أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th September,2000العدد:10215الطبعةالاولـيالسبت 18 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

علنية جلسات التقاضي ليست جديدة
لعل العيب في أنفسنا
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قرأت ما كتبه عبدالعزيز العتيق في هذه الصفحة بعددها 10212 لليوم الموافق 15/6/1421ه بمناسبة صدور نظام المرافعات ولي عليه ملاحظات:
أولاً: ما ذكره من التباين الحاصل في اجراءات التقاضي فالناظر الآن في محاكمنا الشرعية يلمس صعوبة في الإجراءات الإدارية القضائية المتبعة .
أقول: هذا غير صحيح على إطلاقه، فإن المحاكم الشرعية وإجراءات الترافع منظمة بنظام (تنظيم الأعمال الإدارية في الدوائر الشرعية) المكون من (96) مادة، مع ما للمحاكم من طبيعة عمل خاص، وحساسية ومسؤولية عظمى، لرفع الظلم، والعدل بين الناس.
فالصعوبة حاصلة في هذا العصر، حتى من الناس، إذ حل الجشع والطمع وحب الدنيا، وبلغ مبلغه في القلوب، مع تفنن بعضهم في الخداع والكذب والمراوغة والدفاع المستميت عن حظوظ النفس ولو في الباطل وقد قال عليه الصلاة والسلام : أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم فلعل العيب في أنفسنا وليس في الأنظمة المعمول بها، كما قال القائل:


نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا

ثانيا: الإجراءات القضائية في بلادنا والحمد لله مستمدة من شرع احكم الحاكمين وأعدل العادلين ومن سنة رسوله الأمين والاثباتات الشرعية، فليس فيها صعوبة ولا أشك أن الكاتب المذكور لا يقصد ذلك ولكنه سبق القلم ونستغفر الله تعالى.
ثالثاً: ما ذكره من معاناة القاضي من كثرة المعاملات وازدحام المراجعين في مجلس القضاء هو أعظم سبب لتأخير بعض القضايا المهمة لما لعمل المحاكم من تبعات وخصوصية وحتى يستبين الحق.
رابعا: ما ذكره من علنية الجلسات هو أيضا مقرر في النظام السابق في المادة السبعين منه إلا في الأحوال التي ترى المحكمة أن في إسرارها مراعاة للآداب فليس مبدأ علنية الجلسات جديدا على محاكمنا.
خامسا: كما ينبغي للقاضي أن يكون ذا صدر رحب وسعة بال، فينبغي لنا جميعا الصدق والإدلاء أمام المحاكم بواقع الأمر، والبعد عن قصد المضارة والمشاقة وقد قال عليه الصلاة والسلام من ضار ضار الله به، ومن شاق شاق الله عليه وقال تعالى آمرا بقول المسلم الحق ولو على نفسه : يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين,, .
وحذر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من الادعاء والمخاصمة بالباطل فقال: ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ,, وقال: من أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله ويدخل في هذا عمل المحامي أو الوكيل في خصومة بالباطل.
وحذر عليه الصلاة والسلام من اليمين الكاذبة لاستحلال حق الآخرين فقال: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة
ورهب عليه الصلاة والسلام من غصب ممتلكات الآخرين فقال : من أخذ من الأرض شبرا بغير حقه، خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين .
وحذر عليه الصلاة والسلام من شهادة الزور بقوله: الا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور أو قال شهادة الزور
ورهب صلى الله عليه وسلم من الظلم فقال: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة .
سادسا: إن وزارة العدل تبذل جهودا ملحوظة في سبيل تسهيل الصعوبات على المراجعين وذلك من خلال عقد ندوات دورية لرؤساء المحاكم لتبادل وجهات النظر في الأمور الإدارية، وطبع الصكوك، والنماذج الجاهزة، وإدخال خدمة الحاسب الآلي في إداراتها، وإصدار مجلة العدل، وغير ذلك من الجهود المشكورة المبذولة من المسؤولين في وزارة العدل جزاهم الله خيرا وفي الختام نسأل الله تعالى أن يتم ويديم علينا نعمة تحكيم شريعته، وأن يوفق العاملين والمسؤولين في وزارة العدل وإداراتها الشرعية وأن يسددهم ويجزيهم خيرا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
عدنان بن محمد بن عتيق

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved