن ان تؤثر المعلمة في الطالبة وتعمق من توجهها الطيب وتغير من سلوكياتها المنحرفة ان وجدت الا بقدر من الاعجاب الشرعي والحب والتعلق ,, وما اجمل ان تكون شخصية المعلمة جذابة بحسن كلامها وخلقها وملبسها وتعاملها مع طالباتها وتحصيل هذه الجاذبية مطلوب لتحقيق هدف ايصال الرسالة التربوية والسؤال هو: اذا كان بعض المربيات يتجنبن ان يكون جذابات فكيف يمكن ان يؤثرن على من حولهن, اننا نرى من تظهر علامات الصفاء والنقاء على وجوههن نتيجة قلوب مخبتة وصدق واخلاص وقيام ليل وصيام ونشعر بارتياح لهن ومحبة للاستماع اليهن والجلوس اليهن فهل يعد هذا اعجابا ينبغي محاربته ام ان اللائق ان نقابل من حولنا بنوع من الغلظة حتى لا يحصل الاعجاب المذموم.
ومن يتأمل في السنة النبوية يدرك كيف اسرت شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين ومع ذلك لم يؤد بهم هذا الى غلو في محبته وخروج عن المقاصد الشرعية وعندما حصل شيء من هذا جاء التوجيه النبوي باصلاح الوضع وليس بتغيير معاملته صلى الله عليه وسلم للناس كما جاء التوجيه المتكرر للحب في الله عز وجل والدعوة الى تنميته وزيادته وأمثلة هذا كثيرة منها ما رواه مسلم رحمه الله تعالى عن انس بن مالك رضي الله عنه: ان رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال: يا رسول الله اني لأحب هذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعلمتَه؟ قال: لا قال: اعلمه, فلحقه فقال: اني احبك في الله قال: احبك الذي أحببتني له, وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ بيده وقال: يا معاذ والله اني لأحبك والله اني لأحبك، وقال: اوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك رواه ابو داود رحمه الله وقال الالباني رحمه الله: اسناده صحيح.
انها المدرسة النبوية الثرية التي نحتاج ان نقرأها وندرسها لنعلمها ونعمل بها ونعرف مداخل النفوس ونعرف حدود الحب الشرعي وتنمية ومظاهر الغلو في التعلق فنعالجه بحيث يعود التوازن الى حياتنا.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved