| مقـالات
كتب الكثير عن حمد الجاسر نعياً وسيرةً ووفاءً لرجل خلد ذكراً طيباً، وأثراً حميداً، ولذلك فإنني أجد نفسي في خضم كل ما كتب حائرة في التعبير عن مشاعري إزاء فقد ورحيل هذا الرجل، الذي تقف كل الكلمات عاجزة عن اعطائه حقه وقدره الذي ناله بدأبه وجهده وعمله الشاق المضني.
وعندما أسترجع ما أحتفظ به في ذاكرتي عن حمد الجاسر، فان مجلة العرب تأتي في الصدارة، حيث كانت مدرسة تعرفت من خلالها على منهج علمي اختطه الجاسر لنفسه، واستوعبت منها معارف كثيرة طرحها في مقالاته الكثيرة التي طرق فيها جوانب عديدة عن تاريخ وجغرافية ومعالم الجزيرة العربية بصفة عامة، والجزء الذي تتكون منه المملكة على وجه الخصوص، وكان حمد الجاسر يكتب التاريخ كتابة المدقق الفاحص الذي يجمع ويغربل ويقارن ويستشف ما وراء السطور ويتيح لعقله التفكير المنطقي أمام تضارب الأحداث.
ثم توثقت معرفتي بحمد الجاسر من خلال كتبه المتنوعة في موضوعاتها، الغزيرة في معلوماتها، وكذلك من خلال مقالاته النقدية في الصحافة المحلية والتي كان يظهر فيها قدرة عجيبة على متابعة المعلومات ونقدها وتصحيحها.
وعندما وفقني الله في مزاولة مهنة الكتابة في جريدة الجزيرة منذ سنوات قريبة حظيت بعض مقالاتي باهتمامه، ولم يتوان عن الاتصال مشجعا وداعما، معبرا عن روح عالية لا يتميز بها الا الكبار من أمثاله الذين يدفعون الآخرين الى العطاء ويأخذون بأيديهم في دروب العلم بروح من الأبوة التي تترك آثارها العميقة في النفوس.
وفي اطار هذا التشجيع أتاح لي ولغيري من الباحثات الاستفادة من مكتبته العامرة.
ان مثل هذه المواقف التشجيعية تظهر بجلاء ما كان يتمتع به الجاسر من خلق رفيع وحرص على إفادة الغير، والأخذ بأيديهم في دروب العلم والثقافة, رحم الله حمدالجاسر وغفر له وأسكنه فسيح جناته.
|
|
|
|
|