| العالم اليوم
قد ينجح الجيش الفلبيني في تشتيت فلول جماعة ابو سياف، وقد يفلح مسلحو أبو سياف في الإفلات من مخابئهم ويعودون الى الاحراش، والغابات والجزر الصغيرة المنتشرة في جنوب الفلبين, فقد حدثت مثل هذه الاشياء اكثر من مرة في المواجهات التي شهدها جنوب الفلبين منذ اكثر من ربع قرن,, فكان هناك كرٌّ وفرٌّ بين الجيش الفلبيني والمسلمين المطالبين بالانفصال، وهي حالة مسئولة عنها الحكومات الفلبينية المتعاقبة، فالمسلمون في جنوب الفلبين مهمشون ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، بل أقل من ذلك، وظهور جماعات متطرفة من امثال جماعة أبو سياف وغيرها، نتيجة طبيعية وهو رد فعل على ما تفعله الحكومات الفلبينية وعسكرها في جنوب الفلبين التي أراد المقيمون في مانيلا تحويلها من منطقة ذات أغلبية اسلامية الى منطقة تحكم من قِبل المسيحيين، وهذا القول لا نقوله وحدنا، فحتى الرهائن الذين اختطفهم المتطرفون من جماعة أبو سياف لاموا الحكومات الفلبينية على تجاهلها مناطق المسلمين في جنوب الفلبين وحرمانهم من أبسط حقوقهم السياسية والانسانية، فالجنوب الفلبيني لا يحظى بأيّ مشاريع ولا اهتمام به، وحتى المساعدات التي تقدمها الدول الاسلامية والمخصصة لجنوب الفلبين تحرم منها مناطق المسلمين، وفي مثل هذه الاوضاع والظروف تنمو الحركات والجماعات المتطرفة وترفع شعارات تجد قبولاً من سكان المنطقة، حتى وإن كانت تلك الجماعات لا تطبق تلك الشعارات وجماعة أبو سياف التي ترفع شعارات اسلامية ليس بالضرورة أنها تطبق التعاليم الاسلامية وقد لا تلتزم بأخلاقيات المسلمين، فالذين يسيّسون التعاليم الدينية يخرجون عادة عن تلك التعاليم حينما يندفعون في ردود افعالهم التي هي في الواقع انعكاس لفعل الحكومات.
ونحن هنا لا ندافع عن افعال جماعة أبو سياف أوغيرها من الجماعات المسلحة التي تطالب بانفصال مناطقها عن الدول التي تحكمها أغلبية غير اسلامية، الا أنه من الضروري التنبيه الى مسئولية الحكومات التي تدفع مواطنيها الى التطرف والقيام بردود أفعال عنيفة لا ينحصر ضررها على الدولة وحدها، بل يتعداها الى غيرها من الدول كما في حالة جماعة أبو سياف التي طال عنفها ماليزيا ومواطنين في أوروبا وأمريكا.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|