أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالجمعة 24 ,جمادى الثانية 1421

أفاق اسلامية

فضل التقى والذكر والشكر والصبر
بسم الله والحمد لله وحده وبه نستعين وصل اللهم على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد: فان فضل الذكر والذاكرين والصبر والصابرين والشكر والشاكرين والتقى والمتقين فضل عظيم، فانني اذكر نفسي واخواني واخواتي الاحياء بقول اكرم الاكرمين واجود الأجودين وارحم الراحمين بقوله تعالى في كتابه الكريم واصبر لحكم ربك فانك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وادبار النجوم وقال سبحانه وتعالى واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي آذانهم وقراً واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا وفي قوله عز وجل الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب ولا تكن من الذين قال الله تعالى فيهم استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون وقال سبحانه ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى وفي قول اللطيف الخبير والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار وفي قوله سبحانه يا ايها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين فتخيل لو ان شخصا من الموسرين عزيز عليك اتصل بك لمساعدتك وقال اذا اردت شيئا فاتصل بي ولا تتردد، وهو عبد ومخلوق مثلك، فما بالك، ولله عز وجل المثل الاعلى في تفضل وتودد العزيز الجبار الحكيم الذي تتصدع من خشيته وعظمته الجبال وهو على كل شيء قدير الذي اذا اراد شيئا قال كن فيكون في قوله سبحانه وتعالى اذكروني اذكركم وفي قول الكريم ادعوني استجب لكم وهو غني عنا وغني عن عبادتنا له سبحانه لذا يجب علينا ان نثق الثقة التامة واليقين الصادق والايمان الكامل بأن في طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على طريقة السلف الصالح الطمأنينة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة، لاننا اذا حاسبنا انفسنا ولجأنا الى ربنا الكريم واعتصمنا بالكتاب والسنة سوف يكشف الله تعالى كربنا ويبدل خوفنا امنا وان نؤمن بأن ما اصابنا كان بقضاء الله وقدره، وان نؤمن بأنه مكتوب وقدر مقدور وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ربما بسبب الذنوب لأنه لا ينزل بلاء الا بذنب، ولا يرفع البلاء الا بتوبة لذلك يجب ان نعلق قلوبنا ورجاءنا بالله تعالى وتقدس وان نرضى بما اصابنا وان نشكر الله تعالى بأن مصيبتنا اهون من مصيبة غيرنا مع العمل الجاد المخلص لطرد الحزن والوساوس وان لا نستسلم لعدونا الشيطان الرجيم ولذلك يجب ان نفعل الاسباب المباحة بعد الاتكال على الشافي المعافي سبحانه وتعالى، والتفاؤل بالخير وان نصدق في تجديد التوبة والاستغفار ونتذكر بأن مع العسر يسرا ثم لا تنسى تلك النعمة العظيمة التي لا تعطي الا لمن احبه الله سبحانه وتعالى اذ جعلك الجواد الكريم من المسلمين المؤمنين ومن هذه النخبة المحافظة على دينها المحبة للخير واهله فهذه من اهم وافضل النعم على الاطلاق التي تستحق الحمد والشكر والثناء لصاحب الفضل والمنة ثم فلننفذ اوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ولنعمل على اخفاء حسناتنا كما نخفي سيئاتنا، ولنسارع ونسابق الى ما يحب ربنا ويرضاه وان نسعى لأمور الآخرة سعيا لان الواقع والمشاهد الآن للأسف هو العكس حيث جعلنا المسابقة والمسارعة للامور الدنيوية قال تعالى، قال الغني الكريم الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض وقال السميع البصير انما يؤمن بآياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون، فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون وقال الخبير ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين واصغ سمعك لشيء لا يكلف درهما ولا دينارا تمعن وتدبر هذه الأحاديث العظيمة, عن ابي هريرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله انا عند ظن عبدي بي وأنا معه اذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه متفق عليه، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت ابراهيم عليه السلام ليلة أسري بي فقال يا محمد اقرىء امتك مني السلام واخبرهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان وان غراسها سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر رواه الترمذي، وعن الحسين بن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وان طال عهدها فيحدث لذلك استرجاعا الا جدد الله له عند ذلك ما عطاه مثل اجرها يوم اصيب بها مسند الامام احمد وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربكم عز وجل لو ان عبادي اطاعوني لاسقيتهم المطر بالليل واطلعت عليهم الشمس بالنهار ولما اسمعتهم صوت الرعد وقال صلى الله عليه وسلم ان حسن الظن بالله عز وجل من حسن عبادة الله وقال صلى الله عليه وسلم جددوا ايمانكم قيل يا رسول الله وكيف نجدد ايماننا، قال اكثروا من قول لا إله إلا الله مسند الامام احمد.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا انبئكم بخير اعمالكم وأرضاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير من اعطاء الذهب والورق ومن ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم، قالوا وما ذاك يا رسول الله، قال ذكر الله وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه ما عمل امرؤ بعمل انجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله كما قال صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء رواه الترمذي وحسنه، واحذروا الغيبة والسخرية، قال صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي مررت بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت من هؤلاء يا جبريل، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم رواه ابو داوود واحمد وقال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه فلو طبقنا هذا الحديث الشريف في جميع امورنا لما كان هناك حاجة للمحاكم ولسعدنا في الدنيا والآخرة وقال علام الغيوب واذكروا نعمة الله عليكم وما انزل من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا ان الله بكل شيء عليم وقال العليم الحكيم واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وقال صلى الله عليه وسلم من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع شمله واتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا الا ما قدر له لذا فلنهجر عبدة الهوى ومجالس الغيبة والكذب والفجور ولنحرص على مصاحبة ومجالسة الصالحين الاخيار الذين يدلونك على الخير ويحذرونك من الشر، ولنحرص على تجديد التوبة الصادقة، ولنكن من المحسنين المتقين الذين يحبهم الله تعالى, فان رحمة الله تعالى واسعة، ومغفرته اوسع من ذنوبنا وفضله عظيم، حيث قال الغفور الرحيم وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون قال صلى الله عليه وسلم: التوبة تجب ما قبلها وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له وقال سبحانه ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم وقال الغني الحميد قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى وقال الكريم: وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما وقال الحكيم: ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما وقال الرؤوف الودود وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا، ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى به وكيلا ولنعلم بأن قراءة القرآن الكريم افضل الذكر، وان طلب العلم الشرعي هو افضل واجل العبادات، ولنحرص على طلب العلم وتزيينه بالتقى والحلم والاناة والوقار والصبر والشكر, ولنعمل مخلصين بمقتضى الشهادتين على علم ونور من الله تعالى وهي اول واهم أركان الاسلام وبذلك نعزز اتكالنا على الخالق العظيم ونستعين به سبحانه وتعالى بتحصين انفسنا من الفتن والشهوات والشبهات وتحصن انفسنا من الذنوب والعقوبات ومن جميع الاقوال والافعال المخالفة لأوامر الله تعالى ومخالفة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولابد من اكمال الايمان القلبي والعملي باتيان شعب الايمان من الطاعات والعبادات المطلوبة متبعين للرسول صلى الله عليه وسلم على طريقة السلف الصالح ومتعبدين لله تعالى على بصيرة وعلم ونور من الله عز وجل، ولنكن من عباده الذاكرين الشاكرين المتقين المحسنين المستقيمين الصالحين المصلحين ولنحذر الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها كل الحذر، لانه بصلاح الأعمال تصلح الأحوال باذن الله تعالى ولا ننسى الدعاء لولاة امورنا وعلمائنا حيث هيأوا لنا تلك الدروس المتاحة للجميع في المساجد واذاعة القرآن الكريم وغيرها,, والله سبحانه وتعالى اعلم,راجيا من الله الكريم الذي لا يشغله صوت عن صوت ولا تتشابه عليه الاصوات ولا اللغات القريب المجيب ان ينفعني واياكم بما نسمع ونقول وان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه وان يصلح ذات بيننا وان يؤلف بين قلوبنا، وان يرزقنا العلم النافع والتسامح والحلم الذي نطرد به الجهل والغضب، وان يوفقنا لتحقيق كمال التوحيد الذي يؤهلنا به الله سبحانه لدخول الجنة بغير حساب وان يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وان يحسن خاتمتنا وصل الله على نبينا الحبيب البشير النذير وعلى آله واصحابه وعلى المهاجرين والانصار والتابعين وكل من نصر الدين من المسلمين وأعنا معهم برحمتك يا ارحم الراحمين.
أبو ريان - الرياض

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved