| مقـالات
منذ زمن بعيد,, منذ درجت على ه ذه الأرض,.
لا,, بل منذ عرفت نفسي وأنا أكره المناطق الضيقة وأشعر أني أختنق بها,, وأحياناً نضطر إلى ابتلاع بعض الأوضاع التي لا ترضينا لسبب أو آخر لأجل هدف آخر أحب إلينا,, والكتابة كانت ومازالت هي الأغلى,, هي تلك الفتنة التي تغوينا فنركض خلفها بخطوات واثقة وأكف ظامئة وقلوب تخفق للقاء بعد لقاء,,.
ثم تأتي الكتابة المتواصلة لتكون إبحاراً جميلاً تمارسه وكلما توغلت فيه وجدت نفسك تستغرق فيه حباً وهياماً إلى درجة تتعوذ فيها من الشيطان ومن شر هوى نفسك,, وتستغفر الله على ذلك الحب النادر المتجدد الذي يتلبسك!
خلاصة الأمر أنني أعلن هنا إلى قرائي الأعزاء الذين أشاركهم ويشاركونني في السراء والضراء وتفتح زاويتي أبوابها لهم دائماً وأبداً,, أعلن هنا بأن هذه الزاوية بدأت تضيق بي,, وذلك الإحساس رافقني منذ زمن لكنني كنت أقول لا,, لأجل عيني الكتابة وكنت أقول لا,, يانفسي كفي دلالك وسيري كما يسير الزمان وكما هي أوضاع الصحيفة وأوضاع الإخراج!
إلا أن الأمر بدأ يؤرقني كثيراً,,, فكرت فيه وقلبت الأمر كثيراً فوجدت أن زاوية المعنى التي تقطن أعلى زاويتي تمثل سبباً أساسياً وخاصة حين تمتد سطورها وكلماتها وتتسع فأشعر بها تضغط على رأسي من أعلى,, ويهون كل أمر إلا الرأس فإنه سيد الأعضاء كما يقول الأعراب,,,!
زاوية المعنى بدأت في الصفحة الأخيرة وكانت تعتمد على فكرة قوية خاطفة سردية يفهم القارىء فيها المعنى ويجده دائماً خلف وما بين السطور، وحين كانت في الصفحة الأخيرة كان الجميع ينصاعون لتلك المساحة نظراً لأهمية موقعها وضغط إدارة التحرير وإصرارهم على هذه المساحة ولكن حين انتقلت المعنى إلى الداخل بدأ يسترخي هذا المفهوم وبدا الأمر سيان أي حجم تكون صغيرة أو كبيرة، فالفضاء رحب مفتوح ولا حجر على المساحة وهذا ما يجعلني أفاجأ بضغط على رأسي ما بين صباح وآخر!!
فيا أيها الإخوة الأعزاء,, يا من تكتبون المعنى هلّا تلطفتم وجعلتم شعاركم ما قلَّ ودلَّ,, هلّا أعدتم المعنى إلى سابق عهدها,, لتكن تلميحاً وتلويحاً بالمعاني لا إسهاباً وإطناباً وسرداً لكل الحكاية من الألف إلى الياء فلا تتركون للقارىء مساحة للتفكير,, أيها الأعزاء,, يا أهل المعنى اتحدوا,.
البريد الإلكتروني Fowzj @ hotmail com
|
|
|