| العالم اليوم
من الذي يستحق المحاكمة؟ هل نظل دائماً ننصب المقاصل للضحايا ونترك الجلادين يواصلون حصد الارواح,,؟!!
جميعنا شاهدنا العراقي عادل فهد جهيد الذي خطف الطائرة القطرية بخشبة ومشط وأجبرها على الهبوط في مطار حائل بعد ان كانت متجهة من الدوحة الى عمان.
في البداية لا احد يقرُّ عمليات خطف الطائرات المدنية، إذ إن التهاون مع مثل هذه الاعمال يعرض ارواح المئات من الركاب الابرياء للخطر، وربما الموت، وبالتالي فإن معاقبة الخاطفين وبشدة ضرورة وقائية لابد منها لحماية ابرياء آخرين لا ذنب لهم في الحالة التي تدفع إنساناً الى ارتكاب عمل يعرف أنه يحمل مخاطر كبيرة ولكن من الذي يدفع ذلك الانسان إلى الإقدام على مثل ذلك العمل؟
المختطف العراقي الذي ظهر على شاشة التلفزيون، كالطير المهيض الجناح الذي يلعب به الأطفال، يشدّه من الأمام رجال الأمن، ومن الخلف يضغط عليه رجل آخر يلوي معصمه، وهو يردد: أنا لست بسياسي، أريد الأمم,, لا تعملوا مشكلة، أنا لم استعمل سوى خشبة ومشط,, وعمّا ذكر عن استعماله سكيناً كبيرة,, أجاب: استعملت مرايا زجاج بعد أن كسرته,,؟!!
مثل هذه الاجوبة تؤكد أن المتحدث لا يعي خطورة فعلته، وأنه وصل الى درجة من اليأس بحيث أصبحت تصرفاته مصدر خطر لكل من حوله وقدر ركاب الطائرة أنهم كانوا معه على تلك الطائرة.
لنعد إلى المحيط الاجتماعي الذي ينتمي إليه المختطف، الذي لا نعرف كيف وصل الى قطر متسللاً، والسؤال المطروح: ما الذي يدفع شاباً لا يتجاوز عمره الاثنين والعشرين عاماً وبدون أية التزامات أسرية، فهو لا يعول أسرة، ولا زوجة له ولا اطفال، من الذي يدفعه إلى ان يهرب من بلاده ويتسلل عبر دول أخرى إلى قطر!!
وسؤال آخر: ما الذي يدفع العراقيين الى الهروب من بلادهم، فقبل أيام مات غرقاً عدد من الاكراد العراقيين وهم يحاولون الهرب إلى قبرص بعد أن امتطوا قارباً من لبنان!!
وقبلهم قُبض على عراقيين يحاولون دخول استراليا بعد ان تسللوا إليها من اندونيسيا.
كم من العراقيين يتواجدون الآن في الاردن وسوريا,, وكيف يعيش هؤلاء,,؟! العراق الذي كان قبل عشرة أعوام فقط يعمل فيه أكثر من أربعة ملايين عربي وآسيوي، أبناؤه الآن مشردون يستجدون لقمة العيش في الأردن قبل فرصة العمل.
هؤلاء الضحايا الذين تتجسد صورتهم في المختطف المذعور عادل فهد جهيد، جلّادهم واحد,, معروف للجميع,, فمتى سيقدم للعدالة للاقتصاص منه تكفيراً عن كل ما يرتكب ضد هذا الشعب المقهور!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|