| القرية الالكترونية
بدأت الإنترنت بالتأثير على أساليب الحياة من اساليب تجارية واقتصادية وحتى اجتماعية فبدلا من استخدام الاسلوب التقليدي التجاري بدأ ظهور ما يسمى بالاسلوب الإلكتروني للتجارة او التجارة الإلكترونية لتصل حتى الى تداول الأسهم والاستثمارات مما جعل للإنترنت دورا كبيرا في تغيير مجراها ليصبح الكترونيا بحثا، أما الناحية الاجتماعية فكان للبطاقات الإلكترونية دور في تغيير بعض معالم الحياة الاجتماعية لتصبح بطاقات المعايدات من السهل تداولها وذهبت حتى لتشمل بطاقات العزاء والتي تتسم بالجدية بل وكثيرا ما نسمع بتداول مسمى الحكومة الإلكترونية الذي يقتضي بجعل الاجراءات المتعلقة بالقطاع العام تتم بشكل آلي او الكتروني ولكن يا ترى ما نصيب المدرسة من هذه التغيرات؟ وهل فعلا ان المؤسسات التعليمية هي الاجدر بالتطوير والتحديث عن غيرها من المؤسسات.
في الوقت الحاضر ازدادت مشاغل الحياة وكثر انشغال الآباء عن ابنائهم بل اصبح من النادر ان يتفحص الاب كتب ابنائه ليتحقق من مدى التزامهم بالواجبات المنزلية والتأكد من مدى تحصيلهم الدراسي الذي قد يكون منعكسا من خلال ادائهم في الامتحانات الشهرية.
وقد يأتي شخص ويقول هذا كلام جميل ولكن ما علاقته بالإنترنت انا لست هنا بصدد استخدام الانترنت في البحث عن مصادر المعلومات للاستعانة بها في البحوث التي تطلب من الطلاب إذ ان الابحاث قد تطلب من الطالب من مراحل متقدمة المرحلة الجامعية او استخدام البريد الإلكتروني للتراسل بين أولياء الامور والمعلمين, ولكن استخدام الإنترنت بفعالية اكبر واستغلال التطبيقات والبرامج المتاحة لضمان السبل المثلى لتدعيم ما يقوم به الابن في مدرسته وهل هو ملتزم بحل الواجبات؟ هل هو ضعيف بإحدى المواد؟ بالإضافة الى مراقبة دقيقة لادائه منذ دخوله للمدرسة في اليوم الاول حتى آخر يوم من الدراسة بل وبإمكان الأب ان يعرف كل درجة خسرها ابنه ولماذا؟ بدلا من انتظار ولي الامر لنتيجة ابنه ليفاجأ اما بامتياز ابنه او رسوبه في عدد من المواد وهذه الرقابة القوية والمحكمة من قِبل الأب قد تأتي عن طريق دقائق يقضيها الأب أمام جهاز الحاسب الآلي بدون حتى حاجته لأن يغادر منزله والذي يعد هو العائق الاكبر لدى الكثير من الآباء وخصوصا اذا كان ابا لخمسة أبناء ويتلقون تعليما في مراحل مختلفة مما يجعل المتابعة امرا ليس باليسير.
ولهؤلاء الذين يرغبون في استخدام هذه البرامج لضمان الحصول على علاقة اقوى مع اولياء الامور فأود ان اشير الى ان هناك الكثير من البرامج التي من الممكن استخدامها لتوزيع التقارير لأولياء الامور وتوضيح اداء الطالب دراسيا وحتى الانضباط من ناحية الحضور والحالة الصحية للابن، ومن الممكن للمدرسة من خلال هذا البرنامج بث سياستها التي تتعلق بالآباء اكثر من الأبناء مثل مواعيد الاستعداد للباصات التي تقل الطلاب وقد يحتوي هذا البرنامج على ما يسمى بلوحة البلاغات والتي كما ذكرت تعد من أهم الوسائل لنشر البيانات الدورية والسياسات الجديدة مما يسهل التواصل بين أولياء الامور والمدرسة وما يعد ذلك إلا استغلالا أمثل للتكنولوجيا لضمان تعليم أفضل وعلاقة اقرب بين المدرسة وأولياء الأمور.
* مدير تطوير الأعمال/ أول نت/ الفيصلية fouzan@ awalnet.net.sa
|
|
|
|
|