| فنون تشكيلية
وجود جمعية خاصة بالفنون التشكيلية في المملكة شكل طبيعي في ظل هذا العدد المتنامي من الفنانين التشكيليين وفي ظل أربعين عاما هو عمر الحركة التشكيلية السعودية، وفي ظل هذا الحضور الذي يمثله الفنان التشكيلي السعودي وتمثله أعماله في المحافل العربية والدولية، ولا أرى أي اشكال أو تضارب أو ما يزعل من وجود لهذه الجمعية، فالأندية الأدبية في المملكة تقوم بدور في حركة الأدب السعودي، وتحت مظلة أو اشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون تقوم أيضا بنشاطات أدبية لا تتعارض مع نشاطات الأندية الأدبية، وبنشاطات تشكيلية لا تتعارض مع قسم الفنون التشكيلية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبنشاطات للفنون الشعبية لا تتعارض مع نشاطات ادارة الفنون الشعبية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، حتى الأنشطة المسرحية فالتي تقوم بها الرئاسة أو مكاتبها أو حتى الأندية لم تتعارض مع نشاطات الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وهي التي شرفتها الرئاسة عددا من المرات بالمشاركة في مناسبات مسرحية عربية.
اذن فوجود جمعية للفن التشكيلي السعودي لن يتعارض مع نشاط أي جهة بل انها ستكون الجهة الأكثر ملاءمة لهذا النشاط بحكم أمور كثيرة لعل أهمها انها ستتشكل من الفنانين التشكيليين السعوديين أنفسهم وسيرجعون في كل الأحوال الى الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي نظمت العمل التشكيلي وأطلقته متصلا منذ منتصف السبيعنات الميلادية.
أعتقد ان كثيرا من الامور التي توضع مقابل طلبات أو تمنيات أو رغبات بعض الفنانين التشكيليين السعوديين بقيام الجمعية العربية السعودية للفنون التشكيلية ليس بتلك الأمور المقنعة التي ستحل مكان هذا الكيان المتخصص.
هذه المطالبة لا تعني أية تقليل أو للتقليص أو غير ذلك من نشاطات أو برامج أحد، فليعمل الجميع, الأهم هو مصلحة الوطن ومقدار ما نعمل من أجله تحت أي جهة أو مظلة أو خانة ولا شك ان وجود جهة مختصة بالفن التشكيلي سيكون العمل معها أسهل وربما أقرب من كافة النواحي، ولعل حرص المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب واهتمامهم بما تنشره الصحافة نحو أنشطتهم، وحرصهم على تفهمها والاستفادة من المقترحات، وتنفيذ ما يمكن، وما هو أكثر نفعا وايجابية للساحة التشكيلية، هو ما يجعل الكثير أكثر قربا وتجاوبا، ولعل انشاء اللجنة الاستشارية للفنون التشكيلية ذات العدد غير العادي في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وبالطريقة الاستعلائية التي معها نفاجأ بنشر اسماء لا يعلم عدد منها بذلك الا عبر الصحف، وكذلك دخول هذا العدد وأكثر من ذلك وبعضهم لا أعرف كيف يتم اختياره كاستشاري وبعيدا عن الاسماء كل ذلك يجعل الشكل الظاهر أمامنا هو شكل اعلامي بحت ليس جديدا على الجمعية التي اختلفت أو اختلف معها قبل الآن الفنان الراحل الرائد محمد موسى السليم رحمه الله على ذلك.
واللجنة أو اللجان الاستشارية سبق ان خاضتها الجمعية ولم أر أن لهذه اللجان ذلك الدور المؤثر وحسب علاقتي بعدد من أعضاء هذه اللجنة وبينهم الفنان محمد المنيف الذي تحدث عن ذلك في رده أو تعقيبه على أمين اللجنة الاستشارية للفنون التشكيلية بالجمعية فالأمر لا يتعلق بأكثر منه احتواء للفنانين, وهو شكل غير صحيح والطبيعي ان الاحتواء بالأفعال وارجو ألا ترد الجمعية بعد هذا المقال لتقول اننا أقمنا معارض لفلان ولعلان من الفنانين التشكيليين السعوديين في كافة مناطق المملكة فهو من مهامها، وما قامت به الرئاسة العامة لرئاسة الشباب نحو الفن التشكيلي السعودي لا يقارن بما قدمته الجمعية ولم يقل أحد من المسؤولين ذات يوم اننا عملنا لكم كذا أو كذا، أو قدمناكم أو أعمالكم في معارض دولية هامة.
