أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 20th September,2000العدد:10219الطبعةالاولـيالاربعاء 22 ,جمادى الثانية 1421

الريـاضيـة

بروح رياضية
لن يستوي الظل والعود أعوج
خالد بن عبدالله الباحوث
على الرغم من انشغال العالم بفعاليات دورة سيدني الاولمبية والتي هي بحق واحدة من اجمل الدورات الاولمبية ان لم تكن الاجمل على الاطلاق على الاقل من خلال التقييم الأولي لحفل الافتتاح ونشاط ومسابقات الايام الثلاثة الاولى من فعالياتها نقول على الرغم من توجه النقاد والكتاب والصحافة الرياضية العالمية نحو هذا الحدث العالمي الا ان الكثير لدينا ما زالوا يعيشون هاجس وصدمة خروج منتخباتنا السنية لكرة القدم ابتداء من المنتخب الاولمبي وانتهاء بالشباب مرورا بالناشئين.
فخلال الايام القليلة الاخيرة تم الحديث عن هذا الموضوع بإسهاب وتم اثارة مجموعة من النقاط كغياب الاهتمام بالقاعدة وضعف مستوى مسابقات ودوري الناشئين والشباب وغيرها من النقاط المهمة التي تم اثارتها من خلال الندوات واللقاءات والتصريحات والمقالات وغيرها من المنهجية الصحفية والتي تمت مؤخرا, فمن رأي المدرب الاجنبي الكبير الذي يرى ان السبب في ضعف مستوى الدوري ووجود اخطاء في مسابقات الناشئين والشباب الى الاكاديمي الذي يرى ان الخلل في القاع ومن الخبير الذي يرى عدم الاهتمام بالصغار هو اساس المشكلة الى المدرب الوطني الذي يلقي باللائمة على الاندية ومن المدرب الوطني الذي يرى ان البدء من الاعلى لن يحقق الا مزيدا من الفشل الى مسؤول احد الاندية السابق الذي يعتقد ان احد الاسباب هو عدم وجود دوري مدارس في المدن.
لقد تزايدت الآراء والافكار والمقترحات المطروحة خلال الايام القليلة الماضية خصوصا في ظل تألق الكرة الكويتية واليابانية والجنوب افريقية في اولمبياد سيدني المقامة حاليا وذلك اسهاماً ومشاركة من الجميع للمساعدة في الخروج من هذا المأزق والذي سيؤثر سلبا على تطور الكرة السعودية مستقبلا، وعلى الرغم من ان جميع من ساهم في هذه النقاشات والآراء ابدوا نقاطا مهمة وحيوية وتحتاج الى دراسة وتركيز الا ان الغالبية العظمى منهم اهملوا جانبا مهما قد يكون له الاثر الاكبر على تأخر الفرق السعودية عن شرف منصات التأهل والتتويج.
وقبل ان نتحدث عن بعض الاسباب التي اوصلت الى هذه النتيجة دعونا نذكر بأن تقهقر منتخبات المملكة السنية لم يكن جديدا او وليد السنوات القليلة الاخيرة وانما ابتداء من اكثر من ثماني سنوات فعلى مستوى الناشئين كانت نتائج ومستويات المنتخب جيدة وتسير من حسن الى احسن وذلك منذ بداية الثمانينات الميلادية وحتى بداية التسعينات الميلادية والتي تخللها حيازة المنتخب على خمس بطولات آسيوية وكأس للعالم, ومنذ عام 1994 تقهقرت نتائج منتخب الناشئين بشكل ملحوظ, اما ما يخص المنتخب الاولمبي فمنذ الاخفاق في اتلانتا 1996 الى الاخفاق بالتأهل لسيدني اما منتخب الشباب فهو الآخر لم يشذ عن زملائه الآخرين فمن المستوى السيىء والصورة الضعيفة في نيجيريا الى الاخفاق بالتأهل مؤخرا بالطائف.
ان من اهم الاسباب التي لم يتحدث عنها المتحدثون هي الجهل الاداري الذي يعم كثيرا من انديتنا الرياضية وضعف موارد الاندية المالية وغياب الادارة المالية السليمة فيها يضاف الى ذلك استعجال الادارات الحصول على نتائج سريعة على حساب بناء القاعدة والاساس.
اما السبب الاخر والاهم على الاطلاق من وجهة نظر خاصة فهو يعود مباشرة الى نظام الاحتراف لدينا.
فالنظام لدينا ضعيف جدا ولم يتم تطبيقه الفعلي بعد وما يوجد لدينا هو عبارة عن لائحة ولجنة واعضاء ادارات اندية يتصارعون على اهم شيء لدى بعضهم وهو تسجيل لاعبين جدد بينما يتحمس البعض الآخر للتخلص من بعض اللاعبين لقبض الثمن وانهاء الازمة المالية مؤقتا في ظل غياب الثقافة المطلوبة والادارة السليمة للاحتراف الرياضي والتي تعتبر احد اهم مقومات نجاحه, او كما يقول عميد الحكام العرب وأحد المحاربين القدماء في ميادين الرياضة العربية فاروق بوظو انه تم الترحيب بالاحتراف الرياضي على اعتباره في نظر الكثيرين كلمة سر تقدمنا والعصا السحرية التي يمكن ان تقودنا الى التطور والتفوق الرياضي,,, فنظام الاحتراف يجب ان يعني نظاما دقيقا ومبرمجا ومدعما يحكم كل العاملين فيه بتأمين كل معاييره ومتطلباته وشروطه بدءا من الاندية التي يجب ان تتوفر فيها ولها كل شروط الاحتراف الكفيلة بحماية حقوق اللاعبين والمدربين والاداريين,,
