| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
يعتبر العمل هو مقياس التقدم للفرد والأمة، ولن يحقق الحياة السعيدة الا العمل، والسعي لتحقيق كل أمل, فهو يبني شخصية الفرد، ويبرز طاقاته ويحقق آماله كما انه يدعم كيان الأمة وبخاصة الأمم النامية فلا حياة لفرد أو أمة بغير الجد في العمل.
ان الحياة ليست كلها نعيما متصلا فعلينا ان نعمل بعرقنا وجهدنا لنحيل الصحراء الى مصدر كسب لا ينضب وزرق لا ينفد، ففي صحاري وطننا تتمدد مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة لا تحتاج لغير العمل والجهد البشر لاصلاحها ومدها بالمياه ثم زرعها وفي وديانها مسقط للمياه يمكن ان يستفاد بها في توليد الكهرباء وأيضا في زراعة الأرض وتشجيرها وفي باطنها ثروات مطمورة كالذهب أو النحاس والفحم والمنجنيز والبترول ومعادن آخرى كثيرة وهكذا نجد في صحرائنا مجالا واسعا للرزق.
ومن أهم الوسائل لانطلاق هذه الأرض بمكنونها: العمل، والعلم، وهما أهم وسيلة من وسائل تعمير الصحراء فلم تعد الزراعة والصناعة تقوم على التلقائية ولكنها تقوم على العلم والمعرفة بأسرار التربة والدراسة الجادة لباطن الأرض، ولابد مع ذلك من الجهد والتعب فلا ينال الشهد الا بوخزات النحل والصبر على الشدائد وتحمل تقلبات الطبيعة من حر وبرد ورمال ورياح فهذا يساعد على بلوغ المآرب وتحقيق الهدف ولن يقوم بذلك غير رجال تحلوا بالشجاعة والقوة والعزيمة بحيث يتحملون المصاعب وعند ذلك تبوح لهم الصحراء بأسرارها وتنطلق لهم بمخزون ثروتها ولذلك نقول ان حياتنا من صنع أيدينا واننا لا نستطيع أن نجني منها الا بقدر ما نزرع فيها فالنجاح وليد العمل والفشل وليد الكسل والحياة لا تهدي اهداء انها عمل وكفاح وثمار يجنيها العاملون بالجهد والعرق.
مديحة سالم الماضي الشملي
|
|
|
|
|