ان المطالبة أو الرغبة في قيام جمعية للفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية ليست رغبة جديدة، وقد كتبنا عنها من سنوات طويلة، ولم تزل تراودنا ونحلم بها، وهي مطالبة لا نوجهها ضد أحد لأن العبرة في من يعمل وبان نعمل جميعا فكلنا سواء كنا عن طريق الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، أو عن طريق جمعيتنا المقترحة المأمولة وهي الجمعية العربية السعودية للفنون التشكيلية أو غير ذلك، أقول كلنا نعمل لكيان واحد، لوطن واحد ولشعب واحد ولهدف واحد هو رفعة اسم وطننا العزيز.
انه من المصادفات، ولا أعتقد أنها كذلك ان المطالبة أو الرغبة أو الحديث حول جمعية للفن التشكيلي السعودي، وهو ما كتبه الزميل الفنان محمد المنيف قبل أسابيع في زاويته تلميحة بهذه الجريدة العامرة والمتميزة قد تزامنت مع نشر اعلان اسماء اللجنة الاستشارية التي شكلتها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون مع ال25 اسما المنشورة وعلى ان العدد أكثر من ذلك، الا ان ما يمكن تمنيه أو الرغبة في تحقيقه، وهو مطالبة الزميل الفنان التشكيلي محمد المنيف بإنشاء أو قيام جمعية سعودية للفنون التشكيلية وكأن الجمعية في نشرها الاعلان بصفحة مغايرة هو رد عن احتواء الجمعية لمعظم التشكيليين، ثم الرد الذي كتبته الجمعية أو أحد منسوبيها ومذيل بأمين اللجنة الاستشارية للفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون يوم 23/5/1421ه وفيه من القساوة ما لا يمكن أن يصدر عن جهة ترى في نفسها انها معنية بالفن وبالفنانين، والواقع انني فوجئت بالرد وقرأته عدة مرات واستخلصت ان الجمعية ترغب فيمن يرضى بأقوالها وأفعالها وليس بمن يختلف معها أو من يقترح ويقول عنها شيئا ولو يسيرا، وعلى ان الزميل الفنان محمد المنيف قد عقب على ذلك الرد فيما بعد, الخميس 16/6/1421ه الا انه يبقى على الجمعية أن تتعامل مع الجميع كجهة وليس كفرد أو كأفراد، فهي مؤسسة وتحتاج الى ان تجمع بدل ان تنفر وتسمع بدل من تصدر أوامر، ولعل من ذلك طرح اسماء لجنتها الاستشارية، وغير ذلك، ومع ذلك فانه تبقى المطالبة بجمعية سعودية للفنون التشكيلية مطلبا طبيعيا، وليس حضاريا كما قال الزميل الفنان المنيف فهو طبيعي لأن الحركة في المملكة ليست وليدة الأمس وهي عامرة بالفنانين الصادقين المخلصين والحريصين على سمعة بلادهم وسمعة اسمائهم وسمعة فنهم والعبرة ليست بالتصريحات أو الحديث لوسائل الاعلام بقدر ما نعمل، وهنا فانني أرفع اقتراحي ومطلبي لمقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، ولمقام صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب بأن تجد أصواتنا نحن التشكيليين ورغبتنا وأمنيتنا النور على يديهما الكريمتين بقيام الجمعية العربية السعودية للفنون التشكيلية .
وحفظ الله الجميع وأخذ بيد كل مخلص لهذا الوطن الغالي.
عبدالرحمن السليمان الدمام فنان وناقد تشكيلي محرر الفنون التشكيلية بجريدة اليوم
|
|
|
|
|