أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 20th September,2000العدد:10219الطبعةالاولـيالاربعاء 22 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

لا وقت للصمت
ومن الحب ما,,,!
فوزية الجار الله
كثيراً ما يتردد ذلك المفهوم الكلاسيكي القديم بأن المرأة عاطفية تتصرف بناء على أوامر القلب بينما الرجل واقعي عقلاني يحركه العقل أولاً,, وهذه المقولة ليست صحيحة بشكل مطلق اذ لن الأمور هنا تخضع لقانون النسبية وليس ثمة قاعدة عامة,, والتاريخ خير شاهدعلى ذلك، اذ يحكي لنا قصص الكثير من النساء اللاتي تغلبن على الرجال بدهائهن ومكرهن وقصص الكثير من الرجال الذين ركضوا خلف عواطفهم ولم يجدوا الا سراباً وربما فقدوا أنفسهم,,!
وليس أدل على ذلك من تلك الحكاية الأسطورية التي قرأتها يوما,, تقول الحكاية: بأن الامبراطور شارلمان في أواخر أيامه عشق فتاة ألمانية وقلق البارونات في بلاطه كثيرا عندما رأوا العاهل مأخوذا بعاطفة الحب وغائب الذهن تماما عن مكانته الملكية مهملا شؤون الدولة,, وحين توفيت الفتاة ارتاح رجال البلاط ارتياحاً عظيما الا أن هذا الارتياح لم يدم طويلا لأن حب شارلمان لم يمت بموت الفتاة, اذ أمر بنقل الجثمان المحنط الى غرفة نومه، ورفض أن ينفصل عنه وشك الأسقف رجل الدين لديهم ولا شأنه لنا به! الذي أثارته هذه العاطفة المروعة أن يكون في الأمر نوع من السحر وأصر على فحص الجثمان فوجد خاتما ذا فص ثمين تحت لسان الفتاة الميتة,, وما ان أصبح الخاتم بين يدي الأسقف حتى عشقه شارلمان وأمر بدفن الفتاة بسرعة,, ولكي يتخلص الأسقف من هذه الوضعية المحرجة ألقى بالخاتم في بحيرة وهكذا عشق شارلمان البحيرة,, ولم يعد يستطيع مغادرة شواطئها! .
وهذه الحكاية في رأي ترمز الى شيء آخر وهو لكل منا جوهرته الخاصة أي ذلك الأمر الذي يأسره ويشده اليه ويجد نفسه راكضا خلفه في كافة الأحوال دون كلل أو ملل,, قد يكون هذا الأمر عادة يمارسها سيئة أو حسنة قد يكون هدفا في هذه الحياة,, ولكل منا مذهبه وهدفه ولكل منا جوهرته الخاصة التي تسحره وتستبد به.
بعضنا يركض خلف المال,, وبعضنا خلف الشهرة وما يتصل بها وبعضنا خلف الثقافة بشكلها المجرد,, وبعضنا خلف سراب دائم الفتنة دائما يحسبه ماء,, وبعضنا خلف مبادىء وقيم معينة لا يستطيع العيش أو الحياة بدونها,, وفي رأيي ان الفئة الأخيرة هم أكثر الناس تعبا ومعاناة! والعبرة دائما بالنهايات.
البريدي الالكتروني : Fowzi@ hatmail.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved