| محليــات
*
* برازيليا من رئيس التحرير واس
استهل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بجمهورية البرازيل التي وصلها صباح أول امس مبتدئاً جولة لدول امريكا الجنوبية، استهل الزيارة بعقد مباحثات رسمية مع الرئيس فرناندو هزيكي كاردوزو.
وحضر هذه الجلسة الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد، كما حضرها عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة البرازيلية.
وقد جرى خلال المباحثات الرسمية تبادل الأحاديث الودية وبحث العلاقات بين البلدين وتفعيلها بما يخدم مصالحهما المشتركة كما بحث الجانبان مجمل الأوضاع على الساحات العربية والدولية وفي مقدمتها قضية الشرق الأوسط والأراضي العربية المحتلة إضافة الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قد وصل البرازيل أمس.
وقد أقام فخامة الرئيس فيرناندو هزيكي كاردوزو رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية حفل غداء ظهر امس بقصر ايتاماراتي بوزارة الخارجية تكريما لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.
وحضر الحفل الوفد المرافق لسمو ولي العهد وكبار المسؤولين في الحكومة البرازيلية.
وقد تبودلت كلمتان ضمن الحفل بين فخامة الرئيس البرازيلي وسمو ولي العهد.
ففي كلمته رحب الرئيس فيرناندو هزيكي كاردوزو بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وقال: اننا نشعر بشرف كبير لاستقبال سموكم في البرازيل لاول مرة,, وبالنسبة لنا فإن هذه الزيارة تمثل لقاء شعبين يحترم كلاهما الاخر ويقدر كل منهما الاخر,, كما انهما حريصان على الرفع من مستوى العلاقات بينهما.
واضاف قائلا: ان الحوار بيننا يقوم على الثقة المتبادلة وان احد عناصره التي تجمعنا مع العالم العربي هو وجود اكبر جالية عربية من اصل عربي في العالم حيث يعيش بيننا عشرة ملايين شخص من اصل عربي.
وأوضح ان البرازيل والمملكة العربية السعودية تحتل كل واحدة منهما في منطقتها التي تعيش فيها مكانة مميزة.
وقال : اننا نتابع باهتمام بالغ التطورات السياسية في منطقة الشرق الاوسط لما لها من اهمية بالغة في العالم ونرحب ترحيبا حارا بامكانية قيام السلام في منطقة الشرق الاوسط السلام القائم على قرارات الشرعية الدولية وارادة شعوب المنطقة.
واضاف ان الحكومة البرازيلية تتابع باهتمام بالغ الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسموكم لاحلال السلام والاستقرار في منطقتكم وبالذات فيما يخص حل مشاكل الحدود في المنطقة.
وقال: ان السياسة السعودية التي تعمل على احلال التفاهم الذي يمكن من قيام دولة فلسطينية ذات امكانية جيدة هي امر معروف ومشكور,, وتأمل البرازيل ان تؤدي تطلعات الشعوب في المنطقة الى السلام وان يصبح هذا السلام حقيقة قائمة.
وأوضح ان البرازيل مثلها مثل المملكة العربية السعودية تهدف إلى قيام السلام والتقدم الاقتصادي والاجتماعي في منطقتها.
واردف يقول: يا صاحب السمو لقد تابعت الجمهورية البرازيلية جهود المملكة العربية السعودية البناءة للحفاظ على مستوى جيد لانتاج دول أوبك ضمن مستوى ثابت يناسب المنتجين والمستهلكين مما يحافظ على استقرار السوق والنمو المأمول للاقتصاد والتجارة في العالم.
واضاف: نحن نرحب بمبادرات المملكة خصوصا واننا نعلم ان ارتفاع الاسعار يضر بالجميع ولهذا فإننا تابعنا عن قرب مباحثات فيينا ونتطلع إلى قمة كراكاس,, وترى البرازيل ضرورة العمل على الرفع من الجهود الاقتصادية التي تهدف إلى اصلاح الخلل في الاقتصاد العالمي.
وقال: ان زيارتكم لبلادنا هي قفزة نوعية مهمة في العلاقات بين البلدين,, ورغم اننا سعداء بمستوى التفاهم القائم بيننا إلا اننا نعتقد ان هناك امكانية كبيرة لتعميق وتوسيع علاقات الاستثمار والتعاون الفني والثقافي بين بلدينا.
واضاف: واننا على يقين ان الاجتماعات التي سنعقدها معكم وسيعقدها الوفد المرافق لسموكم الكريم مع المسؤولين في البرازيل ستحقق الكثير من التعاون الاقتصادي مستقبلا,, ولهذا فإن هذه الزيارة التاريخية لسموكم نضع لها اطارا بالغ الاهمية لتطور وتنمية العلاقات على اسس متينة متناغمة مع الظروف الحالية والتحديات التي سيتصدى لها بلدانا.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم,, والحمد لله,, والصلاة والسلام على رسول الله.
