|
| فنون تشكيلية
لقد تعودنا من جريدة الجزيرة وأخص بالذكر صفحات الفن التشكيلي الاهتمام بما يخص هذا المجال الابتكاري الابداعي، وابداء الآراء ووجهات النظر التي تساهم في دفع الحركة التشكيلية السعودية الى الامام، وبما انني جزء صغير من هذا المجال وصوت ضعيف ينادي يا قوم التشكيليين الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية والنقد البناء هو أساس قوي ومتين لتشييد صرح حضاري تشكيلي يعكس رقي حضارتنا وتطورها، ومن هذا المنطلق كان لي وجهة نظر أحب أن يشاركني بها الزملاء والزميلات وابداء آرائهم حولها ووجهة نظري هذه عبارة عن عدد من الاسئلة التي تؤرقني وأتمنى أن يكون لها اجابات من ذوي الخبرة أو المهتمين بهذا المجال وهي تتعلق بظاهرة لجان مختارة تعنى بمعارض جماعية للفنون التشكيلية، سواء كانت هذه اللجان لجان تقييم للأعمال الفنية أو لجان اشراف على المعارض.
والسؤال هنا ما هي مقومات أو مواصفات كل عضو من أعضاء هذه اللجان؟
مما لا شك فيه اننا نتفق جميعا ان الخبرة والعلم والممارسة لها دور كبير في اختيار أعضاء هذه اللجان، وان هدف اللجنة المختارة سواء للتقييم أو الاشراف هو بالمرتبة الأولى تقديم عمل أو معرض ناجح ومتميز وهذا العمل مقدم باسم عمل جماعي سعودي, فهل كان هذا الهدف هو بالفعل مراد كل عضو من أعضاء هذه اللجان وليس الابراز أو القتال الى حد الموت للريادة والسيادة وبالتعبير البسيط الزعامة ؟
اذا توقفنا قليلا ونظرنا الى عبارة الفن الصادق له هدف فما هي أهداف اللجان المشرفة على هذا الفن؟
ان ما لفت نظري في المعارض ويتعلق بهذه اللجان هو عندما يشرفون على هذه المعارض تكون أسماؤهم هي البارزة اعلاميا وصور أعمالهم الفنية تحتل الصدارة في كتيبات المعارض أو اذا كان المعرض مقاماً خارج المملكة فيكتفون فقط بتعريف أعمالهم وليس بتقديم المعرض ككل، فهل هذا الشيء حق من حقوقهم كمشرفين على العمل، وأضع بين قوسين الجماعي ؟.
وأرجع الى نقطة معلوماتي البسيطة عن هذه اللجان بأن في مفهومي ان كل لجنة تشكل تختار رئيسا لها ولكن عند تقييم الأعمال الفنية فان العمل يقيّم بموجب ترشيح أغلب الأصوات له من أعضاء اللجنة، على أن تكون اللجنة مشكلة بعدد فردي أي خمسة أعضاء أو سبعة أعضاء أو ما شابه ذلك، وان يقيّم العمل الذي يحمل مواصفات فنية متعارفاً عليها سواء في التكوين أو التقنية أو غيرها من أسس بنائه، ولكن من الملاحظ انه اذا كان رئيس اللجنة يأخذ اسلوبه الفني مدرسة فنية معينة فان أغلب الأعمال التي تعرض وتقيّم تكون تابعة لهذه المدرسة! فمثلا اذا كان رئيس اللجنة فناناً يميل الى المدرسة التجريدية فأغلب الأعمال المعروضة تنتمي الى المدرسة التجريدية.
وهنا يأتي سؤال آخر، هل يجب على أعضاء اللجان ان ينتموا لمدارس فنية مختلفة؟ واذا انتموا جميعهم الى مدرسة فنية واحدة فهل تقييمهم لأعمال الفنانين والفنانات المشاركين يكون بناء على تحيزهم لهذه المدرسة؟
ربما أجد لديكم اجابات صريحة وواضحة على تساؤلاتي هذه، والصراحة والصدق هما من أهم الصفات التي يتمتع بها الفنان التشكيلي الجيد.
هدى العمر فنانة تشكيلية |
|
|
|
|
