| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
لقد كثر الصخب حول الحملة المرورية، وكثُرت معه تلك الكتابات العاطفية الداعية الى فرض العقوبات الخارجة عن حدود المعقول أحياناً ,
ولكن مهلاً أيها السادة الكرام ان الحل لن يكون في تضخيم العقوبات، ولا في جعل رجل المرور فظاً غليظ القلب، فالعقوبات القائمة حالياً لا قصور فيها بل لعل بعضها يحتاج الى نقاش حول الداعي الى فرضه على سبيل المثال عقوبة انتهاء الوقود الحالية، وعقوبة ربط حزام الأمان المستقبلية, إن الحل للمشاكل المرورية فيما أرى يكمن في تحسين أداء الجهاز المروري القائم إذ لا بد أن يبدأ التطوير من رجل المرور, هناك قصور في تعامل رجل المرور مع المواطن في الطريق، وهناك قصور في مباشرته للحوادث، وهناك قصور في ثقافته الاسعافية، وهناك,, وهناك,,.
إن أكبر دليل على القصور القائم ماسُمي بالمرور الشامل وعدم القدرة على تطبيقه، وبذلك يكون الوطن والمواطن قد حرما من هذه الفكرة العظيمة التي كان من المفروض ان تتسع دائرتها لتشمل الإسعاف والإطفاء والجوازات اضافة الى المرور والدوريات، بحيث تتحد جهودها ويصبح لها رقم واحد يتصل به المواطن والمقيم بكل يسر وسهولة عند الطوارئ حيث يكون المرء في حالة ذهول عن حفظ عشرات الأرقام، وذلك أسوة بما هو حاصل في الدول الأخرى المتحضرة.
إنني أقول باختصار وبكل صدق وأمانة ان تشديد العقوبات لن يكون حلاً، بل الحل في تطوير قدرات وإمكانات المرور، والرقي بمستوى تعامل رجاله، وحسبه ان يطبق العقوبات الحالية على مستحقيها فعلاً.
عبدالرحمن بن محمد آل عزيز جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|