وهنا فليسمح لنا القراء الاعزاء بتقييم سريع لمرحلة الاحتراف لدينا مع التذكير بأن لكل عمل صغر او كبر ايجابياته وسلبياته وحديثنا سوف يتركز على السلبيات عوضا عن الايجابيات وذلك لأن الايجابيات ايجابيات ولا تحتاج الى تقييم ثم ان الايجابيات للوطن وخدمة الوطن وكما هو معروف واجب على كل مواطن ولا ينتظر الشكر عندما يؤدي واجبه الوطني, على اية حال نعتقد ان هنالك نقاط ضعف في النظام المطبق لدينا قد يبرز اهمها:
اولا: مازالت شعرة معاوية هي الفاصلة بين الاحتراف والهواية لدينا وأبرز ما يميز تلك الفترة انها فترة تجربة الصح والخطأ, من خلال ادخال لوائح وبنود جديدة تم الغاؤها, والاهم من ذلك فان التجربة تلك لم تتجاوز مرحلة لائحة مكتوبة، فالتطبيق الفعلي للاحتراف لم يتم بصورة كاملة وشاملة.
ثانيا: حتى تلك اللحظة لا تتوفر لدى الاندية الرياضية ابسط اساسيات البنية التحتية للاحتراف الرياضي والتي من ابرزها منهجية الادارة الرياضية الحديثة والادارة المالية السليمة للاحتراف, كما انه ما زال هناك عدم إلمام بمفاهيم التسويق الرياضي الحديث,, ولذلك فانه يتم التساهل في دفع مقدم عقود المحترفين الذين اصبحت رواتبهم هي الاخرى تتأخر بشكل متكرر ومألوف, وهو الشيء الذي يتعارض مع الفقرات الاولى والثانية والسادسة من المادة الثانية من لائحة الاحتراف الرياضي والتي تشدد على ان اللائحة تهدف الى ارساء قواعد تعطي اللاعب صفة اجتماعية معترفا بها كمصدر للكسب الشريف وكذلك توفير الاستقرار المادي والنفسي للاعب واسرته وكذلك تأمين مصادر دخل اضافية للاندية.
كما ان مشاكل التوقيع والتسجيل فيما بين الاندية بعضها البعض وبين اللجنة احيانا اصبحت تتكرر بشكل سنوي وهو الامر الذي يتعارض مع الفقرة الخامسة من المادة الثانية من اللائحة والتي تشدد على ان اللائحة تهدف الى تنظيم عمليات انتقال اللاعبين المحترفين بين الاندية.
ثالثا: ما زال هناك قصور في مفهوم ثقافة الاحتراف لدى الاندية ولاعبيها فادارات الاندية لم تحسن حتى الآن التعامل مع المحترفين كما ان اللاعبين لم يدركوا بعد واجباتهم ومسؤولياتهم ولكم ان تذكروا الايقافات المتكررة الاخيرة وغياب اللاعبين المتكرر عن التمارين بل ان المصيبة الكبرى تكمن في ان الالمام بالانظمة واللوائح الخاصة بالاحتراف من قبل ادارات الاندية واللاعبين لم يبلغ 50% من المفهوم الكامل حتى الآن على الرغم من مرور تسع سنوات على تطبيق النظام (وذلك حسب ما افاد به سعادة رئيس اللجنة الملاعب الرياضية 13/6/1420ه) وهذا الامر يتعارض كذلك مع الفقرة الثالثة من المادة الثانية التي تشدد على ان اللائحة تهدف الى ايجاد قواعد وضوابط نظامية تحكم علاقة اللاعب بالنادي والاتحاد.
رابعا: قد تكون العلاقة الطردية التي تجمع بين التطور الرياضي وبين عملية الاحتراف لدينا علاقة سلبية وذلك عطفا على المستويات الاخيرة للمنتخبات أما ما حصل من انجازات قوية للكرة السعودية كالحصول على كأس آسيا ثلاث مرات والتألق في نهائيات كأس العالم لعام 94 فهي قد تكون نتاجا وافرازات لفترة ما قبل الاحتراف.
وهذا الامر قد يتعارض مع الفقرة الرابعة من المادة الثانية والتي تشدد على ان اللائحة تهدف الى الارتقاء بمستوى اللعبة واللاعبين.
واخيرا يجب التذكير بأن الاحتراف الرياضي ونظامه له علاقة قوية بتطور مستوى الفرق السنية وله كبير الاثر عليها إن سلبا او ايجابا ولكم ان تدركوا ان غالبية لاعبي المنتخبات الاولمبية المتنافسة حاليا في سيدني هم اصلا محترفون لدى فرقهم المحلية او الفرق العالمية والاوربية.
Kbahouth@ Yah00.com
ص,ب 599 الرياض 11342

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved