| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
أشكر لرئيس التحرير والقائمين على هذه الجريدة جهودهم المباركة كما أشكر للأخ الفاضل عبدالعزيز الفنيسان ما بثه من خلال مقاله في هذه الجريدة في عددها 10211 وفي تاريخ 14/6/1421ه عن معاناة بعض الموظفين مع مديريهم وما يلاقونه من تسلط وظلم ولا غرابة في ذلك فحب الرئاسة يعمي قلب صاحبها ومن ثم يجني ذلك المدير أو الرئيس على نفسه كما جنت براقش على نفسها.
ولو فتشت عن هذه النوعية من المديرين لوجدتهم ممن طلبها فقد بذل الغالي والرخيص من أجل أن ينال ذلك المنصب ناسيا او متناسيا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تسأل الإمارة فإذا نالها بدأ بإصدار أوامره ونواهيه وبدأ بتحقيق مآربه بالتشفي من أناس لا يوافقونه في الرأي أو لا يصبحونه بالخير عند الدخول ويمسونه بالخير عند الخروج أولا يضحكون له إذا أتى بطرفة أو نكتة، أولا يقضون بعض حوائجه الخاصة.
ومع هذا يحاول كسبهم بطريقة حمقاء (شاوروهم واعصوهم).
أما من يقبل رأسه، ويقدم له حذاءه أو تربطه روابط أسرية أو تجارية فهو المخصوص بالثقة والثناء أولا وبكل ما يريد ثانيا.
هذا مستخدم مسكين راتبه زهيد يرغي ويزبد يبحث عن من يكتب له شكوى، للجهات العليا بسبب ظلم المدير له وتغطرسه عليه، قلت له مالك؟ قال : ما دون الحلق إلا اليدين قلت له: لا تعجل, فنظر إلي نظرة قرأت من خلالها قول الشاعر:
ولما رأيت الود ليس بنافعي عمدت إلى الأمر الذي كان أحزما |
دعوت له بالتوفيق وانصرف.
أيها المدير لي همسة في أذنك لعلها تجد أذنا صاغية، وقلبا واعياً، انظر إلى من هو تحت مسؤوليتك بعين الرحمة والعدل, واعلم ان آفة الرأي الهوى وان
إنارة العقل مكسوف بطوع هوى وعقل عاصي الهوى يزداد تنويرا |
أيها المدير الفاضل, لماذا يشمئز ولي الأمر حينما يراك ويقابلك لأنك مزقت معروضه المقدم لك أمامه, ولأنك طردته اليوم،واستقبلته في الغد بالترحيب والاعتذار لأنك عرفت أنه ياصل لماذا ينفر الطلاب منك ومن مدرستك بعد ان كانوا يقبلون على مدرستك زرافات ووحدانا؟
ولماذا تبعد استاذا عن تدريسه لمادة كان الرسوب فيها عنده بنسبة 25% وتقرب استاذا لأن نسبة النجاح عنده 100% وهل هذه النتيجة معقولة في مادة تطبيقية؟!
وأخيرا على مهلك أيها المدير
فالموت آت والنفوس نفائس والمستعز بما لديه الأحمق |
أوقفني يراعي عن الاستمرار في الكتابة وقال لي: لماذا كل هذا؟
أما سمعت قول المتنبي:
ومن البلية عذل من لا يرعوي عن جهله وخطاب من لا يفهم |
قلت له: سمعا وطاعة والخافي أعظم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
محمد بن فوزان الفوزان -المعهد العلمي في محافظة الزلفي
|
|
|
|
|