| عزيزتـي الجزيرة
يقول الدكتور ستيفن أم, إيديلسون من مركز دراسات التوحد، سالم، أوريغون أن عبارة فرط الانتقائي المثير تستخدم لوصف ظاهرة يركز فيها شخص على جانب واحد لشيء أو محيط بينما يتجاهل الجوانب الأخرى, ويبدو أن العديد من الاشخاص المتوحدين لديهم هذه الرؤية الضيقة, وقد وصفت هذه الظاهرة أولا سنة 1971 من قبل لوفاس، شريبمان، كوغيل وريهم في U.C.L.A.
تحتوي الأعمال البسيطة حول التوحد على العديد من القصص عن كيفية تركيز الأطفال المتوحدين على شيء ما أو على جانب واحد من شيء بينما لا ينظرون الى الجوانب الأخرى للوسط المحيط بهم, ويقول بعض المختصين ان هذا هو السبب في شك الأبوين في أن طفلهما أصم, ويقوم الأبوان أحيانا بفحص سمع طفلهما بطرق اباريق وأدوات القلي خلف ظهر طفلهما ولا يرد الطفل على هذا الصوت غير المتوقع، وعلى كل حال، وفي مواضيع مختلفة يتضح أن هؤلاء الأطفال يستطيعون السمع كما في الحالة التي يكون فيها الطفل قريبا عندما يفتح والده غلاف حلوى.
أختبر الدكتور لوفاس ايه آل أولا هذا المفهوم الخاص بفرط الانتقائية المثير لدى الأطفال المتوحدين بأن أمر كل طفل بالضغط على ذراع رافعة مع عرض مثيرات مختلفة في نفس الوقت نور وصوت وليس على سبيل المثال .
وعندما ضغط الطفل/ الطفلة على الذراع الرافعة أعطى قطعة حلوى مكافأة له.
وتم عرض الجوانب الثلاثة للمثير المركب في حالة اختيار كل على حده لاحقا.
وكانت النتائج أن الأطفال ضغطوا على الذراع الرافعة عند عرض مثير واحد فقط من المثيرات الثلاثة, فمثلا يضغط طفل على الذراع الرافعة عند عرض النور ولكنه لا يضغط عليه عند حدوث الصوت وحده ولا عند عرض اللمس وحده.
وزعم الدكتور لوفاس وزملاؤه أن الطفل التوحدي انتبه خلال المرحلة الأولى من التعليم على واحد فقط من الجوانب الثلاثة للمثير المركب أكثر من الجوانب الثلاثة جميعها.
إن فكرة الاستجابة لواحد فقط من عدة جوانب أو إبعاد لشيء ما قد تجعل من الصعب على الطفل التوحدي معرفة عالمه, فمثلا إذا تم تعليم طفل كيف يفرق بين شوكة وملعقة فإن الطفل قد ينتبه أو يركز على اللون وهو جانب بارز جدا أكثر من تركيزه على الشكل,
وفي هذه الحالة سيجد الطفل صعوبة كبيرة عند محاولة تحديد ما هي الأداة النافعة للاستخدام.
إننا لا نعرف سبب وجود هذه الرؤية الضيقة لدى الأفراد التوحديين, وتقول احدى النظريات أن هؤلاء الأفراد ولدوا مع تركيز كثير جدا ونتيجة لذلك يكون من الصعب عليهم زيادة أو توسيع نطاق انتباههم, وتقول نظرية أخرى إن هؤلاء الأفراد لا يمكنهم المتابعة أو الانتباه للوسط المحيط بهم كاملا لأنه قد يكون مركبا كأن يؤدي للإثارة المفرطة, ونتيجة لذلك قد يحاولون تبسيط حياتهم بالتركيز على جزء صغير فقط من عالمهم, الآثار, حيث يبدو أن العديد من الأفراد التوحديين يظهرون فرط انتقائية مثيرا فإنه من المهم مساعدتهم في توجيه انتباههم للجوانب ذات الصلة لشيء ما أو الوسط المحيط بهم, فمثلا عند تعليم طفل توحدي اختيار تفاحة من كيس يحتوي على تفاح وبرتقال يجب أن يعلم الطفل الانتباه للون والمادة, وفي المقابل عند تعليم الطفل العثور على سيارة العائلة من بين السيارات الموجودة في الموقف ينبغي على الطفل أن يوجه انتباهه للون والشكل.
ياسر بن محمود الفهد والد طفل توحدي الرياض
|
|
|
|
|