| مقـالات
** تنسى المرأة منافسها الرجل وتترجل عن صهوة حصانها الذي كانت تكر فيه وتفر في ساحة المعركة العملية أو الثقافية أو الأسرية حين تظهر في الأفق امرأة لو تدنت حجم منافستها لها إلى أقل من الربع الذي يمثله الرجل!
إنها شهوة حرب النساء للنساء وقهر الأنثى الذي يتلظى في أفئدة بعض النساء حتى لتجد اللذة المتناهية في أن تسقط الأخرى بالضربة القاضية,.
وتختلف الحرب تلك حين تدخل في نطاق الحياة الخاصة للمرأة، فبإمكان النساء أن يتنازلن عن نجاحاتهن الوظيفية وكراسيهن الكبيرة في العمل ولا يشعرن بذلك الإحباط والضيق الذي يسببه إخفاقهن في الحياة الأسرية,.
ولربما تكون المرأة غير آبهة بزوجها ولم تمنحه ذلك الإطار المبجل من الاهتمام طوال أيام التفرد به,.
لكن وبمجرد أن يتسرب لها أنباء سرية خاصة به فإنه ينفق عندها وفي عامية أهل القصيم تعني زاد غلاه وارتفعت أسهمه .
وتتضاعف أسهم الرجل في حياة المرأة حين تستنشق مقدم أنثى جديدة في حياتها وتتحرك تيارات العداء والدفاع عن النفس بشكل محتدم وعظيم,.
وثمة رجال كثيرون تشبع لديهم هذه الحروب الأنثوية والصراعات النسائية نزعة مغرقة في النرجسية والسلطنة والسيطرة,.
ولربما يقدم بعض الرجال على الزواج حيناً دون أدنى حاجة فعلية اليه في قوانين العقل وحساباته سوى اقتحام مثل هذه الساحة الغامضة والوقوف وسط امرأتين تتصارعان وتتحاربان بالأسلحة الأنثوية المعهودة (الغيرة وحباكة المكائد الصغيرة والنميمة المضادة).
** الأخت التي رمزت لنفسها بم,ه,ن من المنطقة الشرقية وهي موظفة كبيرة في عملها تصف حياتها الهادئة والوقورة والتي استحالت بفعل إقدام زوجها على الاقتران غير المبرر بأخرى صغيرة إلى ساحة تافهة من الحكايات التافهة التي تبيت وتستيقظ عليها ملاحقة وسعيا لصد مزاحمة تلك الأخرى التي اقتحمت أجواء حياتها خارقة حصارا طويلا من السنين التي تنامت في عمر زواجها ونجاحها الأسري.
وهي ترثي لحالها الذي حولها من امرأة ناجحة إلى أنثى محاربة في حياتها الخاصة,, تعارك من ليست لها نداً وإما أن تستسلم وهي بذلك حتماً خاسرة وإما أن تأخذ نفساً طويلا وتشمّر عن ساعديها لتعود مرة أخرى امرأة بلا نضج تلاحق صغائر الأمور وتكيد وتغار وتنافس وتدخل في صراع حتى لو كسبته فهي ستخسر نفسها ونضجها واعتدادها بحجم الوعي الذي بلغته.
** والأخت التي حتماً مثلها كثير حيرتني في مشكلتها فإن قلت اشمخي وارتفعي فكأنما أوقعها على شيك مدفوع من عمرها وسنواتها ومشاعرها تمنحه بكل طواعية لامرأة أخرى طارئة,, وإن قلت لها ادخلي الصراع فأنا سأعرضها لمتاعب نفسية جسيمة لأنها هنا ستخرج عن جلدها وستهبط إلى درك الحكايات الأنثوية البسيطة التي تقدم عليها النساء الفارغات لقد حرت مثلها تماماً.
لكنني معها ألوم الرجل حين يجعل من العمر الجميل ذرات رمل تهرب من بين الأصابع,, وألومه حين يدرك انه من حقه ان يعدد مثنى وثلاث ورباع ولكن ليس من حقه أن يجترح من المرأة تاريخها فقط لأنه استحال إلى كتاب كبير وثري ومليء بالمواقع والانتصارات والأبناء والنجاحات الأسرية.
عنوان الكاتبة: 26659 الرياض 11496
|
|
|
|
|