فخامة الرئيس,.
أيها الحضور الكرام,.
يسعدني ان انقل لفخامتكم ولشعب البرازيل الصديق تحيات اخي خادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية معبرا لكم عن بالغ سعادتي بأن أكون في بلادكم الصديقة مقدرا كرم الحفاوة التي قوبلنا بها والوفد المرافق وانه لدليل يعكس ما للمملكة العربية السعودية من مشاعر ودية نبادلكم اياها ملكا وحكومة وشعبا في المملكة العربية السعودية.
فخامة الرئيس,.
ان ما يفصل بين بلدينا من مسافات جغرافية شاسعة يتداعى امام علاقات الصداقة والتعاون والمبادئ الانسانية وارث حضاري لايعترف ببعد المسافات وتراميها.
ان الروابط بين بلدكم الصديق ومنطقتنا تحمل ابعادا تاريخية وانسانية جمعت بين شعوبنا على مدى عقود من الزمن نعتز بها ونقدرها.
ومن هذا المنطلق كان للعلاقة بيننا اهمية خاصة سعينا ونسعى لتطويرها في كافة المجالات لاسيما وان البرازيل تحتل مكانة مرموقة في امريكا اللاتينية بل في العالم اجمع ولا ننسى دورها البارز في دعم ومساندة قضايا الامن والسلام في العالم.
إن واقع العلاقات بين بلدينا قائم ومبني على مبادئ ومفاهيم مشتركة في احترام الشرعية الدولية وحل المنازعات بالطرق السلمية وتأييد ودعم قضايا السلام في العالم كل ذلك ساعد على تطوير العلاقات ونموها في العديد من المجالات غير أن الامكانات المتوفرة لبلدينا لها من المكانة ما يفوق حجم التعاون القائم حاليا ومن الضرورة السعي لتعزيز التعاون الاقتصادي.
وفي هذا الصدد فإننا نتطلع إلى علاقات شراكة لها أبعاد استراتيجية لتحقيق درجات أعلى من التعاون والتنسيق بما يعود نفعه على شعبينا ويسهم في تحقيق ما نصبوا إليه جميعا.
فخامة الرئيس,.
إن منطقتنا تمر بمرحلة تاريخية بالغة الأهمية يتحدد من خلالها مصير عملية السلام في المنطقة وقد استجابت الدول العربية لمطالب السلام تمشيا مع قرارت الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام الذي أقر في مؤتمر مدريد عام 1991 والذي يحقق انسحابا إسرائيليا من جميع الأراضي المحتلة عام 1967م واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة في العودة إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إن السلام كان ولا يزال هدفا ومطلبا استراتيجيا للدول العربية والإسلامية إلا أن إسرائيل لازالت باقية على أساليبها لاستمرار احتلال الأراضي الفلسطينية وهضبة الجولان السورية الامر الذي عرقل مسيرة السلام في منطقتنا وهو امل يتطلب من جميع الشرفاء في المجتمع الدولي التدخل وحث إسرائيل على احترام الإرادة الدولية والالتزام بقراراتها الشرعية ومرجعية مدريد وتنفيذ ما سبق التوصل إليه من اتفاقات مع الفلسطينيين.
فخامة الرئيس,.
إن معاناة اشقائنا من شعب العراق تثير الألم وهي معاناة جاءت نتيجة استمرار نظامه في رفض التنفيذ الكامل لقرارات الشرعية الدولية والتي تسمح برفع العقوبات.
مؤكدين على ضرورة وأهمية الحفاظ على سلامة العراق ووحدته الإقليمية.
مرة أخرى (يا فخامة الرئيس) لكم بالغ الشكر والتقدير لمشاعركم التي عبرتم عنها واننا نأمل إلى رؤياكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية.
فتحية لكم ولشعب البرازيل العريق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,وبعد حفل الغداء قلد فخامة الرئيس البرازيلي فيرناندو هزيكي كاردوزو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وسام كروزورو, دو، سول وهو أعلى وسام في جمهورية البرازيل الاتحادية ويمنح عادة لاصحاب الجلالة والفخامة رؤساء الدول.
ثم قلد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز فخامة الرئيس البرازيلي قلادة الملك عبدالعزيز وهي أعلى وسام في المملكة العربية السعودية ويقدم عادة لاصحاب الجلالة والفخامة رؤساء الدول كما تبادلا الهدايا التذكارية بهذه المناسبة.
وقد حضر هذه المناسبة الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد وكبار المسؤولين في الحكومة البرازيلية.
|
|
|
|
|