أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 18th September,2000العدد:10217الطبعةالاولـيالأثنين 20 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

إضاءة
عسير,, وقراءة في دفتر الزيارات
تأتي هذه المعالجة قراءة في المقالات التي كتبها رؤساء تحرير كبرى الصحف والمجلات المصرية الذين زاروا منطقة عسير 2326/5/1421ه ، وحضروا المهرجان الختامي لنشاطات الصيف، كما طافوا بالمواقع السياحية في منطقة أبها الحضرية، وشاركوا في حفل توزيع الدفعة الثانية من مشروع جمعية الملك فيصل الخيرية لتوطين البادية في تهامة الحريضة التي تبرع بنفقتها الشيخ خالد بن محفوظ، وتجولوا في المشروع السياحي وفي مشروع الشركة السعودية للأسماك هناك، وبالمناسبة فقد أبدى الوفد إعجابه بأن انتاج الجمبري البالغ 1500 طن سنوياً يصدر منه قسم الى الولايات المتحدة واليابان، وبأن القائمين على المشروع قد جرى تدريبهم وتعليمهم في اليابان وهي البلد الأكثر تخصصاً في هذا الشأن.
وفي ختام زيارته شارك الوفد في الندوة المفتوحة التي عقدها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حول مشروع المؤسسة الاهلية للفكر العربي الذي أطلق صيحته قبل عدة أشهر في كلمته الافتتاحية لمؤتمر الثقافة العربية في بيروت.
وعلى طول جولة الوفد في المنطقة كنا نلاحظ ونسمع ما يعبر عن دهشتهم لحجم التنمية بصفة عامة، واعجابهم على وجه الخصوص بالمشروع السياحي الضخم القائم في عسير.
وقد كتب الأستاذ أنيس منصور في عموده اليومي بصحيفة الأهرام الصادرة يوم الأربعاء الماضي ملخصاً حكاية عسير وأميرها الشاعر الفنان في مقالة أدبية فلسفية ممتعة استأذن القارىء الكريم أن أعرضها بنصها كما هي لأنها غير قابلة للاجتزاء.
من 25 قرناً طالب أستاذنا العظيم أفلاطون فيلسوف الاغريق بأن يكون الملك فيلسوفاً يجمع القوة والحكمة وكان أول قرار عليه أن يتخذه هو طرد الشعراء من المملكة لأنهم أناس يعيشون في الوهم, ويستغلون الموسيقى في قصائدهم لاستدراج الناس الى الكسل.
وقد طلبوا الى أفلاطون أن يدرب أحد الملوك على الفلسفة ليكون حاكماً عادلاً محباً للخير والجمال.
وفشل الملك والفيلسوف,, ولكن أفلاطون لم يطل به العمر ليرى ما الذي استطاعه شاعر أمير لإحدى المناطق السعودية, ذهبنا نتفرج مكرم محمد أحمد وجلال دويدار وعباس الطرابيلي ومحمود صلاح على ماذا نظم ورسم الأمير الشاعر الرسام خالد الفيصل في إمارة عسير ثلاثين عاماً.
طبيعي أن يتجه الأمير الى الحياة والى الناس وأن يجعل لكل شيء طعماً ولوناً, وأن يكون ايقاع الحياة موسيقياً هادئاً, أما الجبال والغابات والوديان فمن صنع الله, وأما الدعوة الى تأمل ذلك فمن عند الأمير.
ولم يكن كل الذي نظمه الشاعر الأمير موزوناً مقفى,, وإنما كانت هناك مقطوعات من الشعر الحر اتخذت شكل الشوارع، وحفلات اللعب بالليزر, ثم نقل الناس البسطاء من الحياة في ظل شجرة وناقة الى الحياة في فيللا مكيفة الهواء وبها غرفة للنوم وتليفزيون وبوتاجاز, وجاء يوم الاحتفال بتوزيع شهادات التمليك على المواطنين السعوديين البدويين البدائيين,, وجاء الناس لا يعرفون كيف يصافحون ويشكرون من قدم لهم المأوى والمتعة,,ومعهم حق فهذا واجب عليه، ولا شكر على واجب.
وفي آخر ليالي المهرجان سألت الأمير: أليس مطربكم الكبير طلال مداح قد مات هنا؟ قال: بلى! قلت: ألا يستحق وقفة حداد دقيقة على روحه قبل بداية ونهاية المهرجان الفني,, فكان جوابه: ان هذا يحدث في بلادكم، أما هنا فسوف يغضب المتشددون على هذه البدعة وبرغم انفتاح قلب الأمير واتساع أفقه وحب الناس له فإنه لا يريد مواجهة الذين يعرقلون التطور الفني والثقافي .
***
ملحوظة: كنت أثناء هذا الحوار قريباً والذي قاله سموه تحديداً إن الوقوف حداداً بدعة، ينهى عنها الاسلام دين المجتمع السعودي ولم يزد سموه على ذلك.
ويستطرد الأستاذ أنيس قائلا:واتجهت أنا وحدي الى المسرح وأغمضت عيني وقرأت الفاتحة,, وتمنيت لو أن أستاذنا أفلاطون قد رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا لعدل عن قراره بطرد الشعراء,, واحتفظ بهم، فهم أقدر على الاحساس بالناس والحياة والخير والجمال .
شاكر سليمان شكوري

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved