| مقـالات
* قبل خمسة وأربعين عاماً في عام 1376ه وما بعدها تم افتتاح مباني مستشفى بريدة المركزي مع عدد من المراكز التعليمية التي اشتملت على مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية جميعها على ربوة مرتفعة شرق مدينة بريدة، وهذه المجاورة توحي بأهمية التعليم وعوائده المستقبلية على الصحة، ودوره في تنشئة الحاجة الوطنية من الأطباء وصف التمريض لتشغيل مثل هذا المستشفى بهيئة وطنية تؤسس خبرتها وبحوثها وتوطن علومها وتجاربها الصحية ومعارفها العلمية في موقعها الوطني! ومرت العقود تترى وكنت تدخل المستشفى فتتذكر بيت الشاعر المتنبي، حينما دخل شعب بوان فوصفه:
ولكن الفتى العربي فيه غريب الوجه واليد واللسان |
هذا الواقع بدأ يتغير في السنوات الأخيرة وبدأنا نرى شبابنا المتعلم المتدرب يأخذمكانه في الأشعة والمختبر والصيدلية، ومكتب الاستقبال ومواقع التمريض، ونتطلع مستقبلا ان نرى الاطباء والاستشاريين من مواطنينا السعوديين الذين يتعلمون في مثل هذا المستشفى ويعلمون، ويصنعون تجاربهم، ويُعدون بحوثهم ويحللون واقع الصحة في منطقتهم، ويوطنون خبرتهم، قلوبهم على مواطنيهم، وعيونهم على أدوائه، وأيديهم تمتد بالدواء لأمراضه، لا يرحلون إذا نجحوا وتمرسوا وأبدعوا! لقد مضت خمس وأربعون سنة على تأسيس هذا المستشفى المركزي، وهذه المراكز التعليمية المجاورة والمحيطة به، ونتمنى الا تمر بضع سنوات إلا وقد اكتحلت عيوننا وابتهجت قلوبنا بمرأى الاطباء من ابناء وطننا السعودي الكبير المبدع الولود وهم يعالجون مواطنيهم بعلم وإخلاص وتخصص وحكمة! إن وجود مستشفى في مدينة إنما يعني كلية طب، مدرسة لإعداد النشء وتدريب الاجيال ورص الصفوف الوطنية التي تأخذ مكانها، إن مستقبلنا بإذن الله يعد بالخير، ويعد بالتوفيق ويبشر بتكامل تحقق الآمال، وتكامل ازدهار الوطن واستدارة البدر، والخطط الاستراتيجية التي طبقتها وماضية في تطبيقها دون توقف دولتنا - وفقها الله - لسعودة القطاعين العام والخاص تعني ان شبابنا النامي والحالم والمؤهل سيأخذ مكانه اللائق به في كل مرافق الحياة داخل وطنه والأمر السامي الكريم بافتتاح كلية للطب بمنطقة القصيم يعد بالوفاء بحاجة المنطقة من الاطباء الوطنيين الذين تبقى خبرتهم وتجاربهم ونجاحهم لنا على امتداد الحاضر والمستقبل فعلى الشباب ان يهيئ نفسه، ويُعد ذاته، ويكون على مستوى المسؤولية التي تنتظره فإن بالتعلم والتخصص والتدرب والطموح تتحقق الآمال، وتأتي الفرص، - ورحم الله - شاباً عرف ماذا يحتاج وطنه، وماذا يريد زمانه؟ فإن لكل زمن مطالبه وشواغره، والموفق من وفقه الله وألهمه اختصار الطريق إلى موقع العمل الذي يحتاجه الوطن فعلاً
|
|
|
|
|