| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه الأيام هي أيام الواسطة وسوقها الرائج فالكل قد شمر عن ساعديه وجند جميع امكاناته للبحث عن واسطة من الوزن الثقيل فالابن الكسول ذو الدرجات المتدنية يحتاج من أبيه وأمه واخوانه وأصدقائه وجيرانه أن يبحثوا له عن واسطة ليسجل بالكلية التي يرغبها أو ترغبها عائلته والمدرس الجديد أو المدرسة الجديدة كل منهما يبحث عن واسطة تضعه في المدينة التي يرغبها والمدرسة المناسبة له والقريبة من سكنه, والموظف المرقى على وظيفة في القرية يبحث عن فيتامين و يجعله يباشر يوما واحدا في مقر الوظيفة المرقى عليها ثم يُوافق على نقله الى المكان الذي يرغبه ويُعطى اخلاء طرف بذلك, وخريجة هذا العام تبحث عن حرف الواو لتتعين في المكان الذي تريده بينما هناك مئات الخريجات اللاتي ينتظرن التعيين منذ سنوات طوال, ومخالفو أنظمة المرور ومعرضو أرواحهم وأرواح غيرهم للخطر يبحثون عن واسطة تنقذهم من عقوبة مخالفاتهم وتقصيهم من الغرامات المترتبة عليهم نتيجة تهورهم وطيشهم وحامل الشهادة الجامعية والمتعطل عن العمل منذ سنوات يبحث عن واسطة ليتعين على بند الأجور, الكل يقول اللي ما عنده واسطة مثل النخلة الماسطة أي أن من لا واسطة لديه يكون مثل النخلة الساقطة التي قد انتهى دورها في هذه الحياة, مسكينة انتِ أيتها الواسطة كما أنتِ ظالمة ومظلومة فأنتِ ظالمة عندما يستبدل بك الباطل بدل الحق أو يظلم بك مسلم مسالم، أو يحل بك الرجل غير الكفؤ مكان الرجل الكفؤ، أو يوضع بك الموظف غير المناسب مكان الموظف المناسب، أو يقبل بك الطالب ذو الدرجات المتدنية مكان الطالب ذي الدرجات العالية، أو يحرج بك الرجال ذوو الضمائر الحية، وأنتِ مظلومة عندما تبتذلين وتجعلين كالسلم الخلفي الذي يستعمله من يدخلونه من الأبواب الخلفية.
والله المستعان
محمد بن عبدالله الفوزان -محافظة الغاط
|
|
|
|
|