أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 20th September,2000العدد:10219الطبعةالاولـيالاربعاء 22 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

علامة الجزيرة في رحاب الله
عبدالله العلي النعيم
غيّب الموت الشيخ حمد بن محمد الجاسر,, وبفقده فقدت المملكة العربية السعودية واحداً من ابرز علمائها، ورمزاً بارزاً في مجال الثقافة والتاريخ والفكر والأدب,, ولم يكن فقده خسارة للمملكة وحدها بل للوطن العربي كله وللعالم الإسلامي، باعتباره احد اعمدة الثقافة والتراث العربي الإسلامي.
لقد أحب العلم وسعى اليه في الرياض وفي مكة المكرمة وأخذ علمه على نهج السلف الصالح,, بدأ مشوار علمه بالقرآن الكريم وتعلمه في قريته على يد ابرز المشايخ وواصل تحصيله العلمي في الرياض على يد مجموعة من المشايخ الذين اشتهروا في تلك الفترة، واستكمل تعليمه في مكة المكرمة في المعهد العلمي السعودي، ومارس العمل وهو طالب في المعهد كمطوع ثم انتقل للعمل في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وعندما اكمل تعليمه فضل مهنة التدريس الامر الذي مكنه من البحث العلمي الدقيق في تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها ومعرفة قبائلها وانسابها ومواقعها, وقدم مؤلفات قيمة تعتبر مرجعاً اساسياً للمؤرخين والجغرافيين المعاصرين, وبفقده فقدت الساحة الثقافية في المملكة والعالم العربي مرجعاً اساسياً في هذا المجال.
وشيخنا وعلامتنا حمد الجاسر لم يقتصر علمه وعطاؤه في مجالات الثقافة والتاريخ والجغرافيا، بل امتد الى اللغة والعلوم الدينية والإسلامية فكان من الاعضاء الرئيسيين والفاعلين في المجامع اللغوية في البلاد العربية في كل من القاهرة ودمشق وبغداد.
ولقد استقى علامتنا علمه وثقافته من منابعها فكان جواب ارض ساعياً الى تراث الامة العربية والإسلامية في مختلف مكتبات العالم فكان ان اثرى المكتبة العربية بالعديد من تحقيقاته في مجال التراث ونشره في مؤلفاته وفي مجلته العلمية العرب التي رصد فيها الكثير من الاعمال المهمة, والتي نرجو لها الاستمرار محتفظة بطابعها العلمي البحثي.
يعد علامة الجزيرة نموذجاً رائداً للمفكر الموسوعي، والمثقف الذي يمتلك رؤية شاملة من النهضة العربية والإسلامية في مجالات التاريخ والجغرافيا والعمل الصحفي والإعلامي وفي الحفاظ على اللغة العربية، ومن تجاربه العملية في مجال التدريس والتعليم والقضاء والبحث والتحقيق والصحافة.
وكان ماحققه من شموليته يعتبر ريادة غير مسبوقة في مختلف المجالات، انارت الطريق للكثيرين وستكون بإذن الله منارة للاجيال القادمة.
وإنني لا أملك في هذه العجالة الا ان اعزي نفسي وابناء وطني ومحبيه ومريديه في الوطن العربي على ماقدمه لوطنه وللامة العربية والإسلامية.
ومن باب الوفاء لهذا العالم الجليل اضم صوتي لما ذهب اليه الكثير من الكتاب ان يكون تكريم علامة الجزيرة بإنشاء مركز ثقافي يحمل اسمه، ويكون متعدد الاغراض الثقافية والعلمية ويضم مقتنياته وابحاثه, وانني اضع هذا المقترح الإنساني بين يدي صاحب الأيادي البيضاء والاعمال الخيرة، فارس العطاء والبذل، امير الاغاثات الإنسانية، ورجل المبادرات الخيرة، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي يعرف المرحوم أكثر من غيره والذي يكن له التقدير والاحترام.
كما اضع هذا المقترح بين يدي اخواني واصدقائي مسؤولي الغرفة التجارية الصناعية بالرياض وعلى رأسها الاخ الصديق المعطاء الاستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي.
واعتقد ان كل المثقفين ورجال الفكر ورجال الاعمال رجالاً ونساء في طول بلادنا وعرضها سوف يتسابقون الى المساهمة بهذا المشروع, ولعل لنا في ابناء عنيزة خير مثل عندما تسابقوا وساندهم الكثير من ولاة الامر حفظهم الله ورجال الاعمال في وطننا الغالي، واقاموا المركز الثقافي تخليداً لذكرى استاذهم الراحل صالح بن ناصر بن صالح في مدينة عنيزة، وإذا كان المرحوم صالح بن ناصر بن صالح صاحب فضل واحسان على اهل عنيزة وربما على بعض اهل القصيم، وهو بذلك وبدون ادنى شك يستحق ذلك التكريم الذي هو اهل له لما بذل وأعطى طيب الله ثراه، فان استاذنا وشيخنا المرحوم حمد الجاسر خلد بمؤلفاته وبحوثه المملكة كلها بل الجزيرة العربية بكاملها وانتشر علمه وابحاثه في طول العالم العربي وعرضه، واقامة المركز الثقافي لتخليد ذكره وحفظ مكتبته وتراثه، هو جزء من رد جميله وعرفان معروفه.
ألا رحم الله فقيدنا رحمة واسعة وأحسن اليه بقدر ماقدم لوطنه وامته.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved