للاعلام سلبيات غيرت من طباع الكثيرين، ووضعت كثيرين في أماكن ليس من حقهم أن يتسنموها,, وحرمت المجتمع,, من ايجابيات كثيرين لا يحبون هذا الاعلام, ويرونه أسلوبا وحدثا ثقافيا يورد المهالك, ويبعد النفس البشرية عن طباعها الأصيلة.
الإعلام,, وضع الصغير مكان الكبير، وغلف الكبير في غلالات من النسيان والتجاهل,, الاعلام لمع,, ورقع,, وجاء بمن يمشي على عكازين ليضعه في أول ميدان السباق, وقد يعطي الاعلام جائزة كبرى لمن لا يجيد فك الحرف يفعل ذلك الاعلام, لأنه سواء كان في الجرائد اليومية أو المحطات التلفازية أو المجلات المصورة,, يقاد بمن لا يقدر المهنة ولا يدرك أبعاد شرفها,.
وبين الثنايا يتسلل الصبية لخلق المشكلة،والكذب على المجتمع في الصفحات الفنية,, يبرزون صورة غانية, ويصفقون لآخر يرفع حنجرته بصراخ يسمونه طربا,, ومؤهلاته بدلة لامعة,, هي احدى وسائل الشماعة,, ومتى كانت الرذيلة لغانيه تسبق الفضيلة لعالم أو أديب معتدل.
نحن في مجتمعنا العالمي نعاني من الكذب والغش والخداع,, يضعون صورة لمراهق,, قد تفنن المصور في تحكيك صورته, وتلوينها وتزويقها,, ويقولون شعر فلان,, مسكين هذا الشعر الذي أصبح يقاد من شوشته، في مزابل الهذر,, والنخبقة وحتى الوجيه الذي ركض مسافة ميل واحد وتحصل على ثروة طائلة,, يأخذ نصيبه,, ويسمى رجل أعمال.
أما ما هي جهوده في خدمة مجتمعه، ومساهماته في تطوير مجتمعه وانمائه,, أو من أين اكتسب هذا المال,, فهذا ليس مهما, يكفي أن تلمع هذه الصورة وقد يأتي الخبر في كل الصحف اليومية,, كأنما هو قرار دولة نريد تبليغ الجميع.
لقد أساء الاعلام الى المجتمعات، وأوقف الكذب والتقاعد على قدمين صلبتين، ولذلك فسد الناس، وفسد المجتمع,, وفسدت أيضا الأنظمة، وأصبحت هشة، واذا اعتراها هذا,, فكيف نريد أن يكون خط الحياة مستقيما,, لقد ضخم الاعلام الأنوف، لأنه ركز على من لا يستحق التركيز، وصنع من الدمى والخيالات رموزا يشار اليها بالبنان في المجتمعات وهذا ظلم فادح للنفس وللصفة الانسانية التي من المفروض ان تكون صادقة ومؤثرة ومعطاءة,, يجني منها المجتمع الخير والنجاح والاستقرار.
|