أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 20th September,2000العدد:10219الطبعةالاولـيالاربعاء 22 ,جمادى الثانية 1421

شعر

حديث أشلاء
د, سعد عطية الغامدي
عن واحدة من جولات المعركة المرورية التي تسقط كل يوم عشرات القتلى والمشلولين والمعاقين والجرحى.
أبتاه,.
ها قد أُعلنت أسماء كل الناجحين
حُزنا مراكز في التفوق بين
كل الفائزين,.
هيفاءُ ثانيةٌ,.
وأحمد أولٌ
ومحمدٌ كان المبرّز في صفوف
الأوّلين,.
وأنا بتقدير امتيازٍ في الدراسة
وامتيازٍ في النشاط
من الأمين
ابتاه,, كم علّمتنا أن التفوق
نعمةٌ
ورسالةٌ في العالمين
ووعدتنا إن نحن فزنا
بالتفوق
أن تكون إجازةٌ في الصيف
حالمةٌ,.
نعود منها للدراسة والتفوق جاهزين,.
هذا هو الوعد الجميل,.
وفاؤه قد صار دَيناً في ضمير الواعدين
ولقد حرصتَ بأن نكون لكل وعد
حافظين,.
علّمتنا أن الوفاء تفوقٌ,.
ورسالةٌ,.
ومن الوفاء بأن نبكّر راحلين
لإجازة في الصيف
حالمةٍ,.
وأسرةِ حالمين,.
وأقمتَ حفلا للأقارب
كي نودعهم,.
ونمضي أوفياء,, مواصلين,.
بِتنَا,.
وما بتنا بقية ليلنا
إلا على فرش السعادة
نائمين
جاء الصباح,.
ولم نبت,.
ودعوتَنا كي نبدأ السفر
المعطَّر بالحنان,, وبالحنين,.
وبدت لنا الأشياء,, في حُلَل
من الأحلام,.
توشك أن تبين,.
أصواتُنا,.
ضحكاتُنا,.
أشياؤنا,.
سيارةُ الأمس التي كانت جمادا
في محاجرنا,.
نراها فتنة للناظرين,.
كفراشة فوق الغصون,.
تذكي المشاعر في براءتها وتعشقها العيون
وصباحُنا
ليس الصباح,.
من الرتابة
والصرامة
وانقضاء الوقت بين الدارسين
عشنا صباحا لم نعشهُ
قبلُ، أو نشعر بأن الوقت
شيء,, غير هاتيك
الدقائق,, والثواني,, والسنين,.
بل جملةُ الأشياء
ضمن الوقت أولى أن تكون
شيء من القرآن,.
فالوعظ الذي يحيي قلوب الذاكرين,.
فتلاوة الأخبار,.
تجمع في شتات حقولها
شتى الفنون
لكنها ليست رفيقا للمسافر
يبتغي هربا من الإجهاد والهم الدفين
لم تَحو غير الخوض في بحر المآسي والشجون
فالقتل والإرهاب والتفجير
والتشريد أوّلها,.
وآخرها المنون
ونعود للأحلام,.
في شعرٍ,.
وموسيقى
وأنداء الخزامى
وانتشار الياسمين,.
ويداعب الوسَنُ الجفون,.
فنغيب في صمت
ونغفو في سكون,.
وأفيق يا أبتاه
يا أماه,.
يا أختاه
يا أخواه,.
في دنيا هي الأوجاع والآلام
والأسقام والبلوى
هي العجز المبين,.
مات الأب المحبوب
والأم الحبيبة,, تلك
والأخوان,, والأخت الحنون,.
مات التفوق في الدراسة
والنشاط
وماتت الأحلام,.
مات الحالمون,.
حتى الوفاء,.
تقطعت أوصاله وانبتّ
بين الناس في الطبع الخؤون,.
أصبحتُ,.
يا أبتاه لو أبصرتَ مشلولاً
كليلَ الطرف,.
مختلّ المواهب,.
لا أُبين
لم يبق لي إلا بقايا ذكريات
تهتز في قلق وإحساسٍ مَهين
لم تبق إلا صورة تبدو مروِّعة
لأشلاء على كتف الطريق
فيها بقايا من يقين
عن أسرة حلمت بشيء من خيال الحالمين
فغدت كلمح العين بين الميّتين,.
وحطام مركبة,.
تناثر في الشمال,.
وفي اليمين,.
وتكاد في تلك البقايا
تبصر الآلام شاخصة
وتسمع رجع أصداء الأنين
وبقيتُ في عجزي ويتمي
وانقطاعي في فناء العاجزين
أنا لست في الأحياء محسوباً ولا في الميّتين,.
أنا عبرة للعابرين
لو أنهم في بعض يومٍ يبصرون,.
أبتاه,.
لو أبصرت طفلك لاستبدّ بك الجنون,.










أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved