اصاب الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس البعثة السعودية الى اولمبياد سدني ,,, الحقيقة عندما اشار في حديثه لوفد الاعلام الرياضي الكويتي الى دور القطاع الاهلي في دعم الرياضات الاولمبية بأنواع الالعاب الفردية والمختلفة, فالنهوض بها والارتقاء بمستوياتها,, ابطالها ونجومها يكلف كثيرا,, خاصة الالعاب الفردية فلكي تنتج بطلا واحدا في لعبة فردية على المستوى الاولمبي قد تحتاج لميزانية خاصة,, تكفي للصرف على منتخب لعبة جماعية بلاعبيه واجهزته الفنية والادارية لمدة عام كامل.
وهكذا يصعب على اي جهاز رسمي مسؤول عن الرياضة والشباب في اي بلد عربي رصد ميزانيات خاصة وضخمة لصناعة ابطال الالعاب الفردية,, وهذا احد اسباب تخلف ابطالنا العرب عن اللحاق بأبطال الاولمبياد,, فهناك مسافات شاسعة بين مستوى وامكانات ابطالنا,, وابطال اوروبا واميركا ابطالنا بلا دعم حقيقي,, بلا رعاية شاملة,, بلا ادنى اهتمام,, وابطالهم,, تتهافت الشركات والمؤسسات والبنوك والمصانع على دعمهم ورعايتهم من الالف الى الياء ويحظون بأقصى درجات الاهتمام والتشجيع والمتابعة.
ابطالنا لا يتأهلون للاولمبياد,, لعدم تحقيقهم المستويات المطلوبة.
ابطالهم,, يفكرون فقط في توزيع حصصهم من الذهب.
ابطالنا,, اذا تأهلوا للتصفيات,, خرجوا من الجولة الاولى.
ابطالهم,, اذا تأهلوا,, حصدوا الذهب والفضة والبرونز.
الى غير ذلك من ابواب المقارنة,, وهي بالطبع ليست في صالح ابطالنا العرب,, الذين لا يمكن ان نوجه لهم اصابع اللوم او الاتهام,, او للجهات الرسمية المسؤولة عنهم وانما للقطاع الاهلي,, اساطين المال والاعمال,, من الشركات والمؤسسات والبنوك,, الذين لا يقومون ب 1% من دورهم المطلوب وواجبهم الوطني في دعم ورعاية ابطال الالعاب الفردية.
من هنا نفهم وندرك مغزى حديث الامير نواف بن فيصل بن فهد حول ضرورة دعم الالعاب الفردية,, وابطالها من قبل القطاع الخاص,, وهنا تحضرني قصة العداء المغربي العالمي سعيد عويطة,, فهذا البطل خرج من المغرب طالبا للعلم في احدى جامعات فرنسا, وهناك وجد الف يد لرعايته وصناعته كبطل لسباقات المسافات القصيرة والمتوسطة,, من الشركات والجامعات الفرنسية,, ولم يمض وقت طويل حتى فوجىء المغاربة قبل الاخرين ببزوغ النجم العالمي سعيد عويطة في اولمبياد لوس انجلوس 84 وهناك نوال المتوكل,, التي اكتشفت نفسها في اميركا خلال دراستها هناك وهناك عشرات الامثلة,, السكاح، ابو الطيب، مرسلي، نزهة بدران، القروج وغيرهم,, عرفوا طريق النجومية وبلغوا مراتب العالمية في الدورات الاولمبية وبطولات العالم من خلال دعم ورعاية الشركات الاجنبية وهو ابلغ دليل على دور القطاع الخاص في صناعة الابطال واطلاق النجوم الى فضاء الشهرة والمجد,, للاسف الشديد لا وجود لهذا الدور في عالمنا العربي,, وفي وطننا الغالي,, فابطالنا في الفروسية والعاب القوى السداسي الذهبي خالد العيد، رمزي الدهامي، كمال باحمدان وفهد الجعيد وهادي صوعان وحسين السبع,, لم تقدم لهم المؤسسات والشركات والمصانع والبنوك الوطنية دعما ماديا يذكر ولا حتى قيمة تذاكر السفر والاعاشة,, فضلا عن الرعاية بمفهومها الشامل والحوافز المغرية ولولا دعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحادي الفروسية والعاب القوى لما تأهلوا اصلا لاولمبياد سدني 2000.
دعوة الامير نواف بن فيصل في سدني,, وقبلها دعوة الامير سلطان بن فهد وفي العديد من المناسبات القطاع الخاص لدعم قطاع الرياضة والشباب خاصة في مجال رعاية ابطال الالعاب الفردية وبعض منتخبات الالعاب المختلفة كمنتخب اليد على سبيل المثال الذي سيدافع عن سمعة اليد السعودية في مونديال العالم في فرنسا مطلع العام المقبل يجب ان تجد لها اذنا صاغية واستجابة حقيقية وتفهما واعيا, وادراكا عميقا للمسئولية من كبريات الشركات والمؤسسات والمصانع والبنوك الوطنية فالمشوار مازال طويلا,, وعلينا ان نبدأ الخطوة الاولى,, حتى لا نظل اسرى مقاعد الدهشة والحسرة ونحن نتابع كل مساء ابطال العالم يحصدون ذهب سدني بلا هوادة او رحمة, فيما نتوسد احلامنا تارة,, وآلامنا تارة اخرى,, بانتظار بزوغ فجر جديد,, يعيد صياغة كل المعادلات!!
|