أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالجمعة 24 ,جمادى الثانية 1421

الاقتصادية

أخر الأسبوع
الخوض في إشكاليات التدريب (2 - 2 )
د, صنهات العتيبي
تحدثنا في المقال السابق عن هموم التدريب المتعلقة بمراكز التدريب ومواد التدريب وينصب الحديث اليوم عن المتدربين وسلوكياتهم الغريبة, الملاحظة الأولى هي أن أغلب المتدربين لا يملكون دافعية قوية للتدرب رغم أنهم يدفعون مبالغ طائلة وهذه ظاهرة فريدة يندر أن توجد في أي مجتمع من المجتمعات, يقول أحد المشرفين في مركز تدريب معروف إنهم يتخذون اجراءات متشددة لاقناع المتدربين بالقوة للحضور والتقيد بمتطلبات الدورات التدريبية، وبالكاد ينجحون لأن ظاهرة المتدربين الذين يدفعون رسوم الدورة التدريبية ثم يطنشون أو يتطلعون فقط للشهادة وليس العلم أصبحت أوضح من ظاهرة انتحار الدلافين مع فارق التشبيه !!.
هل التدريب اصبح مثل التعليم يتوقف نجاحه على ورقة اسمها شهادة نجاح ويتبلور في عملية احتفالية أنيقة اسمها حفل تخرج؟ وهل التدريب مسألة ترفيه ورفاهية مستلة من عصور الطفرة التي كان يُنظر فيها للتدريب كفرصة للتمشية وتغيير روتين الحياة بدلا من وسيلة للتنمية والتطوير؟ أسئلة حائرة في شباك ممارسات وتصورات اجتماعية وثقافية ضيقة لا تتناسب البتة مع عصرنا الواسع, يتابع المسؤول قائلا ان الذي يستغربه هو لجوء بعض الطلاب لأساليب الغش والمكر والتوسطات وغيرها من لزوميات الشطارة الاجتماعية لاجتياز الدورة التدريبية وكأنهم لا يخدعون سوى أنفسهم!!.
العملية التدريبية هي أشبه ما تكون بمثلث له ثلاثة اضلاع متكاملة بعضها يكمل بعضا : المدرب مركز التدريب ومادة التدريب والمتدرب, وعندما يكون هناك خلل في أي من هذه الأضلاع يكون المثلث قريبا في الوصف من مثلث برمودا الداخل فيه يدفع فلوسا والخارج منه لا يفقه شيئا!!
الخوف هو أن تكون جموع الطلاب الذين سيتبناهم صندوق التنمية البشرية هم من الطينة نفسها يرسلون الى مراكز التصوير نفسها ويتم حشو أذهانهم بالكتب والمذكرات الصفراء ذاتها فينطبق المثل القائل كأنك يا غازي ما غزيت !!
وحتى لا يكون هذا المقال انتقادا فقط، يلزمني توجيه اقتراح لصندوق التنمية البشرية يقضي باضافة الى تدريب الخريجين الجدد على المهارات الأساسية لابد من تبني ارسال المتدرب الطلاب والخريجين للعمل والتدرب عمليا في شركات ومؤسسات القطاع الخاص مع دفع رواتبهم طيلة مدة التجربة ثلاثة أشهر ، وهذا نوع من التدريب التعاوني تنمية الممارسة وليس الذاكرة ، نحتاجه في هذا الوقت أكثر من أي شيء آخر !!.
Sunotaibi@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved